أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - كنتُ سأكون زوجةً للدّكتاتور(ح1)



كنتُ سأكون زوجةً للدّكتاتور(ح1)


كريمة مكي

الحوار المتمدن-العدد: 8146 - 2024 / 10 / 30 - 17:44
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


حتى هذه اللحظة أتمنى أن أستيقظ فأجد أن كل ما حدث لنا ليس سوى كابوس مرعب و أن نعود كما كنّا من قبل... و في كل مرة أتأكد أنها الحقيقة المُرّة بعينها و أنه لا سبيل حتى للحلم بإمكانية أن يكون كلّ ما حصل مجرد حلم في شكل كابوس مرعب.
فجأة قامت الثورة الشعبية و فجأة صرنا أعداء الشعب و مصّاصي دمه، فما عاد لنا الحق في الفرح بهذه الثورة!! و كيف يكون لنا ذلك و علينا نحن هي قد قامت و هل من أحد ليُصدِّقنا إذا ما قلنا أننا تمنّيناها بقوّة و أنها خلّصتنا من طاغية قبض على أنفاسنا نحن بالذات بيد من حديد و تجسس حتى على حميميتنا و همساتنا و أننا معه كنا الأكثر قهرا و الأكثر خوفا و الأقل أمنا... و إن كنّا نبدو لهم من المتنفّذين.
لم نكن من عائلته التي يدلّل و لكن من حكومته التي يأمر فيها و ينهى لذلك كنّا مضطهدين منه في حكمه و ها نحن نُضطهد بجريرته بعد حكمه.
زوجي الذي سُمّي منذ سنتين في هذا المنصب الكبير حَفَرَ بأعصابه ليصل إليه، لم يساعده في ذلك سوى ذكاؤه المتوقد و طموحه الذي يُطاول السماء فهو ينحدر من عائلة متواضعة النسب و الثروة و من مدينة داخلية بعيدة عن الساحل التونسي منبت السياسيين الذين يساعدون بعضهم البعض على تسلّق المسؤوليات الحزبية و الحكومية دون كبير عناء.
ذكاؤه مشهود له من كل ملاحظ و لكنه منذ أن ترك التدريس بالجامعة ليتولى مهام حزبية و حكومية صار مجبرا على التغابي و على إخماد شعلة طموحه حتى لا يُعزل في أي لحظة، فالجواسيس و الكائدين يحيطون به من كل جانب و من شروط الانتساب لحكومة الطاغية أن يكون كل أعضاؤها مُنحني الرؤوس حتى لا يبرز من بينهم إلا رأس الرئيس، و كل من يتعمد الإطلالة برأسه في المشهد العام إلّا و يلقى حتفه السياسي فلقد كان حجّاج تونس في القرن 21 على تمام الأهبة لقطف كلّ الرؤوس التي أينعت و تلألأ بريقها في حدائق الخضراء.
لم يكن الأمر مقتصرا على السياسيين و إن كانوا الحلقة الأقرب إليه و الأضعف بل كان يشمل كل نجوم المجتمع من فنانين و نجوم كرة و رجال أعمال فكل من يبرز بشكل أكبر من اللازم حسب مقاييس النظام يتم تحطيمه بصورة أو بأخرى فلا صورة تعلو فوق صورة الرئيس.
لا أحد يعرف بالضبط عمن كانت تصدر التعليمات لكن المتأكد أن مستشاريه أرادوا أن يجعلوا منه شخصية عظيمة لا تشرق شمس الإعلام إلا عليها لتضيئها و تُلمعها.
كان هناك مخطط واضح لا شك و أنه بايعاز من مستشاريه الأقرب لجعله صورة و لو مصغرة من الدكتاتوريين الكبار، فتونس بلد صغير بعدد سكان غير كبير و لذلك كان يكفي أن يصنع لها بعض أبنائها دكتاتورا على مقاسها فيحكمها بالخوف لثلاث و عشرين عاما
و لكن ما ذنبنا نحن اليوم؟؟؟ نحن الذين لم نستفد منه وهو في الحكم و لا نحن ارتحنا برحيله بل ها قد أدخلنا رحيله في دوّامة عذاب لا يعرف مداها إلاّ الله.
ما حدث خلال الثورة كان مرعبا، في ظرف قصير انقلبت علينا الدنيا و انهارت حياتنا بلا مقدّمات ما بين إعلام و رأي عام يسبّنا و ينتهكنا بلا رحمة و أقارب و أصحاب أداروا لنا وجه التودّد فأذاقونا السّم الزعاف.
(يتبع)



#كريمة_مكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الحكيم الذي رفض رئاسة دولتهم!!
- إلى أبهى الثوّار... إلى يحي السنوار:
- لماذا يحبّون الحرب و يحاربون دين الحبّ؟؟؟
- قبل أن تولد القسوة...في البدء كان، في القلب، الحنان!
- ذَهَبَ ʺنزارʺ يَا بيروت... فَمَنْ غَيْرُ ʺنزا ...
- إلى ʺالحداثيينʺ المحتارين في تونس:هذا كلامي بعد ال ...
- و مازال الشّق المحتار يبحث في ʺالحداثيينʺ عن زعيم! ...
- تونس مُهندسة العالم و مُداوية جراحه...
- لهذا الرّجل، الذي سمع وعدُ قلمي في عام الدّم، أُعْطِي صوتي.
- كيف حال الشِّعر بعدي؟
- ليبيا الحائرة بنفطها ما بين شرقها و غربها!
- و ما بعد حرب الشك إلاّ راحة اليقين!
- إلى شعبي المُحْتَارْ: هذا كلامي بعد الانتخابات!
- إنّه عمرك حين يغدر و لا يعتذر و لا يرجع!!!
- مَالُكَ يَا وَلَدِي: أَفِي الحَلَالِ أَنْفَقْتَهُ أَمْ فِي غ ...
- جامع قرطاج و التصالح المنتظر مع التاريخ
- حكمة الأوّلين و الآخِرِين!
- إلى رئيسنا القادم: لِيُطِيعَكَ المساكين، لا تنسى حَقِيبَتَيْ ...
- يا ويلنا، يا قرطاج، من فتنة القمصان!!
- قرطاج: هذا أوانك...لتداوي جراحهم و جراحك!


المزيد.....




- التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 بالجزائر بالشر ...
- سوسو شطورة تسمع كلام ماما .. استقبل من هنا تردد كراميش الجدي ...
- حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المنزل.. وأهم المستجدات ب ...
- الوكالة الوطنية تعلنها.. شروط التسجيل في منحة المرأة الماكثة ...
- أرقى اغاني الأطفال وأفلام الكرتون .. ترددات قنوات الاطفال ال ...
- “بسبوس وقطوط”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 toyor eljannah تحد ...
- مصادر لبنانية:8 شهداء في بدنايل و 12 شهيدا في بلدة امهز معظم ...
- قضية مازان: جدل في فرنسا بشأن إدراج مفهوم الموافقة ضمن تعريف ...
- الهجمة المرتدة والمضادة للنساء ما بعد الانتفاضة
- مؤتمر الأسرة الدولية بالدوحة يدعو لحماية الأطفال من مخاطر ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - كريمة مكي - كنتُ سأكون زوجةً للدّكتاتور(ح1)