أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - ثلاث قصائد حب














المزيد.....

ثلاث قصائد حب


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8172 - 2024 / 11 / 25 - 00:11
المحور: الادب والفن
    


1.
‎الطريق إلى الحلم

‎الحبُّ غابةٌ

تغفو بين أغصانها الأيّام،

تتدلّى من جذوعها الأسئلة،

ويحتدم في أزهارها الصّمت.
‎للرّوحِ مرافئٌ

لا يصلها البحر،

ولا تعترف بالرياح.

هل مرَّ الضوء هنا؟

أم أنَّ الظلال هي الأخرى

تحلم بالرحيل؟
‎كانت أمّي تزرع الحكايات

في حقول السماء.

لم تعرف الأرض لغةً

إلاّ وكانت حروفها حنطة،

وغناؤها خبزًا.
‎الحلم مرآةٌ،

يحدِّق في وجه الزمن،

ويرسم على زجاجها

ما لا يستطيع الفجر أنْ يبوح به.
‎أيُّ الأفق أنقى؟

ذلك الذي يلتقط عناقيد النجوم،

أم الذي يبتكر للعتمة اسمًا

حين تغادر الأسماء مفرداتها؟
‎في القلب وطنٌ

لا حدود له،

وفي المنفى أغنيةٌ

تزرع أجنحةً على النوافذ.
‎هذا المساء رداء العدم،

وذاك الصباح

يخبئ تحت رمشه

وجهًا لا يُرى.
‎الإنسان نايٌ

ثقبتْه الرياح

لينزف أنغامًا.

كلُّ جرحٍ وترٌ

وكلُّ دمعةٍ نغمةٌ

لا يدركها سوى الغياب.
‎كيفَ للحلم أنْ يعتذر

إن أيقظ فينا بحرًا

ثم تركنا على رمال العطش؟

2.
‎اعتقدتُ أنّي ابتدأت

اعتقدتُ أنّي ابتدأت،

فانبجس الزمن من صمته،

وتفتّقت الأرض عن أشرعةٍ

كانت تخفي وراءها وجه الغد.
‎شمسٌ تسير على أكتاف الليل

تبحث عن مهدها الأول،

وأنا،

أجمع الحكايات من رماد الحقول،

أنسجها من أنفاس الريح،

وأتركها تسبح في فضاء المستحيل.
‎كأنَّ البداية مرآةٌ

تعكس ألف صورة

ولا تخبرني عن ذاتي.
‎اعتقدتُ أنّي ابتدأت،

فوجدتُني أصوغ من الفوضى
معابد للشغف،

ومن الشكِّ أنهارًا

تشُقُّ أضلعي

فتروي عطش اليقين.
‎أنا الوردةُ التي تنبت في الرماد،

تُصافح شوكها وتضحك،

لأنها تعرف أنّ الألمَ

بابٌ لمدائن الضوء،

وأنَّ الوجع

رحمٌ يُخفي خلف ألم

فجرًا عظيمًا.
‎ظمئتُ، لكنّي اخترتُ العطش

طريقًا لأبني مدن الأسئلة.

ظمئتُ لنهرٍ يشق الأفق نصفين،

ويهمس لي:

"هاكَ شعلتي الأولى،

خذها، واصنع منها أسطورتك،

ولا تنتظر وعدًا."

3.
‎أوهام الحب

أيُّ شيءٍ كان الحب؟

كنتُ أراه نافذةً إلى الأبدية،

وصار جدارًا صامتًا

يحجبني عني.
‎لماذا حملت قلبي إليكِ

كطفلٍ خائفٍ،

يبحث عن دفءٍ
في شتاء بلا انتهاء؟

ألم أكن أعرف
أنَّ الشمسَ التي تغريني

هي شمسُ سراب؟
‎الحب؟

كذبةٌ لطيفةٌ

نلوّن بها فراغ أرواحنا.

وأنتِ...
كنتِ مرآةً لرغباتي،

وأنا؟

كنتُ ظلًا

لا يشبه إلاّ صدى نفسه.
‎في تلك الليلة

رأيت القمر
يلبس وجهكِ.

هل تعلمين كيف يلمع القمر
حين يبكي؟

تدفقتْ مياهه إلى أحلامي

كسيلٍ غامر،

وامتدت بيني وبينكِ

أنهارٌ من ليلٍ أزرق

تغرق فيها الكلمات

وتنجو منها فقط
الأوهام.
‎الآن أفهم...

النجومُ التي تلمع في أعين المحبِّين

ما هي إلا خيوط من الدخان،

تنسجها خيالاتهم الساذجة،

ثم تذروها الرياح.
‎ألم أقل لكِ
إنَّ الحبَّ ليس سوى لحظة 
عمياء

تتوه فيها العقول،

وتنحدر القلوب
إلى هاوية الحنين؟
‎أيُّ حبٍّ هذا؟

هو خريفٌ طويلٌ،

تتساقط فيه أوراق الأيام،

دون وعدٍ

بربيع قريب.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت يعيد نفسه
- إراقة نغم
- سوريا بين السيادة المهدورة والرد الغائب: إلى متى يستمر هذا ا ...
- في رحاب اللانهائية
- ‎في رحاب اللانهائية
- ايران وخيبة أمل محور المقاومة: بين الدور الداعم والقيادة الغ ...
- عودة مكتوبة على جدران الانتظار
- استقصاء
- الصهيونية: من الذم إلى العقيدة الاستعمارية وتناقضها مع الإنس ...
- مجموعة قصصية بعنوان ظلال الذاكرة
- مجموعة قصائد: تجليات في مرآة الغياب
- صفعة من الماضي
- أنشودةُ الرملِ والندى
- رماد الطفولة في خيام اللهب
- الظلّ
- مقام الذكرى
- ‎قصة: -رهان الظلال-
- عندئذ…
- إيماءات
- مزيج غامض


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - ثلاث قصائد حب