كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 8152 - 2024 / 11 / 5 - 14:17
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
كانت بعض المكالمات تأتيني من العائلة تنبّهني إلى أنّ الثوار سيهجمون علينا في البيت كما هجموا على أقارب و أصهار الرّئيس.
أمّا هاتف زوجي فقد صمت عن الرّنين و لا أحد ممّن كانوا لا يتوقفون عن الاتصال به لحاجة أو لمزيد تقرّب و تملّق فكّر في أن يسأل عنه و يُطمئنه –و لو كذبا- بأنّ الوضع سيهدأ أو أنّه هو بالذات غير مطلوب للثوار كما أولئك الذين نهبوا حقا.
كم كنّا نحتاج للمسة من هذا القبيل و لكن ما أبخل قلوب البشر!!
كم كنت خائفة عليه و تمنّيت لو كان لي مخبأ سرّيا أخفيه فيه إلى حين جلاء هذه الغمّة التي نزلت علينا من حيث لا ندري.
كانت أمراضه كثيرة...تلك التي يكاد يختص بها أصحاب المناصب و هم ينذرون حياتهم للمنصب دون سواه: ضغط دم و سكري و شحوم ضارة و حرقة دائمة في المعدة و خوف قاتل من غضب الرئيس ومن مكائد و وشايات الأنذال من الأصحاب قبل الأعداء.
بعد الترقية الأخيرة صار نادرا ما يشكو لي مخاوفه من أمراضه أو هواجسه كما ليظهر أمامي صلبا و قويا و لكنّي أعرفه أكثر من نفسي و أعرف حزنه الصامت و حنقه البالغ على سُلطة لا يملكها و الكلّ يتصوّر أنّها بيده.
(يتبع)
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