أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - لماذا على العرب حماية سوريا , حالا ؟














المزيد.....

لماذا على العرب حماية سوريا , حالا ؟


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8184 - 2024 / 12 / 7 - 02:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان ما يجري في سوريا ليس ثورة شعب مظلوم ولا معارضة وطنية لإرجاع سوريا الى ابناءها الاحرار , وانما كل ما يجري هناك هو ان مجاميع مسلحة مدعوم من قوى خارجية هدفها اسقاط النظام , وبذلك فان هذه المجاميع أعطت الحق للحكومة الوطنية بسحقها . النظام السوري قائم منذ اكثر من 40 عاما فلماذا الان , واذا كانت هذه المعارضة تحب شعبها وتحرص على سلامة وطنها فلماذا تحمل السلاح بوجه في الوقت الذي لم تجف بعد دماء الشهداء في غزة وجنوب لبنان ؟ نظم عربية سقطت سلميا في الربيع عام 2010 , فلماذا لم تتخذ المعارضة نفس نهج معارضة الربيع العربي؟ المعارضة في كوريا الجنوبية وفرنسا فرضت شروطها على كلا من رئيس الوزراء الكوري و رئيس الجمهورية الفرنسية بدون اطلاق طلقة واحدة . ان رفع السلاح بوجه حكومة معترف بها دوليا باسم المعارضة تخرجها من هذا التصنيف وتعدها من اعداد " الإرهاب". وان خروج أصوات من هذه المجاميع تصرح الاعتراف بالكيان الصهيوني وفتح سفاراته في دمشق وبيروت انما خيانة للوطن وخيانة للإسلام واستباحة ارض الشرق الأوسط لنتنياهو.
ومن اجل هذا لا يمكن اعتبار ما يجري في سوريا ثورة شعبية تريد بناء وطن يسعد فيه ابناءه , خاصة وان المعلومات المتوفرة لحد الان تقول :
أولا. ان قادة المعارضة المسلحة اغلبهم من غير السوريين , حيث كشفت الفيديوهات ان اشكال بعض المسلحين غير سورية ولا يعرفون ثقافة المجتمع السوري ولا لغته. بمعنى اذا استطاعت هذه المعارضة باحتلال بلدات إضافية من سوريا فان أبناء هذه البلدات سيكونون في خطر تعامل هؤلاء الأجانب , مثل ما حدث للمكونات العراقية في المدن التي احتلها تنظيم داعش في العراق عام 2014.
ثانيا. الهجوم كان مخطط له منذ فترة طويلة وكان الاعتقاد السائد في دمشق هو ان الهجوم سوف يتم من جهة الجولان , وقد قامت الحكومة السورية بنقل وحدات عسكرية من حلب وحماة الى الجولان , الامر الذي سهل على المجاميع المسلح احتلال حلب بسهولة . هذا وكشفت التقارير الاستخباراتية بان هناك خلايا نائمة تابعة لجيش النصرة في حلب سهلت عليهم الاحتلال.
ثالثا. بموجب الاتفاق المبرم بين روسيا وتركيا و سوريا هو ان تكون مدينة ادلب محل تجمع المسلحين ولا يجوز لهؤلاء التحرك الى خارجها . الا ان اجتماعا أمريكيا -أوربيا تم مع محمد الجولاني بالتحرك لأسقاط نظام الأسد مقابل رفع اسم محمد الجولاني و جيش تحرير الشام من لائحة الإرهاب كما جاء في تصريح العميد المعارض احمد رحال .
ما هو الهدف الحقيقي لهذا التحرك ضد حكومة السيد بشار الأسد الان؟
أولا. قطع التواصل بين لبنان وسوريا لمنع الامدادات العسكرية القادمة من ايران الى حزب الله .
ثانيا. طرد النفوذ الإيراني في سوريا وتمكين إسرائيل ان تكون القوة المهيمنة على منطقة الشرق الاوسط بدون منازع , الامر الذي شدد عليه الشيخ نعيم قاسم , الرئيس الجديد لحزب الله, بان على الدول العربية حماية نفسها من أطماع إسرائيل التوسعية وان الامر سوف لن تنتهي بغزة وفلسطين وانما ستشمل دول المنطقة الواحدة بعد الأخرى , هذا مع العلم ان احد المسؤولين الإسرائيليين صرح بقدرة بلده احتلال جزيرة سيناء مرة ثانية.
