أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - حتى لا تضيع سوريا بعد التغيير














المزيد.....

حتى لا تضيع سوريا بعد التغيير


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8186 - 2024 / 12 / 9 - 20:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع اني اقدم احر التهاني واجمل التبريكات الى جميع عشاق الحرية والديمقراطية والتعددية في سوريا , وأتمنى للشعب السوري السلامة وللوطن الحبيب الوحدة والرفاهية , الا اني ما زلت اعتقد ان مغادرة السيد بشار الأسد في هذا الوقت وبالطريقة التي اضطرته الى التنازل عن وظيفته , سيكون له تأثيرا سلبيا على الداخل السوري ووحدته ما لم تنتبه القيادة السورية الجديدة الى التحديات الكبيرة التي جاءت مع التغيير. الحالة السورية تتطلب الان دعم الدول المجاورة لها وايران وروسيا , قبل ان تنفلت الأمور للأسباب التالية :
أولا . اني خائف من الصراع على السلطة في سوريا . كما نعلم ان القوى المعارضة في سوريا وان اجتمعت على إزاحة السيد بشار الأسد من على راس السلطة , الا انها غير متفقه على أهدافها وايدولوجياتها. سوريا مثل العراق , تضم اديان ومذاهب و اعراق مختلفة , وان استهداف احد هذه المكونات سوف يشعل البلد بكامله , وخير مثال على ذلك هو داعش في العراق عندما استهدف المكون المسيحي ومن ثم الايزيدي ومن ثم الشيعي الامر الذي دعا السيد اية الله علي السيستاني على اصدار فتوته الشهيرة " الجهاد الكفائي".
ثانيا. ان وجود مقاتلين أجانب مع المقاتلين السوريين سيخلق حساسية بين أبناء سوريا , حيث ان أبناء سوريا سوف لن يرضوا بأجنبي يدير شؤونهم وهو بعيد عن ثقافتهم وتاريخهم ولغتهم . السوربون سينظرون الى هؤلاء كما كانوا ينظرون الى الشرطة العثمانية أيام كانت سوريا تحت هيمنة الإمبراطورية العثمانية. اذا كانوا هؤلاء متواجدون في سوريا , يجب حصرهم بعيدا عن مناطق المكونات .
ثالثا . وان غادر السيد بشار الأسد السلطة الا أنصاره , وهم كثيرون , ما زالوا في جميع مرافق السلطة وعليه فان على الحكام الجدد فتح صدورهم لهم وترك الماضي خلفهم . الجيش الأمريكي اسقط صدام حسين , ولكن أنصاره عطلوا العملية السياسية في العراق وكلفوا العراق المال والانفس قبل القضاء عليهم عسكريا. لا اعتقد العلويين سوف يرفعوا السلاح بوجه القيادة الجديدة اذا احسنت هذه القيادة التعامل معهم ومشاركتهم في ادارة البلاد .
رابعا. ان أي تعدي على أي مكون سوري سوف يعقد الوضع السياسي والأمني فيها . هناك تدخلات اجنبية في البلد وان الهجوم على أي مكون من مكونات الشعب السوري سيفتح التدخل الأجنبي على مصرعيه . البلد يحتاج الى وحدة وطنية وأبو محمد الجولاني سيكون المسؤول الأول و المباشر عن هذه الوحدة. تصريح بشار الجعفري , سفير سوريا في روسيا , مشجعا جدا حيث اعترف صرحة بفشل قيادة حكومة السيد بشار الأسد بإدارة البلاد وتفشي الفساد فيها .
خامسا . وان لم تخرج تفاصيل اجتماع تركيا وايران وسوريا في الدوحة الى العلن لحد الان , الا ان هناك شعورا قويا ان مغادرة السيد بشار الأسد من وظيفته جاء بتوصية من هذا الاجتماع , الامر الذي لم تسقط مؤسسات الدولة بعد خروجه من البلد , كما حدث في العراق. على القوى الجديدة الاستفادة من تجربة العراق بعد السقوط والذي أدى الى انهيار الشارع العراقي وانفلات السلاح وظهور الإرهاب ومجاميع الجريمة المنظمة .
سادسا . لحد الان ينظر المتحمسين للتغيير نظرة غير ودية الى ايران وروسيا . هذا خطا ويجب على القادة الجدد ضمان مواصلة علاقتهم مع هاتين البلدين لثقلهما السياسي في المنطقة. روسيا سوف لن ترحل من البلد قبل الحكام الجدد ام لا , سوريا أصبحت اخر معقل للروس للدخول الى المياه الدافئة . ايران هي الأخرى لا يمكنها ترك سوريا , ويجب اخذ تصريح السفير الإيراني في سوريا السيد حسين اكبري مأخذ الجد و الذي قال فيه , بان " الجماعات التي دخلت دمشق اليوم الاحد لم تعد تبحث عن الدمار والانتقام بل هدفها تشكيل حكومة جديدة" .
