أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهناز أحمد علي - -المخلب السيف-















المزيد.....

-المخلب السيف-


شهناز أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 21:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ عام 2016 و حتى 2019 شن الجيش التركي مدعوما بالمرتزقة ما يسمى " بالجيش الوطني السوري " من المعارضة السورية ثلاث عمليات عسكرية احتل بموجبها أراضي سورية بمساحة تقدر بـ 8830 كم² تشمل مناطق جرابلس واعزاز و عفرين و رأس العين و تل ابيض وغيرها. أولى عمليات الجيش التركي سميت بعملية "درع الفرات" حيث احتلت تركيا ومسلحي المعارضة السورية بلدتي اعزاز وجرابلس في الشمال السوري بما يشبه صفقة تسليم وإستلام مع تنظيم الدولة ـ داعش. ومنذ ايار 2022 بدأ إردوغان يلوح ويهدد بغزوة جديدة لشمال شرق سوريا وإقامة منطقة آمنة. على طول الحدود السورية - التركية وتوطين مليوني لاجى سوري من تركيا فيىها بعد أن هجر أكثر من 300 الف شخص من الكرد من عفرين إبان غزوه في 2018 وغير ديموغرافيتها واسكن أهالي الغوطة وغيرها من المناطق التي جرت فيها المصالحة برعاية روسية وتم تسليم شمال غربي سوريا لإردوغان والمعارضة التابعة له. منذ عام 2013 يخطط اردوغان ، لإنشاء ما يسميها بـ "المنطقة الآمنة " في الشمال السوري بهدف إستعماري إستيطاني والقضاء على "وحدات حماية الشعبً" التابعة لقوات سوريا الديموقراطية" ومعها الوجود الكوردي في روژآڤا.""
عملية "المخلب - السيف" التي بدأها أردوغان وجيشه في العشرين من شهر تشرين الثاني وأيًدتها كل المعارضة التركية باستثناء "حزب الشعوب الديموقراطي"، على كردستان العراق وروژ آڤاي كردستان، وتهديده باجتياح بري لحماية أمنه القومي كما يدعي. ما هي الا نتيحة طبيعية للصمت الدولي إزاء الجرائم التي يرتكبها النظام التركي حيال شعبنا .
معلوم أن تركيا كانت وما زالت من أهم المستفيدين من الحرب الدائرة في سوريا منذ اكثر من عقد من الزمن، فقد استخدمت استراتيجية اللعب بأوراق عدة تملكها بل وخلطها بدءا من ابتزاز اوربا وتهديدها بفتح الباب لموجات لجوء جديدة اليها كما فعلت في بداية الأزمة السورية، وتهديد النظام السوري بدعمه للمعارضة وداعش وجبهة النصرة انتهاءا، بالإستفادة من مو موقعها الجيوسياسي، بلعبها دور الراعي للمفاوضات بين روسيا واوكرانيا مع بداية الحرب الاوكرانية وابتزاز السويد وفنلندا بعرقلتها التصويت لصالح ضمهما لحلف الناتو. وفي الآونة الاخيرة بدأ أردوغان اللعب على جبهة التواصل مع النظام السوري وإحياء اتفاقية "أضنة"، وهي اتفاقية أمنية سرية وقعت بين سوريا وتركيا 1998 على إثر أزمة بين البلدين وتهديد تركيا بإجتياح سوريا إذا لم يوقف نظام حافظ الأسد دعمه لحزب العمال الكردستاني وزعيمه عبدالله أوجلان المقيم في دمشق وقتئذ.
تشير تصريحات الطرفين السوري والتركي إلى إمكانية العمل باستراتيجيات جديدة لقلب الموازين والتوصل لاتفاق بينهما ـ التركي الذي احتل ودمر ولاتزال يده ملطخة بالدم السوري و كان يهدد في بداية الأزمة بإنه سيصلي قريبا في الجامع الأموي وأن رحيل نظام الاسد أدنى ما يطمح إليه، والجانب السوري الذي كان يسمي إردوغان حتى وقت قريب بـ "مجرم سوريا". ولا يخفى على أي مراقب كيف تحول خطاب المحللين السياسيين السوريين التابعين للنظام وبدؤا بالترويج للمصالحة مع النظام التركي برئاسة إردوغان. فبينما كان الطيران التركي تقصف محطات توليد الكهرباء والغاز والبترول ويقتل السوريين، قال أحد المحللين السوريين على شاشة فضائية السورية حرفيا: " قوات سوريا الديموقراطية" خطر على الأمن القومي التركي والسوري معا وهذا ما يجب على تركيا معرفته ويجب تخطي الماضي.
سيظل أردوغان يستخدم شتى الوسائل والإستراتيجيات من أجل خدمة مصالحه الانتخابية واسترجاع ثقة الشارع التركي بنظامه قبل الإنتخابات الرئاسية في تركيا الصيف المقبل. وأول تلك الوسائل المتاحة في نظره هو اجتياح وغزو مناطق أخرى من شمال شرق سوريا والقضاء على اي مشروع سياسي كردي. منذ الصيف الماضي لم تتوقف الطائرات والمسيرات التركية عن قصف واستهداف القوات الكردية بين الفينة والأخرى تحت أعين المجتمع الدولي. فالأوروبيون أرعبتهم الحرب الأوكرانية وآخر همهم حقوق الإنسان ومصير الشعب الكردي الذي دفعت قواته من البيشمرگة وقوات حماية الشعب دماءهم الغالية لدحر داعش والارهابيين، و مواقف كل من الامريكي والروسي من العملية التركية الأخيرة كانت خجولة ومراوغة، كما أن مواقف البنتاغون والخارجية لم يكونا بأهمية الحدث وإنما تلخصت في أن التصعيد تقوض جهود