أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رضا عباس - نتنياهو مازال يكذب















المزيد.....

نتنياهو مازال يكذب


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 20:19
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


عندما تضع مجلة تايم الامريكية و احاديث نتنياهو معا ينتج عنهما النفاق والكذب . مجلة التايم معروفة بانحيازها الى جانب إسرائيل لدرجة أنها لم تغطي من معركة الطوفان الا النزر القليل , مثل صورة مع تعليق قصير او لا خبر على الاطلاق . وطبعا مع كل صورة يجب ان تؤشر ان ما يعانيه الشعب الفلسطيني هو بسبب حماس , وليس الاحتلال الظالم الجاثم على صدور الفلسطينيين طيلة 75 عاما , او ليس اعتداءات المستوطنين على مدنهم وقراهم. اما عن نتنياهو , فان هذا الرجل اصبح لا احد من قادة العالم يثق بحديثه , الا من على شاكلته.
لقد سطر نتنياهو اخر اكاذيبه في مقابلة مع مجلة التايم , تحت عنوان " بابي في حالة حرب" في عددها الأخير اب 26 2024. كان مكان المقابلة القدس بتاريخ 4 اب .
كان طول التقرير ست صفحات وهو حالة نادرة , ولو احصيت عدد الأكاذيب التي اطلقها نتنياهو وسوقت لها مجلة التايم المنافقة , لكان اكبر من عدد مرات وقوف أعضاء الكونغرس الأمريكي لخطاب نتنياهو مؤخرا فيه.
العنوان لم يكن موفقا , ويعطي انطباع بان نتنياهو مضطرا لهذه الحرب , وذلك لان مجموعة من " الإرهابيين " كانت تخطط ل " تدمير إسرائيل بالكامل ", وليس احرار من الشعب الفلسطيني الذين احتلت أراضيهم, وهم يناضلون بالسلاح من اجل انتزاع ارضهم من المحتل , وهو امر كفلته جميع القوانين الدولية وهو مقاومة المحتل حتى النصر.
كما وان المجلة , المحترمة جدا, صورت حماس وكأنها مجموعة " إرهابية " تعمل في كارتل تهريب المخدرات . و ليست منظمة تحرر فلسطينية لمع نجمها بعد ان أخفقت بقية المنظمات الفدائية الفلسطينية الأخرى . من عاش مرحلة الستينيتان والسبعينيات من القرن الماضي يعرف بعض أسماء هذه المنظمات والتي كانت تقاد من قبل بعثيين وشيوعيين ويساريين وقوميين ومستقلين .
اذا حماس ليست منظمة تحريرية ولدت في فنزويلا او الأرجنتين او كولمبيا , وانما منظمة ولدت من رحم معاناة أبناء فلسطين واهانات قوات الاحتلال , وان هذه المنظمة لا تريد تحرير العالم من هيمنة قوة عالمية , وانما كل ما تريده هو تحرير أراضها والعيش مثلما يعيش بقية البشر على أراضهم . اما بالنسبة الى مجلة التايم , فأنها لم تذكر بحرف واحد هدف حماس من حمل السلاح ولماذا حملته , وكلما قامت به المجلة هو نقل أكاذيب نتنياهو الى الشعب الأمريكي.
كما ذكرت ان أكاذيب نتنياهو كانت في هذه المقابلة اكثر من عدد مرات وقوف أعضاء من الكونغرس الأمريكي له وهو يخاطبهم . التقرير الذي رافق المقابلة صور للقارئ ان غزة بلدة تابعة للكيان الصهيوني , وان هذا الكيان يتفضل على الفلسطينيين ان يتخذوها بيتا لهم . والحقيقة ان غزة جزء من فلسطين وان إسرائيل قد هجرت بالقوة سكان فلسطين في الأراضي القريبة من غزة فأضطر المهجرون السكن فيها. وعليه كان من الطبيعي , لو كان هناك مثقال من المصداقية في تقرير التايم , لطرحت هذا السؤال لحضرت نتنياهو وهو " لماذا لم تنسحب قواتكم من المناطق العربية في فلسطين وتعيشوا بسلام دائم؟".
المجلة أعطت الفرصة لنتنياهو للتعبير عما يعتقد في حربه في غزة , ولكن المجلة لم تعطي نفس الفرصة الى احد قادة حماس ليعطي للعالم سبب الحرب في غزة و الدمار الذي حل بها . الشعب الأمريكي من الشعوب الطيبة في العالم وهو يرفض العدوانية حتى على الحيوان , ولكن خوف المجلة من غضب الشعب الأمريكي على أفعال نتنياهو هو الذي يمنعها من إعطاء فرصة لفلسطيني من قطاع غزة وهو يتحدث عن مجازر نتنياهو فيها. بالحقيقة لقد ظلم الاعلام الأمريكي , على شاكلة التايم , الشعب الأمريكي بشيطنته للفلسطينيين , الامر الذي اصبحنا ان لا نندهش بان 80% من الشعب الأمريكي يدعم الإسرائيليين , يقابله 20% من يدعم الفلسطينيين.
