أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شهناز أحمد علي - يوميات سقوط الأسد -2-














المزيد.....

يوميات سقوط الأسد -2-


شهناز أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 8197 - 2024 / 12 / 20 - 00:20
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


بينما فرح السوريون بسقوط الطاغية يعم كل ساحات الوطن في “جمعة النصر”، كانت الهواجس والانقسامات تتسلل إلى كل زاوية وشارع ومدينة وقرية، لتلقي بظلال القلق على هذا الفرح. قلق إنسانٍ حرم من حرية التعبير وممارسة حقوقه لعقود طويلة.

لربما كانت أكثر تلك الهواجس تتعلق بالكرد، ذلك
المختلف قوميًا وعرقيًا وثقافيًا وحتى اجتماعيًا.
منذ تشكيل الدولة السورية بشكلها الحالي وحتى لحظة سقوط النظام، كان هاجس النظام المركزي في دمشق لا يقتصر على قمع الكرد فحسب، بل امتد إلى تشويه صورة الإنسان الكردي لدى الإنسان السوري عامة.
ومنذ قيام ثورة الكرامة وتحولها إلى حرب أهلية استمرت سنوات عديدة، إلى أن أدت إلى تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ، يحكم جزء منها المعارضة بتشكيلاتها العسكرية المختلفة، وجزء آخر ظل تحت نظام الأسد، بينما بقي شرق الفرات والمناطق الكردية تحت ظل الإدارة الذاتية.

لم تكتفِ المعارضة التابعة لتركيا باحتلال منطقة عفرين ورأس العين وتل أبيض فحسب، بل سعت بكل ما تملك من إمكانيات إلى تشويه صورة الإنسان الكردي وحركته السياسية المتمثلة بالأحزاب والمنظمات، لدى عامة الشعب السوري الذي لا حول له ولا قوة في ظل نظام استبدادي دام أكثر من خمسين عامًا.

قبيل سقوط النظام، وأثناء عملية “رد العدوان” التي قادتها “هيئة تحرير الشام” بقيادة الجولاني سابقًا، السيد أحمد الشرع حاليًا، قائد إدارة العمليات العسكرية، شنت الفصائل المسلحة التابعة لتركيا والمنضوية تحت ما يسمى “الجيش الوطني السوري” (الجيش الحر سابقًا) عمليات (تحرير)الشهباء وتل رفعت، وهجّرت للمرة الثانية سكان عفرين المهجرين قسرًا من مناطقهم بعد احتلالها من قبل تركيا والفصائل المسلحة التابعة لها في 2018.

العالم مشغول بتقسيم “الكعكة السورية”، بينما الدول الإقليمية التي تعدّ نفسها منتصرة بسقوط نظام الأسد، مثل تركيا وقطر، والمجتمع الدولي، بدءًا من أمريكا مرورًا بالدول الغربية وروسيا المهزومة في سوريا، لا تعير اهتمامًا لما يجري للكرد على أيدي الفصائل المسلحة.
وكالعادة، فإن المهجرين الكرد، وما تعرضوا له من غبن طوال سنوات المقتلة السورية، لم يكونوا على رأس أجندات الاجتماعات التي جرت وتجري بعد السقوط.

بل على العكس، هناك تقارير عديدة تشير إلى أن الفصائل المسلحة التي تحتل عفرين تمنع المستوطنين الذين هُجّروا من ريف دمشق واستوطنوا عفرين بدعم من “الجيش الوطني السوري” من الرجوع إلى مناطقهم، وتمنع عودة أهالي منطقة عفرين، التي كان سكانها 99% من الكرد، بعد أن تم تغييرها ديموغرافيًا عقب احتلالها وخلال السنوات الماضية، وبدعم تركي وقطري تم إنشاء مستوطنات عدة وأسكنوا فيها المهجرين والنازحين من ريف دمشق وإدلب وغيرها من المناطق.

امتزجت صور قوافل الكرد المهجرين من الشهباء وتل رفعت باتجاه الطبقة والرقة والقامشلي، مع صور طوابير مؤلفة من آلاف الضباط والمجندين (العلويين) في مدينة طرطوس، واقفين لتسوية أوضاعهم، ومع فيديو قصير نشره أحد المسلحين أثناء تجواله في القرداحة، مسقط رأس بشار الأسد، وهو يسأل امرأة يبدو على وجهها قهر السنين، وخاصة سنوات الحرب: “وين نحن يا خالة؟” فتجيبه بغصة: “في القرداحة، والله يا ابني ما بدنا غير السلام، والله يعطيكم العافية.”
فيرد قائلًا: “سبحان الله الذي أعزّكم وأعزّنا يا خالة.”

وفي الجهة الأخرى، ما وراء الحدود وفي صحراء الرطبة، يتظاهر الجنود السوريون الذين هربوا قبيل سقوط النظام إلى العراق، يصرخون وألم الحرب يلف أجسادهم: “بدنا نرجع… بدنا نرجع”، بعدما سمعوا أن من لم تتلطخ أيديهم بدم السوريين سيتم تسوية أوضاعهم.

لربما وصلت صرخة الأم العفرينية، وصيحات هؤلاء المهجرين والجنود البؤساء، إلى ساحات “جمعة النصر”، لتكون سوريا الجديدة، سوريا النصر لكل الشعب السوري.



#شهناز_أحمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات سقوط الأسد -1-
- دجلة
- نساء في استوكهولم ـ 9ـ
- نساء في استوكهولم 8
- -المخلب السيف-
- ما بعد غويران
- 12 قاعدة للحياة: ترياق للفوضى
- المرأة .... الحرب .... الحوار
- نساء في استوكهولم 7
- نساء في استوكهولم 6
- نساء في استوكهولم 5
- جيجك .... انهم يهابون لبواتنا
- نساء في استوكهولم - 3 -
- آذار ... وأمهات السوريات
- الرابعة عصرا-
- الأسد يرحب يالمعركة
- نساء في استوكهولم2
- الغرفة , الحارس
- المدينة الجامعية
- المرأة والعنف


المزيد.....




- فيتنام، 30 نيسان/أبريل 1975 – مرور 50 سنة على انتصار تاريخي، ...
- هولندا: عشرات آلاف المتظاهرين في لاهاي لمطالبة الحكومة بوقف ...
- إرحلْ.. رسالةُ المتظاهرين للرئيس ترامب في عيد ميلاده
- قصف إيراني يستهدف منزل نتنياهو في بلدة قيسارية
- نحو تدبير أمثل لخلافات اليسار العمالي…صوب حزب شغيلة اشتراكي ...
- المركزية الديموقراطية من لينين الى ستالين
- عين على نضالات طبقتنا
- العمل النقابي والدعارة. بعض الأسئلة المحرجة
- تدمير الطبيعة
- المواطنة من الدرجة الثانية لفلسطينيي 48


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - شهناز أحمد علي - يوميات سقوط الأسد -2-