أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - الشعب السوري بين أفق الجولاني والتحدي الإسرائيلي














المزيد.....

الشعب السوري بين أفق الجولاني والتحدي الإسرائيلي


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8196 - 2024 / 12 / 19 - 19:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‎
مرّ الشعب السوري خلال العقود الماضية بمراحل متعددة من الأزمات والصراعات التي استنزفت موارده وأثرت على مستقبله السياسي والاقتصادي والاجتماعي. إحدى القضايا الرئيسية التي تفرض نفسها اليوم هي طبيعة العلاقة بين القوى المسيطرة على الأرض، مثل هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، وإسرائيل التي لا تزال تحتل أجزاء من الأراضي السورية، وتستهدف بشكل مستمر المواقع العسكرية والبنية التحتية.

‎المعادلة الإسرائيلية: احتلال وقصف مستمر


منذ احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان عام 1967، أصبح الصراع مع إسرائيل محوراً رئيسياً في تاريخ سوريا الحديث. ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تبدلاً واضحاً في ديناميكيات هذا الصراع. في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تدمير الموارد العسكرية والاقتصادية السورية من خلال الغارات الجوية والهجمات المستمرة، يبدو أن الأولويات العسكرية والسياسية للقوى المحلية المسيطرة قد انحرفت بعيداً عن مواجهة إسرائيل.
‎تقوم إسرائيل باستغلال ضعف الدولة السورية والتشرذم الداخلي لضمان هيمنتها العسكرية والسياسية في المنطقة. لا تقتصر استراتيجيتها على حماية حدودها، بل تمتد لضرب أي قوة قد تشكل تهديداً محتملاً لها في المستقبل. في هذا السياق، تتعرض مواقع إيرانية، ومنشآت تابعة لحزب الله، وحتى مواقع عسكرية سورية للضربات المتكررة، مما يعكس استراتيجية إسرائيلية واضحة لتقويض أي تهديد محتمل.

‎أبو محمد الجولاني: الزعيم المتحفظ أم المتخاذل؟


من جهة أخرى، يشهد المشهد السوري صعوداً لقوى محلية، أبرزها هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني، التي تسيطر على أجزاء واسعة من شمال غرب سوريا. ما يثير التساؤل هو موقف الجولاني من إسرائيل، حيث صرح في أكثر من مناسبة بأنه لن يسمح بشنّ هجمات ضد إسرائيل انطلاقاً من المناطق التي يسيطر عليها.
‎هذا الموقف، الذي يُعدّ تحولاً كبيراً في الخطاب التقليدي للمقاومة السورية، أثار انتقادات واسعة داخل الأوساط الشعبية والسياسية. البعض يصف الجولاني بأنه يعكس نهجاً براغماتياً يهدف للحفاظ على مصالحه المحلية وضمان استمرارية سلطته، بينما يراه آخرون كشخصية متخاذلة تسعى لإرضاء قوى خارجية على حساب القضية السورية.

‎البُعد الأيديولوجي:

خطاب الإخوان المسلمين
من المثير للاهتمام أن خطاب الجولاني يحمل أوجه تشابه مع النهج البراغماتي للإخوان المسلمين، الذي يسعى عادة إلى تحقيق مكاسب سياسية قصيرة المدى، حتى لو كانت على حساب المبادئ الوطنية. إذ يعمل الجولاني على تقديم نفسه كزعيم سياسي معتدل وقادر على إدارة شؤون المناطق التي يسيطر عليها، لكن هذا التوجه يتناقض مع تطلعات الشعب السوري الذي يبحث عن حلول جذرية لاستعادة حقوقه وموارده المحتلة.

‎الشعب السوري أمام مفترق الطرق


في ظل هذه المعطيات، يجد الشعب السوري نفسه أمام خيارات محدودة ومعقدة. فمن جهة، هناك الاحتلال الإسرائيلي الذي يستنزف الموارد ويقوض السيادة الوطنية، ومن جهة أخرى، هناك قوى محلية تتصارع فيما بينها لتحقيق مكاسب ضيقة دون أن تضع مواجهة الاحتلال ضمن أولوياتها.

‎الخاتمة:

هل من أفق جديد؟
لا يمكن للشعب السوري أن يظل أسير أفق الجولاني أو أي قائد محلي يسعى لتعزيز سلطته دون النظر إلى المصالح الوطنية. الحل يكمن في بناء مشروع وطني شامل يركز على استعادة السيادة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي، بالتوازي مع تحقيق الاستقرار الداخلي والتخلص من القيادات التي تثبت يوماً بعد يوم أنها جزء من الأزمة وليست جزءاً من الحل.
‎إن مستقبل سوريا يعتمد على قدرة شعبها على تجاوز التحديات الحالية، ورفض التخاذل، وبناء جبهة موحدة تعيد تعريف العلاقة بين الداخل والخارج، وتعيد الاعتبار للقضية السورية كقضية مقاومة وعدالة.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنشودة للمهاجر الغريب
- مراثي النسيان
- اليمن: مقاومة المبدأ في وجه العالم
- حين يصبح القلب باباً
- خيبة الضوء ووشوشة الظلال
- عودة المجد
- في طيات الأنفاس
- سهم باشان: بين الرمزية التوراتية وعقدة القوة
- اضطراب ما بعد الصدمة: قراءة في سياق الانهيار السياسي والاجتم ...
- الخيال والواقع في العالم الافتراضي: نظرة فلسفية
- أطياف الرحيل
- تأثير النيوليبرالية: تحولات الملكية، علاقات الإنتاج، ودور ال ...
- ‎ليس للسوق وجهٌ في مرايا العشق
- حين يكتب الشوق قصيدته
- حكايات
- قصيدة للسفر وأخرى للعود
- تصريح ترامب وتهديده للفلسطينيين: قراءة في خطاب مأفون
- اسمي العالق في الرمل
- بحثاً عن الحقيقة
- ذاكرة اللاوعي


المزيد.....




- مصدر: إسرائيل وأمريكا قد تغيران استراتيجيتهما بشأن غزة بعد ا ...
- بوتين يستقبل وزير الخارجية السوري في الكرملين.. ودمشق تعتبر ...
- واشنطن وعشر دول حليفة تتهم إيران بتنفيذ سياسة -اغتيالات وعمل ...
- شاهد: كمين نصبته المقاومة لأسر وقتل جنود إسرائيليين بخان يون ...
- -ضجيج الطعام-.. لماذا لا يمكنك التوقف عن التفكير في وجبتك ال ...
- شاهد.. هدف الأردني يزن العرب -الرائع- في مرمى برشلونة
- مشرعون ديمقراطيون يوجهون رسالة لشركتين تورطتا في قتل الغزيين ...
- الجيش السوداني والقوة المشتركة يصدان هجوما على الفاشر
- هل يغير تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة الرأي العام الأميركي ج ...
- قيادي في -حماس- لـCNN: الحركة تضع شرطا للعودة إلى المفاوضات ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - الشعب السوري بين أفق الجولاني والتحدي الإسرائيلي