أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - و كأنّي به يخشى الدخول لسجن النساء!!














المزيد.....

و كأنّي به يخشى الدخول لسجن النساء!!


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 8181 - 2024 / 12 / 4 - 21:14
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بعد أن حكيت لكم عن بشائر الإصلاح الذي عاينته منذ مدّة في الإدارة التونسية، تراجعت اليوم في استبشاري خطوة إلى الوراء...!
اليوم أكتب لأحكي لكم عن خيبة أملي فيما أراه نكوص عن تطبيق أهم مبادئ الثورة التونسية الإنسانية: مبدأ الحفاظ على كرامة التونسيين و التونسيات و سأركّز هنا على كرامة التونسيات السجينات و اعذروني، أيا رجال، فالمرأة لها خصوصيات و حرمة جسدية و رقة نفسية لا يجوز أن تهان معها بهذا الشكل الذي نسمع و نقرأ عنه في هذه الأيام.
لقد سمعت سجينة سابقة اسمها رحمة، يبدو أنها سُجنت لأسباب نقابية، و هي تتحدث بصدق و عمق و بأسى بالغ عن الإهانات التي لحقتها في فترتي الإيقاف و السجن.
كان مما قالت، بوجهها المكشوف، أن السجّانة تتعمد إهانة السجينة أمام الجميع فتتأفف من رائحتها بصوت عال و تدعوها لتنظيف جسدها... في حين أنّ الأمر ليس بيدها فإدارة السجن تمنع عنهن الصابون و فرشاة و معجون الأسنان و كل وسائل النظافة التي تحتاجها المرأة خاصة.
حكت أيضا عما تعرضت له شابة في الخامسة و العشرين في السجن من قسوة و تنمر إلى أن وضعت حدا لحياتها بفولارة!!
هذا قليل حزين من كثير أحزن و أحزن... قالته رحمة بشجاعة من تألم حتى تعلّم من درس السنين.
أيضا ما كتبته أخت المحامية سنية الدهماني هذا الأسبوع كان أكثر من مؤلم بل و في غاية الإيلام.
لقد حكت عما تلاقيه أختها من برد السجن القارص في ظل عدم السماح لها بغطاء إضافي أو معطف أو حتى جوارب خاصة جلبتها لها عائلها لأنها تعاني من مشكل صحي خطير في ساقيها.
إلى جانب ما حكته أختها من انعدام الحميمية لدرجة مريعة فبيوت الراحة في السجن بلا حواجز و بلا... أبواب! و كل أدوات النظافة اللازمة لأي امرأة، و إن كانت في السجن و إن كان ما كان جرمها، عندنا في سجن النساء في تونس ممنوعة!
هي أساليب موغلة في إهانة و تحقير روح الإنسان و بخاصة المرأة التي ما قامت حضارة راقية إلا و النساء فيها محترمات مبجلات مكرّمات و تونس التي تتعافى إدارتها شيئا فشيئا يجب أن يشمل التعافي فيها إدارة السجن و أعوانه حتى لا يكون السجن مكانا يمارس فيه الأعوان العدائية الفجّة و التحقير و الاستهزاء بالسجينات.
يكفي السجن أنه سالب للحرية و هذه لوحدها مصيبة عظمى.
لرئيس تونس الصالح، لو يسمعني، أريد أن أقول أن الإصلاح الإداري الذي انطلقتم فيه بخطى مباركة، يبدو لي كأنه خائف من دخول السجن و بخاصة سجن النساء... فأذنوا لهم، رجاءا، ليفتحوا له الباب لعله يبعث الأمل في نفوس كل المتألمين و المتألمات لإهدار كرامة المساجين و بخاصة السجينات.
إن السجن المُرّ الذي لا يقبله الإنسان الحر يمكن أيضا أن يكون مدرسة عظيمة لكل من دخله، لذلك يَحسُن بالقائمين عليه أن يرتدوا زي المعلم الحازم و يتعلموا من رسالة المعلّم الخالدة ليُخرجوا أجيالا تتعلم من خطاياها فتصلح من نفسها و تعود لمجتمعها أنقى و أصلح.
و يبقى أجمل مثال صادفته في هذا الخصوص هو تجربة ذلك المواطن الكويتي الرائع الذي دخل لمعتقل غوانتناموا المرعب ليخرج منه مليئا بالحكمة و التبصر حتى أنه قال لمحاوره أن هذه التجربة لم تكن في حياته عبثا فقد كان فيها مغزى عظيم و لقد تعلّم في غوانتنامو ما لم يتعلمه قط في حياته السابقة أو حتى الحالية و قد عاد بعد لحياة الاستهلاك و الرفاهية.
و أعلم أن أكثر المساجين لا يحبون الاعتراف بأخطائهم فيظلون يدّعون البراءة حتى و إن كانت تُهمهم ثابتة و عليها ألف دليل، و لكن ما لا يعرفه الكثيرين هو أنّ من يدخل السجن و هو بريء من التهمة الموجهة إليه في قضيّة بعينها فإنه يكون قد دخله لجريمة أو خطيئة أخرى هو وحده يعرفها و إن أهملها القضاء من قبل و نجا هو بجلده...أو تصوّر أنه منها قد نجا!!
عندما يقتنع كل مسجون بهذا القاعدة، التي لا يؤمن بها عادة إلا أقل القليل، فإنّه سيندم أنه لم يراعي القانون في كل تصرفاته و سيكون أكثر تقبّلا لحالة السّجن التي في العادة لا تُقبل لأنها ضدّ أهم حق من حقوق البشر ألا وهي الحرية.
إن ثورة تونس الراقية التي بدأ يعود لها بريقها اليوم قد قامت من أجل الحرية و الكرامة فمن فَقَدَ حريته بإرادته، لا يليق أبدا بتونس الإنسانية أن تُفقده كرامته بغير إرادته.



