تـرامب ورسائـل الابتـزاز الاقتصادي

محمد باني أل فالح

الحوار المتمدن-العدد: 8218 - 2025 / 1 / 10 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

تتصاعد تصريحات الرئـيس الامريكي المنتخب دونالد تـرامب قبيـل دخوله قفص البيت الابيض بضم كنـدا للولايـات المتحدة الامريكيـة تزامنـاً مع الأزمة الماليـة التي تشهدها أمريكا وزيـادة مستوى الدين العـام ومعدل الضرائب على البضائع التي تستوردهـا من جارتها كنـدا كالأخشاب والألمنيوم والخرسانـة ومواد الحديـد وبعض المحروقـات والتي ستكون أكثر كلفة على المواطن في حال قيـام الحكومة الامريكيـة بزيـادة الضرائب عليها ويرفض رئيس الوزراء الكنـدي تصريحات تـرامب الاستفزازيـة ويؤكد عدم وجود ضرورة لأن تصبح كنـدا ولايـة أمريكيـة وبأنها ستكون جاهزة لأي اعتـداء بهذا الشأن للدفاع عن نفسها أمام أحلام الرئيس الامريكي .
ونشر الرئيس تـرامب قبل أيـام على صفحته خريطة جديـدة لأمريكا تضم كنـدا وجزيرة غرينـلاند التـابعة للدنمارك شمال أوربـا على تخوم القطب الشمالي والذي تقيم فيها أمريكا عـدة قواعد عسكريـة في مواجهة أسطول روسيـا الذي يمتلك سفن عملاقة للجيش الروسي تسير بالطاقـة النوويـة وقد صرح تـرامب عن نيتـه شراء جزيـرة غرينـلاند من حكومة الدنمارك التي ترفض سيـاسة الرئيس الامريكي التوسعيـة على حساب مصالح الأمن الاوربي وأشار في تصريحه الى أمكانيـة أتخاذ أجراء عسكري للسيطرة على الجزيـرة التي تتمتع بحكم ذاتي في حال رفضت حكومة الدنمارك المقترح الامريكي وشددت رئيسة الوزراء الدنماركيـة ميتي فريـدريكسن رفضها للسيـاسة الامريكيـة تجاه الجزيـرة وأمتنـاع ترامب من الرد على محاولات الاتصال به لمعرفة سبب تصريحه باتخاذ العمل العسكري ضد الدنمارك التي تعود لها ملكيـة الجزيـرة طيلـة عقود من الزمن .
وكان الرئيس الامريكي تـرامب قد صرح قبل فترة بأنـه سيستعيد السيطرة على قنـاة بنما بعد عودتـه للبيت الابيض مشيراً الى هيمنـة الصين على طرفي القنـاة التي تعود ملكيتها لدولة بنما الواقعة جنوب قـارة أمريكا الشماليـة والتي تعد ممر مائي للسفن العابـرة بين المحيط الهادي والمحيط الآطلسي بطول 82 كم وهي تقسم دولـة بنما الى نصفين وتساهم في تسهيل عمليـة نقل البضائع بين موانئ شرق أسيـا والموانئ الامريكيـة وقد أستعمرت أمريكا قنـاة بنما أكثر من 85 عاماً حيث تم الاتفـاق على عودة القنـاة الى سيطرة الدولـة في عهد الرئيس الامريكي جيمي كارتـر عام 1999 مقابل ضمان الحمايـة الامريكيـة للقنـاة في حال تهديـد حياديـة القنـاة في مرور السفن خلالها .
ورد وزير الخارجيـة الروسي على تصريحات تـرامب الأخيرة بـأنها مجرد أحلام يقضه لا يمكن تحقيقها في ضوء معطيـات الواقع الحالي وبأن تـرامب يحاول أستفزاز العالم وفرض أرادتـه بالقوة كما رفضت الصين تصريحات الرئـيس الامريكي بشأن قنـاة بنما مؤكدة بـأن الصين لم تستعمر القنـاة يوماً ما وبـان القنـاة ممر مائي عالمي لا يمكن الاستحواذ عليـه لخدمة المصالح الامريكيـة التي يحاول تـرامب من خلالها تغيير خارطة العالم بما يتفق ورؤيتـه الاقتصاديـة في أدارة العلاقـات الخارجيـة الامريكيـة .
ويحاول الرئيس الامريكي أن يرسم شكل سياستـه المستقبليـة قبيل أستـلامه السلطة من خلال عدة تصريحات محاولاً فرض هيمنـة الولايـات المتحدة على العالم وإخضاع خصومه للأمر الواقع من خلال التـلويح بالعمل العسكري أو فرض عقوبـات أقتصاديـة وهو ما يثير أستيـاء العديـد من الدول الكبرى ومعها الدول المستهدفـة في برنـامج السيـاسة الامريكيـة للرئيس تـرامب التي من الممكن أن تخلق نـزاعات مستقبليـة سواء على الصعيـد العسكري أو السيـاسي وهو ما ينبؤ بفترة حكم أستفزازيـة ستعود على العالم بأزمات وفوضى وعدم أستقرار تمكن أمريكا من أدارة تلك الازمات لصالحها كما هو شأنها في عدائها لروسيـا والصين في المجال العسكري والاقتصادي وهي المخاوف الامريكيـة التي تنتـاب قادة البيت الابيض الذين يسعون الى قيـادة العالم دون منـازع .

#محمد_باني_أل_فالح (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل