أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - محمد رضا عباس - كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الثالث














المزيد.....

كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الثالث


محمد رضا عباس

الحوار المتمدن-العدد: 8173 - 2024 / 11 / 26 - 19:54
المحور: السياحة والرحلات
    


العراق في طريقه الى التعافي الاقتصادي , اذا اخذنا وتيرة الاعمال الكبيرة في بغداد كمؤشر لبقية محافظات البلد . مؤشرات التعافي الاقتصادي كثيرة جدا و لا يمكن اجمالها على هذه الصفحة , ولابد من اختيار بعض هذه المؤشرات وابرزها كثرة العمران سواء الأهلي او الحكومي . العمران السكاني قائما تقريبا في كل حارة من حارات بغداد . شحة أراضي المدن وارتفاع اثمانها فرض على العائلة الكبيرة من تقسيم ارض البيت والبالغة 600 متر الى ثلاث قطع كلا منها 200 متر . كما وان الدولة اضطرت بالسماح للمواطنين البناء على أراضي زراعية والتي كانت الى فترة قريبة ممنوع البناء عليها . في بعض مناطق العراق وصل سعر المتر المربع الواحد الى اكثر من 15 الف دولار , أي 100 متر بسعر مليون ونصف المليون دولار , وهو مبلغ لا يملكه 98% من العراقيين , مما اضطر بعض البغداديين البناء خارج بغداد .
مؤشر اخر لتعافي العراق اقتصاديا وهو كثرة الازدحامات المرورية في بغداد والمدن العراقية الأخرى التي زرتها مؤخرا . اغلب السيارات حديثة ومستورده من مختلف بقاع العالم . ولا تتفاجأ ان تجد ثلاث سيارات مركونة بجانب دارا واحدا . وبذلك يمكن القول ان امتلاك السيارة العراقية ليس بالضرورة بسبب الحاجة لها وانما من اجل المباهاة والترف . هذا التباهي اصبح يزعج كل من يريد الذهاب الى عمله , فبدلا من 15 دقيقة كافية للوصول الى ابعد منطقة في بغداد , أصبحت تتطلب على اقل ساعة من الوقت , وهو امر اصبح ثقيلا جدا على نفسية أصحاب المهن و المحلات التجارية . ولكن تبقى الحقيقة ان في بغداد اعداد كبيرة جدا من السيارات قد يفوق نسبتها النسبة في مدن اروبا .
بالطبع من يملك اكثر من سيارة سوف لن يتردد في زيارة المطاعم والتي غطت بغداد بكل أنواعها صغيرة وكبيرة وبجميع أنواع الاكلات من اكلات الشوارع الى مطاعم الخمس نجوم . لقد احصيت عدد المطاعم من بداية شارع باب المراد في الكاظمية وحتى نهاية باب القبلة فتجاوز عددها 40 مطعما . جميعها مزدحمة مثلها مثل مطاعم الدرجة الأولى في بغداد . في بعض الأوقات لا يوجد مأوى للسيارة لدخول احد هذه المطاعم .
التعافي الاقتصادي يظهر بينا وانت تسير في شارع الرشيد او السعدون او الجهورية في بغداد . انفتاح العراق على الأسواق العالمية اعطى مجال للمواطن البغدادي شراء ما يحتاجه من مواد منزلية بغض النظر عن راتبه الشهري او السنوي . السوق في العراق اصبح يوفر ما يريد الأغنياء شراءه وما يريد الفقراء شراءه . بكلام اخر , انتهى زمان ترقيع الملابس والاحذية . من السهولة على المواطن شراء الملابس من اكثر من مكان , وهي حالة جديدة على المواطن العراقي بعد ان حرمته الحروب والحصار الاقتصادي من ابسط متطلبات الحياة.
وحتى لا انسى , اصبح في بغداد , وربما في محافظات أخرى سوق لبيع القطط والكلاب وهي ظاهرة جديدة لم يعرفها المواطن العراقي قبل عشرين عام , وتؤشر على رفاهية بعض العوائل البغدادية . بل اصبح هناك مراكز رعاية طبية للحيوانات الليفة , فيما ان بعض المحلات التجارية اصبح لها قسم خاص لبيع ما تحتاجه الطيور والكلاب والقطط.
طبعا هذا لا يعني ان العافية الاقتصادية شملت كل زاوية في العراق . هناك فقراء من لا يملك بيت او سيارة او كلب يلعب معه . النظام الرأسمالي كشر عن انيابه في العراق , حيث ان الثروة لم توزع بالتساوي على جميع أبناء المجتمع , وهو امر يجب على المخطط العراقي ملاحظته . بيوت التنك ما زالت شاخصة في بغداد , فمازال شباب وأطفال يبيعون الماء , الشاي, الورق الصحية , مسح زجاج السيارات في كل عقدة مرورية من بغداد.
وهذا يقودنا بالقول , بان هناك عمل جبار يقع على كاهل المخطط الاقتصادي بخصوص دخول الافراد في البلاد . معظم العاملين في القطاع الخاص يعانون من قلة دخولهم , فيما ان ارباب الاعمال هم الاخر يعانون من قلة ارباحهم الى درجة لا تمكنهم الازدهار او الصرف على ما تحتاجه العائلة . المخطط العراقي يحتاج الى ارجاع الحياة الى القطاع الصناعي . صحيح ان الثورة العمرانية قد امتصت الكثير من الايدي العاملة العاطلة , الا ان العراق أيضا بحاجة الى مصانع ومنشئات كبيرة تستوعب الاعداد الهائلة من خريجي الجامعات الذين بدون عمل . الصناعة لا تقلل عدد العاطلين عن لعمل فحسب وانما تحفظ العملات الأجنبية للبلد , وترجع ثقة المواطن العراقي بنظامه السياسي.