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زُرتُها بعد سنين و استشعرتُ خيبة المُرْتَشِين!
- حبر الأُم... و مشيئة القلم!!
- كنت سأكون...*و انتظرتُ يوم يعزله الرئيس*!!
- كنت سأكون...*لعنة المطبخ أم لعنة المنصب الجديد*!!
- كنت سأكون... *عندما قال: لسن إلاّ ʺكمشة عاهراتʺ*(ح ...
- كنتُ سأكون...*محمود لا يخون*(ح3)
- كنت سأكون زوجة للدكتاتور(ح2)
- كنتُ سأكون زوجةً للدّكتاتور(ح1)
- عن الحكيم الذي رفض رئاسة دولتهم!!
- إلى أبهى الثوّار... إلى يحي السنوار:
- لماذا يحبّون الحرب و يحاربون دين الحبّ؟؟؟
- قبل أن تولد القسوة...في البدء كان، في القلب، الحنان!
- ذَهَبَ ʺنزارʺ يَا بيروت... فَمَنْ غَيْرُ ʺنزا ...
- إلى ʺالحداثيينʺ المحتارين في تونس:هذا كلامي بعد ال ...
- و مازال الشّق المحتار يبحث في ʺالحداثيينʺ عن زعيم! ...
- تونس مُهندسة العالم و مُداوية جراحه...
- لهذا الرّجل، الذي سمع وعدُ قلمي في عام الدّم، أُعْطِي صوتي.
- كيف حال الشِّعر بعدي؟
- ليبيا الحائرة بنفطها ما بين شرقها و غربها!
- و ما بعد حرب الشك إلاّ راحة اليقين!


المزيد.....




- لأول مرة في التاريخ.. امرأة تتولى منصب رئيس جهاز MI6 في بريط ...
- الاعتذار وحده لا يكفي .. ورقة رصد حول وتحليل لخطابات الاعتذا ...
- نتنياهو يتوعد إيران بسبب -قتل النساء والأطفال-
- مصر.. جريمة اغتصاب سيدة معاقة تهز البلاد
- استقبل الآن تردد قناة كراميش 2025 الجديد على النايل سات لمتا ...
- فوق السلطة: طقوس اغتصاب أطفال تهز إسرائيل ونتنياهو متهم برعا ...
- أيهما أقوى ذاكرة: النساء أم الرجال؟ ولماذا؟
- ” سجلي فورًا متترديش” خطوات التسجيل في دعم ساند للنساء 1446 ...
- دور المرأة المقدسية في إدارة الجمعيات الخيرية -حين يصبح الع ...
- ليبيا..أمر بالقبض على -أحمد الدباشي – العمو- في صبراتة بعد ت ...


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - و كأنّي به يخشى الدخول لسجن النساء!!