سابعا . احتضان الجيش السوري وعدم الافراط به كما جرى في العراق . الجيش السوري البطل ظل صامدا فترة طويلة بوجه العدوان الصهيوني ولديه الخبرة على رد أي اعتداء إسرائيلي ان وفر له العتاد والسلاح والاحترام . إسرائيل لديها أطماع في سوريا وما تصريح نتنياهو بانهيار اتفاق فض الاشتباك في الجولان الا مثلا صغيرا لعنجهية الكيان .
ثامنا . ارجوا ان لا يكون قرار الإدارة الامريكية رفع اسم هيئة تحرير الشام من قائمة الإرهاب بابا بالاعتراف بالكيان الصهيوني . ان اعتراف الإدارة الجديدة لسوريا بالكيان الصهيوني سوف يدعم توقعات من كان يدعو بان الحركة السورية المسلحة ضد السيد بشار الأسد غايتها انجاز ما لم يستطع الكيان الصهيوني إنجازه وهو القضاء على حزب الله في لبنان والمقاومة في غزة . سوريا يجب ان تبقى احد داعمي ثورة غزة .
تاسعا . طبعا مع كل تغيير هناك خاسر ورابح , وفي قضية سوريا , فان الخاسر الكبير هي ايران وروسيا , وطبعا الدول العربية الأخرى مثل العراق والأردن والامارات ومصر والسعودية . هناك خوف في العراق من عودة داعش , خوف في الأردن من تنمر القوى الإسلامية على السلطة الأردنية , وهناك خوف اماراتي مصري سعودي من تعاظم قدرة تركيا في المنطقة .
عاشرا. افراح عارمة غطت شوارع الكيان الصهيوني بعد رحيل السيد بشار السلطة من دمشق , فيما بشر قادة الكيان بتأسيس شرق أوسط جديد يتمشى مع رغباتهم . ان هذا الشرق الأوسط الجديد لا يخدم مصلحة سوريا ودول المنطقة , واذا كان هناك بلدا قابل للتقسيم فستكون سوريا وذلك لتنوع المكونات السكانية فيه . التاريخ سيسجل بأحرف من نور من يحفظ على وحدة سورية , وسيكون هناك امل للشعب العربي بان قضيته العادلة في فلسطين سوف لن تموت .
احد عشر . البدء بكتابة دستور سوري جديد يوافق عليه الشعب السوري وتأسيس مجلس تشريعي منتخب انتخابا ديمقراطيا , ومن ثم الإعلان عن موعد انتخابات عامة يختار الشعب السوري قيادته . ان انجاز هذه المشاريع الثلاثة سيعد إنجازا مهما في تاريخ سوريا , ويطمئن دول المنطقة بان سوريا في دربها الى التعافي السياسي والأمني والاقتصادي.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا على العرب حماية سوريا , حالا ؟
- ما هو - مرض الجلوس الطويل -, ولماذا يجب محاربته ؟
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الخامس
- - ثورة - ام - هجمة تكفيرية - على سوريا
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الرابع
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الثالث
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الثاني
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا – الجزء الأول
- وجع كتاب احرار من التقاعس العربي والإسلامي تجاه فلسطين
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء العاشر
- ضرورة نشر التوعية الاقتصادية في المجتمع العربي
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء التاسع
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء الثامن
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء السابع
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل - الجزء السادس
- من ذاكرة التاريخ : تحرير مدينة الموصل – الجزء الخامس
- نتنياهو مازال يكذب
- الوجه الاخر لمدينة الفلوجة
- لقد نطق السيد علي السيستاني فمتى ينطق الاخرين؟
- غزة كشفت أيضا زور بعض القيادات الدينية


المزيد.....




- رمسيس يرقص وتوت عنخ أمون في السماء…كيف احتفل المصريون قبيل ا ...
- الوداد والرجاء في المغرب: كيف بدت الأجواء في آخر ديربي بين غ ...
- لغة جسد ترامب وشي وسط معركة المعادن النادرة
- أحمد الشرع.. غضب من إعلاميين مصريين بعد مقارنته نجاح دول خلي ...
- سودانيون يروون قصصا مؤلمة عن الفظائع التي تعرضوا لها عقب سيط ...
- سرقة اللوفر: ما جديد التحقيقات في القضية؟
- إسرائيل تشن غارات على غزة وخان يونس رغم وقف إطلاق النار
- جامعة الأزهر تستأنف عملها لتصبح أول جامعة تبدأ التدريس في غز ...
- العلاقات الفرنسية الجزائرية : النواب يصادقون على مشروع قرار ...
- مجلس الأمن الدولي يدين هجوم قوات الدعم السريع السودانية على ...


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - حتى لا تضيع سوريا بعد التغيير