أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - أميركا: الدولة المارقة الأكبر وأخطر تهديد للأمن العالمي














المزيد.....

أميركا: الدولة المارقة الأكبر وأخطر تهديد للأمن العالمي


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8219 - 2025 / 1 / 11 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


‎تُقدّم الولايات المتحدة نفسها للعالم كزعيمة‎ للديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنها في الواقع تُعتبر، وفق العديد من الأدلة والوقائع، الدولة الأكثر خرقًا للقوانين الدولية والأعراف الإنسانية. إذا ما طبقنا تعريف "الدولة المارقة" بشكل عادل، فإن الولايات المتحدة تستحق هذا اللقب بامتياز، نظرًا لسجلها الطويل في انتهاك القانون الدولي، وسعيها الدؤوب لتحقيق مصالحها على حساب شعوب العالم وأمنها.

خروقات القوانين الدولية

‎من أبرز مظاهر "مروق" الولايات المتحدة رفضها الدائم الامتثال للمحاكم والهيئات الدولية، مثل المحكمة الجنائية الدولية. ترفض أميركا أن تُحاسب على الجرائم التي ترتكبها قواتها العسكرية أو سياساتها الخارجية، بل إنها ذهبت إلى حد التهديد بعقوبات على المحكمة الجنائية الدولية إذا حاولت التحقيق في جرائم حرب ارتكبها جنودها في أفغانستان أو دعمها المطلق لإسرائيل في الأراضي الفلسطينية.

دعم الإبادة الجماعية

‎الدعم غير المشروط الذي تقدمه أميركا لإسرائيل هو
‎ أحد أوضح مظاهر انحيازها وازدواجية معاييرها. تسلّح إسرائيل وتدافع عنها في المحافل الدولية، حتى عندما تُرتكب جرائم إبادة جماعية في غزة، ويتعرض الشعب الفلسطيني لأبشع أشكال القمع والقتل والتهجير. هذا الدعم، بما يتضمن تزويد إسرائيل بأسلحة متقدمة تُستخدم ضد المدنيين، يجعل أميركا شريكًا مباشرًا في الجرائم ضد الإنسانية.

نهب موارد الدول

‎أميركا ليست فقط داعمة للأنظمة القمعية حول
‎ العالم، لكنها أيضًا بارعة في استغلال موارد الدول ونهبها. من أمثلة ذلك غزو العراق عام 2003، حيث استند الغزو إلى ادعاءات كاذبة بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل. كان الهدف الحقيقي السيطرة على النفط العراقي وتعزيز النفوذ الأميركي في المنطقة.

استخدام أسلحة الدمار الشامل

‎من المفارقات الكبرى أن الولايات المتحدة، التي تدّعي أنها تحارب انتشار أسلحة الدمار الشامل، هي الدولة الوحيدة في العالم التي استخدمت هذا النوع من الأسلحة ضد المدنيين. قصفها لمدينتي هيروشيما وناغازاكي في اليابان عام 1945 هو جريمة لا تغتفر أودت بحياة مئات الآلاف من المدنيين، وما زالت آثارها الكارثية باقية حتى اليوم.

صناعة الحروب والفوضى

‎السياسة الخارجية الأميركية تعتمد بشكل كبير على
‎ تأجيج الصراعات وتفكيك الدول. من الحرب في فيتنام إلى التدخل في أفغانستان، ومن غزو العراق إلى دعم الحروب الأهلية في دول مثل سوريا وليبيا، تستغل أميركا الحروب لتحقيق مصالحها الاقتصادية والسياسية، حتى لو كان ذلك يعني تدمير دول بأكملها وتشريد شعوبها.

ازدواجية المعايير

‎تزعم أميركا أنها تدافع عن حقوق الإنسان، لكنها تغض الطرف عن الجرائم التي ترتكبها الأنظمة التي تخدم مصالحها، مثل دعمها لأنظمة استبدادية في الشرق الأوسط. في المقابل، تشن حروبًا اقتصادية وإعلامية على الدول التي لا تتماشى مع أجندتها، مستخدمة شعارات حقوق الإنسان كذريعة للتدخل.

الخلاصة

‎إذا كان مفهوم "الدولة المارقة" يعني الدولة التي تتجاهل القوانين الدولية، وتنتهك حقوق الشعوب، وتستخدم القوة لتحقيق أهدافها دون اعتبار لأي قيم إنسانية، فإن الولايات المتحدة تُجسّد هذا المفهوم بأبشع صوره. العالم اليوم يواجه أخطر أشكال "المروق"، ليس فقط بسبب أفعال أميركا، بل بسبب سعيها الدائم لفرض رؤيتها الأحادية على النظام الدولي، وتحويل العالم إلى ساحة لخدمة مصالحها الإمبريالية.
‎إن إدراك هذه الحقائق وتوعية الشعوب بها هو الخطوة الأولى نحو بناء عالم أكثر عدلاً، حيث لا تُمنح أي دولة، مهما بلغت قوتها، الحق في ارتكاب الجرائم تحت غطاء الشرعية الدولية.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين يقظة الغيب وهسيس الغياب
- استراتيجيات ترامب بين ضم كندا وبنما وزيادة إنفاق الناتو: قرا ...
- السلطة الوطنية: درع الاحتلال وسيف المقاومة
- ترامب، صديق إسرائيل الأول... ومخترع الجحيم الجديد!-
- بين الموج والقمر
- أراني اعبر الجسر
- في حضرة القلب
- الحقيقة…
- الذكاء الاصطناعي: من التفوق إلى اللامحدودية - كيف ستكون المر ...
- على حافة العاصفة
- العالم على عتبة 2025: أفق مشتعل أم انطلاقة جديدة؟
- نقد الموقف من النماذج الاجتماعية وضرورة الموقف ضد الإرهاب ال ...
- اليمن: مركز جيوسياسي ومحور استراتيجي في المنطقة
- حكايات الخيانة في كومباوند س
- مرآة الحلم المنسي
- أنتِ أفقٌ لا يغيب
- ‎يا لصخب البرد، كسر خاطري

- تحول أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني): من إرهابي إلى رجل دولة
- حينما ينبت الحلم من الرماد
- حرب الروبوتات التي تشنها إسرائيل في شمال قطاع غزة وكيفية تعا ...


المزيد.....




- غضب في إسرائيل بشأن تصريحات نتنياهو عن أهداف حرب غزة
- 29 قتيلا في غارات إسرائيلية على غزة ومنظمة الصحة تندد بتقاعس ...
- تغير المناخ والجفاف يقوضان الثروة الحيوانية بالعراق
- وزارة الدفاع الروسية تنشر وثائق عن اقتحام الجيش الأحمر لبرلي ...
- تجدد إطلاق النار في كشمير مع إجراء البحرية الهندية تدريبات ع ...
- الإكوادور.. وفاة 8 أطفال بسبب عامل معدٍ لا يزال مجهولا
- الدفاعات الجوية الروسية تصد محاولة هجوم بالمسيرات على سيفاست ...
- الخارجية الأمريكية: الولايات المتحدة لن تلعب بعد الآن دور ال ...
- تحذير صحي هام.. منتجات غذائية شائعة للأطفال تفتقر للعناصر ال ...
- الدروز يغلقون عدة مفارق مركزية شمال إسرائيل في مظاهرات مطالب ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - أميركا: الدولة المارقة الأكبر وأخطر تهديد للأمن العالمي