أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهناز أحمد علي - نساء في استوكهولم ـ 9ـ














المزيد.....

نساء في استوكهولم ـ 9ـ


شهناز أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7743 - 2023 / 9 / 23 - 18:51
المحور: الادب والفن
    


" لا تعشقوا الغرباء لأنهم راحلون". لا تدري من صاحب تلك الجملة لطالما أوقفتها كثيراً ولا من خططها على حائط ذاك " الكشك " الصغير والحنون على كل من دخلها ليشتري ملخص من ملخصات أحد المواد الجامعية أو ليطبع بعض الفصول من الكتب الضرورية للإمتحانات أو حتى بعض الأسئلة والأجوبة التي كتبها أحد الطلبة النشيطين ويريد بيعها للطلاب. صوت فيروز الذي يصدح طوال النهار من تلك الدكانة ويحوم بحب بين أزقة المدينة الجامعية. استوقفتها تلك الأغنية التي تحب سماعها "ليالي الشمال الحزينة ضلي اذكرينا ... اذكرينا." امتزجت ليالي شمالها الحزين ابدا مع الرحيل .... العشق ... و الغرباء. بينها وبين تلك الجملة التي رسمها احد طلاب جامعة حلب في تسعينيات القرن الماضي حزن ووطن ، حزن غمر كل السوريين ووطن يبحث عن أبنائه الغرباء..
لم يكن هناك سبب واضح لتذكرها تلك الجملة بعد كل هذه السنين سوى الحرب الدائرة في بلدها منذ ما يقارب اكثرمن عقد من الزمن . في جامعة حلب، لم يكن هناك غرباء، لم يكن هناك ياباني أو روسي أو أوروبي أو أمريكي جاء ليأخذ تحصيله العلمي. بل كانت ساحات وكليات جامعة حلب تعج بالقادمين من أقصى الشمال حيث أمهاتهن لا تجيدين اللغة العربية التي أجبر أولادهم على الدراسة بها، بالإضافة لطلاب من كل المدن والقرى السورية، شابات وشباب في عمر الورود منهم من كانت أحلامهم أجمل من القصائد ومنهم من كانوا يصارعو طواحين الهواء مثل "دون كيشوت"، ومنهم من أرعبه خوف السنين الذي انفجر في 2011 وحرق كل السورين ودون إستثناء..
أغلقت التلفاز، شعرت أنها لم تعد قادرة مثل كثير من السوريين الإستماع لنشرات الأخبار، لكل هذا الألم والهراء معاً، نعم الهراء وتفاهة القيم السائدة في زمننا هذا، قيم المجتمع الدولي الذي له اليد الطولا حتى النخاع في هدم بلدنا وهدر الدم السوري. بينما تستمع لأغاني فيروز في هذا الصباح المثقل بالذكريات الجميلة والشبيهة بسوريا ما قبل الحرب، راودتها أفكار غريبة، ترى الطالب الذي كتب بالألوان المائية وبالخط العريض تلك الجملة، أين هو الآن هل يسرق زيتون عفرين ويغتصب نسائها أم يحتضن طفلاً سوريا لا فرق من أية مدينة أو طرف كان ويساعده في مخيمات اللجوء، أم إنه أصبح محللاً سياسياً ونجما من نجوم فضائيات التي تساهم في تعقيد ألم السوريين، أم طالب لجوء في إحدى دول الأوربية وينصح ما تبقى من السوريين على المقاومة وعدم الهجرة، أم من أنصار الرايات السوداء وأعداء الكورد، أم شابا، بالرغم أنف تجار الحروب، يحلم بأن صوت فيروز سيصدح ثانية في أزقة المدينة الجامعية ولن تكون الصبايا والشباب السوريين السوريون غرباء عن بعضهم البعض ثانية.



#شهناز_أحمد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء في استوكهولم 8
- -المخلب السيف-
- ما بعد غويران
- 12 قاعدة للحياة: ترياق للفوضى
- المرأة .... الحرب .... الحوار
- نساء في استوكهولم 7
- نساء في استوكهولم 6
- نساء في استوكهولم 5
- جيجك .... انهم يهابون لبواتنا
- نساء في استوكهولم - 3 -
- آذار ... وأمهات السوريات
- الرابعة عصرا-
- الأسد يرحب يالمعركة
- نساء في استوكهولم2
- الغرفة , الحارس
- المدينة الجامعية
- المرأة والعنف
- نساء في استوكهولم
- نوشين ربما تنبت أحلامنا
- مقتل دعاء والجبن الاجتماعي


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شهناز أحمد علي - نساء في استوكهولم ـ 9ـ