أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - كلام في اشكالية السلطة السياسية !














المزيد.....

كلام في اشكالية السلطة السياسية !


عبدالله عطوي الطوالبة
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 8215 - 2025 / 1 / 7 - 11:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اجتماع سقيفة بني ساعدة في المدينة، لاختيار خليفة المسلمين الأول بعد النبي، وحتى الثامن من كانون أول 2024، لم يعرف العرب سوى أسلوبين لنقل السلطة هما، الإنقلاب أو التوريث. وفي الحالتين، يتعامل الحاكم العربي مع الدولة وكأنها مزرعة خاصة ورثها عن الوالد، حيث يعمل كل ما من شأنه تأبيد وجوده في الحكم ليستمتع بالسلطة وامتيازاتها، و"بعد عمر طويل" يورثها هو بدوره لابنه "ولي عهده". هذا الذي ذكرنا اصطُلِح على وصفه من قِبَل المتضلعين في المضمار وأهل الإختصاص ب"إشكالية السلطة السياسية". وهي تركة قروسطية انقرضت تقريبًا في عالم اليوم، فلم يعد لها وجود إلا عند العرب. الرئيس الأميركي، على سبيل المثال، يعرف اليوم الذي يغادر فيه كرسي الحكم، وكذلك الفرنسي، والياباني، والجنوب أفريقي، وحتى في بوركينا فاسو، إلا العرب، أسيادهم في الجاهلية أسيادهم في الإسلام. في هذه الإشكالية، أحد أخطر أسباب تخلفنا وبؤسنا، وكل ما تشقى به مجتمعاتنا. هذا الضرب من الاستبداد بالذات، غير ممكن الاستمرار والاستتباب من دون ثالوث الفساد والإفساد والقمع. هنا بالذات، مكمن داء عدم الاستقرار في بلداننا، وسبب تخلفنا عن الأمم و"استظراطها" للعرب حكامًا ومحكومين. تؤكد الدراسات العلمية أن الإنسان أيًّا كانت قدراته ليس بمقدوره أن يقدم جديدًا في الحكم بعد سنوات من العمر تقدر باثنتي عشرة على أبعد تقدير، فكيف عندما يقبع على صدور المبتلين به بضعة عقود.
أخفق العقل السياسي العربي في الخروج من هذه الإشكالية، منذ اجتماع السقيفة المومأ إليه فوق وحتى اللحظة. وعليه، يمكن وصف تاريخنا بأنه تاريخ الصراع على السلطة السياسية، وقد سُفِك على مذبحها من الدم كثير، ناهيك بتخريب العمران. وقد رأينا في السنوات الأخيرة، كيف دُمرت دول عربية وتشرد الملايين من مواطنيها بسبب الصراع على السلطة السياسية. لا يكتفي المستبد الطاغية في بلداننا بالرد على شعبه المنتفض ضد فساد نظامه وأسرته بالقمع، بل يحرك أبواقه للعزف على لحن "المؤامرة الخارجية"، علمًا بأنه صنيعة الخارج أو مدعوم منه، وعادة ما يستدعيه لمشاركته قمع شعبه وتثبيت حكمه. ومن المعيب، أن تُقدم قوى سياسية ترفع شعارات "التغيير"، وتصف نفسها ب"التأدمية"، منافحًا ومدافعًا عن بعض ضروب الاستبداد والطغيان في واقعنا العربي، بدعوى التعرض لمؤامرة "امبريالية صهيونية رجعية".
وإذا سألتني عزيزنا القارئ عن الحل، فالديمقراطية هي الحل كما هو متبع في الغالبية العظمى من دول العالم. الديمقراطية المقصودة، انتخاب المواطن لمن يحكمه ويمثله في انتخابات حرة نزيهة. لا ينتخبهما فحسب، بل يسائلهما، ويحاسبهما، ويغيرهما إذا استدعت المصلحة العامة ذلك. هذا هو طريق التقدم، لكننا للأسف الأسيف ما نزال بعيدين عنه.



#عبدالله_عطوي_الطوالبة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أسباب ضعفنا !
- وماذا نحن في الأردن فاعلون؟
- من أساليب انحياز الإعلام الأميركي للباطل !
- مسؤولية الإنسان ولا ذنب للزمان
- هل باعت روسيا نظام الأسد؟!
- من وحي الزلزال السوري ودروسه.
- المتآمرون بالفعل ضد العرب.
- نمط تفكير بائس !
- اسلام أردوغاني أم ماذا؟
- ماذا تريد أميركا من سوريا الجديدة؟!
- الإنسان والدين
- الدولة المزرعة!
- من الذي سقط في سوريا؟!
- على بلاطة
- ليلة الهروب الكبير من دمشق !
- ألا نخجل ؟!
- من سفالات فقهاء السلاطين!
- أسئلة وتساؤلات أكثر من مشروعة
- سوريا المختلفة في يومها الأول...جردة حساب
- نراهن على عراقة الشعب السوري وانتمائه لعروبته


المزيد.....




- فيديو يظهر سياحًا يركضون خوفًا من ثوران مفاجئ لبركان إتنا
- -إخواننا في السعودية ما قصروا معنا-.. تفاعل على اتصال فيديو ...
- مصر.. الداخلية تُعلق على فيديو -إشهار سكين- خلال مشاجرة بأحد ...
- إعلام فلسطيني: مقتل 20 شخصا بقصف إسرائيلي أمام مركز توزيع مس ...
- محكمة بريطانية تُغرّم رجلًا بعد حرقه نسخة من القرآن أمام الق ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن رسميا مقتل 3 من جنوده في جباليا شمال ق ...
- NYT: هجوم كييف على مطارات روسية لن يعيق تقدم الجيش الروسي
- البيت الأبيض: محادثة هاتفية قريبة بين ترامب وشي
- مواطن روماني يقر بالذنب في -مضايقة- بايدن
- منافس روسي قوي لمنصات -Steam Deck- يظهر قريبا


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله عطوي الطوالبة - كلام في اشكالية السلطة السياسية !