مكافحة تنظيم الدولة الاسلامية. وقال المتحدث باسم البنتاغون العميد بات رايدر في بيان: "الضربات الجوية الأخيرة في سوريا هددت بشكل مباشر سلامة الأفراد الأمريكيين الذين يعملون في سوريا مع شركاء محليين لهزيمة داعش وتأمين أماكن احتجاز أكثر من عشرة آلاف من معتقلي داعش". أما الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس فقد قال للصحافيين: "تحضّ الولايات المتحدة على وقف فوري للتصعيد في شمال سوريا، نشعر بقلق بالغ إزاء الأعمال العسكرية الأخيرة التي تزعزع استقرار المنطقة وتعرّض المدنيين والأفراد الأميركيين للخطر"، وتابع "نتفهّم أن لدى تركيا مخاوف أمنية مشروعة في ما يتعلّق بالإرهاب، لكننا في الوقت ذاته عبرنا باستمرار عن مخاوفنا الجديّة إزاء تأثير التصعيد في سوريا" على مواجهة "تنظيم الدولة الإسلامية وعلى المدنيين على جانبي الحدود.
الموقف الكردي من العملية معقد كقدره المجبل بالدم والحزن، تقصف أرضه وسهوله وجباله وشعبه من عفرين وقامشلو وديرك مرورا بالمدن سنندج ومهاباد الى جبال وقرى كردستان العراق. تختلط المشاعر والتحليلات والمواقف. المواقف الرسمية مكبلة بالظروف الإقليمية والدولية، أما الشعبي يبقى متأزم وفيه شرخ اجتماعي وسياسي واضح خاصة في جزئه الغربي " روژ آڤا يي كردستان". أجمل لوحة حزن كردية هي التي بدأت بتشييع شهداء مجزرة ديرك بعد القصف التركي على قرى المنطقة وضرب البنية التحتية بخاصة محطات توليد الكهرباء والغاز والنفط إلى جانب المستشفيات والمدارس. والجميل فيها بالاضافة للحشود الكبيرة المشاركة وروح التضامن، كان لغياب مئات الاعلام والصور التي لا داعي لها في هكذا مناسبات ولن تخدم قضية شعبنا ولا دماء شهدائنا.
على صفحات الانترنت ومواقعه التي تعج بالكرد اللاجئين الفارين من الحرب السورية ويعيشون في أورپا، لم يكن هناك إدانات واضحة أو صارخة ضد هذا العدوان التركي ولا تضامن مع شهداء القصف التركي بل أكثرهم كان مشغولا بالتضامن مع كردستان ايران وما يجري فيها من مقاومة وقمعها من قبل ملالي ايران بعد أن اندلعت الإنتفاضة الشعبية باستشهاد ژينا أميني على أيد سلطات القمع الايرانية. هذا واجب قومي وإنساني ولا ضير في ذلك، ولكن في هكذا مواقف يتبين مدى الإنفصام السياسي ان جاز التعبير، لدى الكثيرين من كرد روژ آڤا، فضرب البنية التحتية وشل سبل الحياة في مناطق الإدارةالذاتية ناهيك عن العدد الكبير من الشهداء المدنيين وقوات حماية الشعب في قراهم ومدنهم لم يكن له أولوية في تفاعلهم على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي التي باتت وللأسف مواقع للتهريج أكثر من وسيلة بإمكانها التأثير على صناع القرار إن استخدمت بالطرق المناسبة. أما بالنسبة لموقف المجلس الوطني الكردي وبيان إدانته كان خجولا، بل أن بعض أعضائه أدلوا كالعادة بتصريحات غير مسؤولة في هكذا مراحل حساسة، على سبيل المثال: على العمال الكردستاني أن ينقل ساحة معركته من سوريا، أو إجترار إشكالية منع إنعقاد مؤتمر المجلس الوطني الكردي من قبل الأسايش. فليس من المسؤولية بشيئ إشغال الرأي العام بمناقشة علاقة حزب الإتحاد الديمقراطي مع حزب العمال الكردستاني في الفضائيات بينما يتعرض شعبنا للقصف التركي الهمجي، وخاصة من قبل من هم أعضاء في الإئتلاف السوري المسؤول عن الميليشيات المرتزقة التابعة للجيش الوطني السوري في ماتسمى بحكومة المعارضة المسيرة تركيا والتي تحتل عفرين ورأس العين وتل أبيض ولاتخفي جرائمها بحق شعبنا على أحد.
وبموازاة هذا ثمة أصوات لا بأس بها تعمل من أجل بلورة إستراتيجية قومية واضحة والوقوف صفا واحدا لدعم قواتنا التي تحمي عرضنا وشرفنا وإيجاد أرضية ملائمة للحوار اللامشروط بين الجميع لتخطي التجارب الضارة في العقد الأخير من الزمن والبحث عن القواسم المشتركة وإيجاد البدائل اللازمة زودا عن أمننا القومي بدلا من ذهنية التخوين والتخندق وراء مواقف مسبقة والتهرب من المسؤولية.
لا يخفى على أحد مدى تعقيد الاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في عموم منطقة الشرق الاوسط وما أصاب القضية الكردية ولا يزال جراء تعقيدات المسألة السورية وحربها التي تجاوز عقدا من الزمن. ثم أن الظروف الموضوعية المتمثلة بالموقف الدولي بجزئيه الامريكي والأوربي والروسي لا تعفى الحركة الكردية بكل أطيافها من تحمل مسؤوليتها التاريخية ولا تعفى المهتمين بالشأن العام من أكاديميين وسياسيين ومثقفين ورجال الدين وووجهاء عشائر من المسؤلية التاريخية والعمل على تخطي مرحلة الأمية السياسية والحفاظ على مكاسب شعبنا التي رويت بالدم ولن تعوض.