يعلن نتنياهو في المقابلة بانه لا يريد تدمير حماس و قدرتها على القياد , وانما يريد ان يعطي درس لكل من تسول له نفسه التعرض الى إسرائيل . بكلام اخر , ان هذا المريض لا يريد ان يعيش في سلام , وانما يريد ان يبقي منطقة الشرق الأوسط في حالة حرب و تعطيل التنمية ما دام كيانه قائما , الامر الذي قد يؤدي , حسب اعتقاده , نسيان القضية الفلسطينية ويلتهم كل انج في فلسطين وضمها الى كيانه . وهذا سر عدم التطرق في هذه المقابلة الى أي موضوع يؤشر الى قبول إسرائيل الى تقسيم الأرض بينهم وبين الفلسطينيين . نتنياهو يجب ان يعرف ان سياسة القتل الجماعي لا توصل كيانه الى العيش بسلام , فهناك افواه ستطالب بالاقتصاص من قتلة ابناءها و اباءها واخوانها . في هذه الحالة لقد صدق رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ايهود براك " سوف تأخذ نصف جيل من اجل اصلاح الدمار الذي سببه نتنياهو في السنة السابقة".
المجلة , التايم , أعطت المبرر لقتل اعداد كبيرة من الغزاويين , لان حماس بدأت عمليتها العسكرية من مناطق مأهولة وليس لدي نتنياهو الا قتل الكبار والصغار من اجل القضاء على حماس ! وان هذا القتل كان ضروري من اجل حماية إسرائيل والعيش في ارض اجدادهم . ولهذا السبب ان اقل من 20% من الشعب الإسرائيلي يعتقد ان جيشهم ذهب بعيدا بالقتل. انهم يعطون السبب , حماس قتلت 1200 مواطن إسرائيلي فيجب ان نقتل نصف الشعب الفلسطيني ! واكثر من ذلك ان نتنياهو يذكر في المقابلة ان نسبة قتل المدنيين في القطاع هي 1:1 أي مقابل كل قتيل مدني كان هناك قتيل حمساوي , بالوقت الذي ذكرت الأمم المتحدة ان 90% من ضحايا نتنياهو في غزة هم من المدنيين.
نتنياهو يعتقد اذا لم تتوسع الحرب في المنطقة لتشمل دولا أخرى , يكون قد حقق لإسرائيل هدفين , الأول هو سحق حماس والى الابد والثاني تقوية علاقاته مع السعودية . ومع سحق حماس , يكون لإسرائيل شبكة من حلفاء في قلب العالم الإسلامي , وبذلك يكون قد حول الانهيار الأمني التي خلفتها عملية " طوفان الأقصى" لإسرائيل الى انتصارا استراتيجيا.
باعتقادي , اذا قبل ولي العهد الصداقة مع إسرائيل , فان الشعب السعودي سوف لن يقبلها . ان قادة النظام في إسرائيل لا يريدون ان يفهموا ان المجازر التي ارتكبتها في غزة وحدت العرب والمسلمين حول القضية الفلسطينية , وابعدتهم من القادة الذين قبلوا بالانبطاح . تتشكل الان في العالم العربي والإسلامي قوة جبارة ليس فقط لرفض الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني فحسب , وانما إعادة النظر بتشكيل الأمم المتحدة و قواعد النظام الغربي.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجه الاخر لمدينة الفلوجة
- لقد نطق السيد علي السيستاني فمتى ينطق الاخرين؟
- غزة كشفت أيضا زور بعض القيادات الدينية
- لماذا على ايران الانتظار؟
- الى اجيالنا القادمة : هكذا استعمر الشرق الأوسط من جديد
- العراق صفر ديونه , فمتى تنتعش الطبقة الوسطى فيه ؟
- مقال قد ينفعك : لماذا حان الوقت بان نعامل السكر معاملة التدخ ...
- من ذاكرة التاريخ : معركة الموصل – الجزء الرابع
- سلام في اكرانيا ربما , في الشرق الأوسط لا
- من ذاكرة التاريخ : الغزو التركي للعراق عام 2015
- ماذا قال العراقيون حول تشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرها ...
- ويتهمون الامبريالية بتخريب البيوت
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء الثالث
- الفن العربي ليس في خدمة المعركة
- من ذاكرة التاريخ : معركة الموصل – الجزء الثاني
- من ذاكرة التاريخ : عقبات قبل معركة الموصل . الجزء الأول
- يواف غالانت يهدد .. العالم ليس بخير
- من ذاكرة التاريخ : لماذا لا تناسب السلفية الجهادية ذوق العرا ...
- البداية الحقيقية لتراجع الهيمنة الاقتصادية الامريكية على الع ...
- من ذاكرة التاريخ : هل كانت معركة الفلوجة الثانية معركة طائفي ...


المزيد.....




- إدارة بايدن تسمح للمقاولين العسكريين الأمريكيين بالانتشار في ...
- بايدن يعلق على أحداث أمستردام
- روسيا تؤكد استعدادها لنقل 80 ألف طن من وقود الديزل إلى كوبا ...
- رئيس الوزراء اليوناني يقدم مقترحات للاتحاد الأوروبي من أجل ا ...
- رويترز: البنتاغون يسمح بتواجد متعاقدين عسكريين في أوكرانيا ل ...
- الناتو يزعم أن التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية يمس الأمن ا ...
- إيران: مقتل 4 -إرهابيين- وجندي في عملية في سيستان وبلوشستان ...
- قضيّة الوثائق السرية المسربة: مستشارة الحكومة الإسرائيلية تو ...
- تواصل التنديدات الدولية بالهجمات على مشجعين إسرائيليين في أم ...
- القضاء الأمريكي يوجه الاتهام لإيراني بالتخطيط لاغتيال ترامب ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد رضا عباس - نتنياهو مازال يكذب