أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن مدن - إعدام صدام














المزيد.....

إعدام صدام


حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 1784 - 2007 / 1 / 3 - 12:19
المحور: حقوق الانسان
    


بالنسبة إلى ضحايا نظامه وأعدائه الكثر داخل وخارج العراق يعدّ إعدام الرئيس العراقي السابق باعثاً على الفرح، وبالنسبة لمريديه ومحبيه والمستفيدين من نظامه الكثر أيضاً، يمثل هذا الإعدام باعثاً على الحزن والأسى والحنق. ومن رصد ردود الفعل من داخل وخارج العراق يمكن تبين المشاعر المتناقضة للناس إزاء إعدام صدام، وهو أمر مفهوم إزاء شخصية إشكالية ومعقدة مثل شخصية هذا الرجل الذي حكم العراق حقبة دامت أكثر من ربع قرن حفلت بالمحطات الحاسمة، وإلى حد بعيد تبدو النهاية الدرامية لصدام متسقة مع تاريخه الدرامي أيضاً، والذي عكسه على تاريخ العراق فترة حكمه.

فهو رجل عرف بالشدة والقسوة، لم يتردد في البطش بأقرب رفاقه وحلفائه، لا بل وأفراد عائلته، من أجل أن يحكم قبضته على السلطة التي كان الاستئثار بها مطمحاً دائماً له، رغم أنه لم يحسن استخدامها، حين اندفع وراء مغامرات كبرى كلفت العراق وكلفته شخصياً الكثير، من إعلان الحرب على إيران ومن ثم غزو الكويت وتداعيات كل ذلك، وفي كل الحالات لم يظهر صدام الذي عرف بعناده ومكابرته استعداداً لاستخلاص الدروس الضرورية من ذلك، حتى انتهى الأمر بوقوع العراق تحت الاحتلال، وبصدام نفسه طريداً ثم أسيراً ثم متهماً في قفص الاتهام وأخيراً معلقا على حبل مشنقة.

بإعدام صدام، الذي أثار توقيت تنفيذه في يوم العيد مشاعر استهجان لدى الكثيرين، تكون قد طويت صفحة مثقلة بالأسى من تاريخ العراق الحديث، ورغم أن مقدمات طي هذه الصفحة كانت قد بدأت بسقوط النظام الذي كان على رأسه لحظة وقعت بغداد تحت الاحتلال، إلا أن إعدامه يعني انتهاء كل الأوهام في إمكان عودة النظام السابق بصورة من الصور مرة أخرى. لقد نشأ وضع جديد، معقد هو الآخر، بل لعله أكثر تعقيداً بما لا يقاس بما كان عليه الحال في الماضي، بحيث إن المسألة لم تعد اليوم منحصرة في المصير الشخصي لصدام، الذي حسم أمس، وإنما بمصير العراق نفسه، دولة وكياناً، حيث يبدو البلد اليوم على شفا حفرة من الحرب الأهلية، هذا إن لم يكن قد غرق فيها فعلاً، وتفككت مكونات المجتمع التي شكلت يوماً ما نسيجاً وطنياً، إلى وحدات مستقلة، أو كادت، على أسس مذهبية وطائفية وعرقية.

ويبقى أن صدام حسين، في صعوده وسقوطه، جسّد مأساة لا يجوز المرور عليها مرور الكرام، وإن كان من درس قاس رئيسي يمكن استخلاصه مما جرى، فهو أن حكم الفرد الواحد أو الحزب الواحد وكافة أشكال التسلط الشمولي والديكتاتوري، لا يمكن إلا أن تنتهي بكوارث على الأفراد وعلى المجتمعات. ومن أجل أن تعيش شعوبنا في مجتمعات معافاة يجدر بنا أن نعلي من قيم التسامح والتعددية السياسية والثقافية وتعايش الرأي مع الرأي الآخر والتداول السلمي للسلطة. وحتى لا يتكرر المشهد المأساوي الذي يعيشه العراق وجب أن توجه المقدرات الاقتصادية والبشرية نحو التنمية وتحسين أوضاع الناس والنهوض بمستوى الخدمات المقدمة إليهم، لا إلى المغامرات العسكرية والحروب العبثية وعسكرة المجتمع واختراقه بأجهزة الاستخبارات والقمع.



#حسن_مدن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعيدا عن الأوهام
- مرشحو البديل الديمقراطي
- المجلس السابق المجلس القادم‮
- كلمة الدكتور حسن مدن الأمين العام للمنبر الديمقراطي التقدمي ...
- إضراب‮ »‬ألبا‮«‬
- خطورة أن‮ ‬يكون‮ ‬ المجلس القادم من ...
- المقابلة التي أجرتها جريدة الوسط مع الأمين العام للمنبر الدي ...
- كلمة الأمين العام للمنبر الديمقراطي التقدمي الدكتور حسن مدن ...
- يوجد بديل‮:‬ ‮ ‬الخيار الوطني!‬ ...
- لكن ماذا عن التقرير؟
- الليبرالية المبتذلة
- وفاء البحرين لابنها البار
- المجتمع المدني أم المجتمع الأهلي‮ ‬؟
- عن الاستخفاف بالشارع
- من الذي‮ ‬حجب موقع‮ »‬الحوار المتمدن ...
- هل تريد الدولة مصادرة الفضاء الأهلي؟
- لماذا لا نغلق هذا الملف؟
- برنامج المنبر‮: ‬البديل الديمقراطي
- ثلاثون عاماً‮ ‬على حل المجلس الوطني‮ ̷ ...
- جورج حاوي


المزيد.....




- لحظة اعتقال الشرطة الأمريكية طلابا مؤيدين للفلسطينيين في جام ...
- حاولوا إدخال الأرز والدقيق لغزة.. تفاصيل اعتقال حاخامات خلال ...
- 10 ألاف اسرائيلي يتظاهرون امام مبني وزارة الحرب
- إعلام عبري: واشنطن تحاول مساعدة تل أبيب في منع -الجنائية الد ...
- بعد أن فاجأ الجميع بعزمه الاستقالة.. أنصار سانشيز يتظاهرون ل ...
- شاهد.. اعتقالات جماعية للمحتجين بجامعة واشنطن وتوقيف مرشحة ر ...
- لازاريني: المساعي لحل الأونروا لها دوافع سياسية وهي تقوض قيا ...
- نتنياهو يشعر بقلق بالغ من احتمال إصدر الجنائية الدولية مذكرة ...
- على غرار رواندا.. هل يرحل الاتحاد الأوروبي اللاجئين إلى تونس ...
- اعتقال العشرات المؤيدين للفلسطينيين في حرم جامعات أميركية


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسن مدن - إعدام صدام