#شهناز_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد غويران
- 12 قاعدة للحياة: ترياق للفوضى
- المرأة .... الحرب .... الحوار
- نساء في استوكهولم 7
- نساء في استوكهولم 6
- نساء في استوكهولم 5
- جيجك .... انهم يهابون لبواتنا
- نساء في استوكهولم - 3 -
- آذار ... وأمهات السوريات
- الرابعة عصرا-
- الأسد يرحب يالمعركة
- نساء في استوكهولم2
- الغرفة , الحارس
- المدينة الجامعية
- المرأة والعنف
- نساء في استوكهولم
- نوشين ربما تنبت أحلامنا
- مقتل دعاء والجبن الاجتماعي
- المراْة الكردية والنضال السياسي في كوردستان سوريا


المزيد.....




- الأرض أم المريخ؟ شاهد سماء هذه المدينة الأمريكية وهي تتحول ل ...
- وصف طلوع محمد بن سلمان -بشيء إلهي-.. تداول نبأ وفاة الأمير ا ...
- استطلاع رأي: غالبية الإسرائيليين يفضلون صفقة رهائن على اجتيا ...
- وصول إسرائيل في الوقت الحالي إلى أماكن اختباء الضيف والسنوار ...
- شاهد: شوارع إندونيسيا تتحوّل إلى أنهار.. فيضانات وانهيارات أ ...
- محتجون يفترشون الأرض لمنع حافلة تقل مهاجرين من العبور في لند ...
- وفاة أحد أهم شعراء السعودية (صورة)
- -من الأزمة إلى الازدهار-.. الكشف عن رؤية نتنياهو لغزة 2035
- نواب ديمقراطيون يحضون بايدن على تشديد الضغط على إسرائيل بشأن ...
- فولودين: يجب استدعاء بايدن وزيلينسكي للخدمة في الجيش الأوكرا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شهناز أحمد علي - -المخلب السيف-