#محمد_رضا_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا - الجزء الثاني
- كنت في زيارة لبغداد مؤخرا – الجزء الأول
- وجع كتاب احرار من التقاعس العربي والإسلامي تجاه فلسطين
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء العاشر
- ضرورة نشر التوعية الاقتصادية في المجتمع العربي
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء التاسع
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء الثامن
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل – الجزء السابع
- من ذاكرة التاريخ : تحرير الموصل - الجزء السادس
- من ذاكرة التاريخ : تحرير مدينة الموصل – الجزء الخامس
- نتنياهو مازال يكذب
- الوجه الاخر لمدينة الفلوجة
- لقد نطق السيد علي السيستاني فمتى ينطق الاخرين؟
- غزة كشفت أيضا زور بعض القيادات الدينية
- لماذا على ايران الانتظار؟
- الى اجيالنا القادمة : هكذا استعمر الشرق الأوسط من جديد
- العراق صفر ديونه , فمتى تنتعش الطبقة الوسطى فيه ؟
- مقال قد ينفعك : لماذا حان الوقت بان نعامل السكر معاملة التدخ ...
- من ذاكرة التاريخ : معركة الموصل – الجزء الرابع
- سلام في اكرانيا ربما , في الشرق الأوسط لا


المزيد.....




- ترامب يدعو لاتفاق سلام بين إيران وإسرائيل: -الاتصالات جارية- ...
- ما مدى انخراط أمريكا في العملية الإسرائيلية ضد إيران؟ مراسلة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل تقليص قواته من غزة لدعم الجبهة ضد إير ...
- هل خدع نتنياهو ترامب في الحرب ضد إيران؟
- ماكرون يصل غرينلاند لتعزيز الدعم الأوروبي للدنمارك
- إسرائيل تمدد حالة الطوارئ حتى نهاية يونيو
- مصادر دبلوماسية عربية تتحدث عن تحرك سعودي عاجل لإعادة إيران ...
- ترامب: قد نتدخل لمساعدة إسرائيل في القضاء على البرنامج النوو ...
- الحرس الثوري الإيراني يعلن إلغاء مراسم تشييع قتلى الضربات ال ...
- الدفاع الروسية: استهداف مركز قيادة أوكراني بصاروخ إسكندر قرب ...


المزيد.....

- قلعة الكهف / محمد عبد الكريم يوسف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياحة والرحلات - محمد رضا عباس - كنت في زيارة لبغداد مؤخرا- الجزء الثالث