ثالثا. تحقيق الحلم الأمريكي الإسرائيلي بأنشاء شرق أوسط جديد , بموجبه تتقطع الدول المجاورة لإسرائيل الى دويلات طائفية وعرقية ودينية تتقاتل فيما بينها , وتضمن الاعتراف بالكيان الصهيوني كحقيقة واقعة على الأرض . هذا الاتجاه سوف يستفاد منه رجب طيب ارد وغان , الرئيس التركي , الطامح بضم بعض مناطق من سوريا الى دولته وبذلك يمكنه التخلص من القضية الكردية , حيث جاء بتصريح احد المسؤولين الاتراك ان محافظة حلب جزء من ارض تركيا ويجب ارجاعها الى حضن الام .
اخبار زحف المجاميع المسلحة نحو المدن السورية طغى على صفحات الاخبار المرائية والمقروءة , وأصبحت اخبار غزة وما يجري بداخلها على يد الاجرام الصهيوني اخبار ثانوية لا يتجاوز حجم الخبر سارق اثاث بيت في الإسكندرية .
الازمة لا يمكن حلها الا بتدخل عربي سريع , قبل ان تتحول الازمة في سورية الى حرب شيعية – سنية , ,حيث من المعتقد ان يستغل الاعلام المعادي تحرك ايران بإنقاذ النظام او الدفاع عنه على انه تحرك شيعي ضد شعب سني يريد الحرية من نظامه التعسفي. اذا دخل المسلحون دمشق يصبح تدخل العراق وايران في سوريا ليس لحماية سوريا فحسب , وانما حماية سقوط بغداد وطهران.
الازمة قد تصبح فخا لروسيا , حيث ان تحرك روسيا لحماية مصالحها في سوريا قد تستغله أمريكا واروبا في إطالة الحرب واستنزاف مواردها الاقتصادية , واضعافها امام جبهات أوكرانيا .
تصريح نائب الرئيس التركي الأخير بان تركيا " تؤيد وحدة أراضي سوريا و سيادتها وتريد السلام والاستقرار في منطقتنا ", غير موفق . تركيا لو ارادت وحدة الأراضي السورية و حماية سيادتها لاستطاعت التعاون مع الحكومة السورية عبر المفاوضات و وبذلك تكون تركيا قد احترمت علاقتها مع ايران وسوريا و روسيا و تجنبت سقوط ضحايا أبرياء من كلا الطرفين ( القوات الحكومية و المجاميع المسلحة ) والمنتفع الأول من كل هذه الفوضى هو الكيان الصهيوني .



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو - مرض الجلوس الطويل -, ولماذا يجب محاربته ؟
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الخامس
- - ثورة - ام - هجمة تكفيرية - على سوريا
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الرابع
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الثالث
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الثاني
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا – الجزء الأول
- وجع كتاب احرار من التقاعس العربي والإسلامي تجاه فلسطين
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء العاشر
- ضرورة نشر التوعية الاقتصادية في المجتمع العربي
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء التاسع
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء الثامن
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء السابع
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل - الجزء السادس
- من ذاكرة التاريخ : تحرير مدينة الموصل – الجزء الخامس
- نتنياهو مازال يكذب
- الوجه الاخر لمدينة الفلوجة
- لقد نطق السيد علي السيستاني فمتى ينطق الاخرين؟
- غزة كشفت أيضا زور بعض القيادات الدينية
- لماذا على ايران الانتظار؟


المزيد.....




- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي يسيطر على أجواء قمة مجموعة السبع ...
- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد رضا عباس - لماذا على العرب حماية سوريا , حالا ؟