أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - الصهيونية: من الذم إلى العقيدة الاستعمارية وتناقضها مع الإنسانية














المزيد.....

الصهيونية: من الذم إلى العقيدة الاستعمارية وتناقضها مع الإنسانية


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8160 - 2024 / 11 / 13 - 12:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الصهيونية، التي كانت تُعتبر في السابق حركة تستدعي النقد والذم لأفكارها وممارساتها الاستعمارية، تطورت في الخطاب السياسي الحديث لتصبح أيديولوجية يفتخر بها بعض القادة العالميين، مثل الرئيس الأمريكي جو بايدن. هذه النقلة النوعية تكشف تحولًا في مفهوم الصهيونية وربطها بمعاني الشرعية والأيديولوجية التي يُزعم أنها تدافع عن "الحرية" و"الحقوق"، بينما هي في جوهرها حركة استعمارية تتناقض مع المبادئ الإنسانية ومع قيم العدالة والمساواة.

نشأة الصهيونية كحركة استعمارية
نشأت الصهيونية كحركة سياسية في أواخر القرن التاسع عشر، في سياق تزايد القوميات الأوروبية، وبدعم مباشر من القوى الاستعمارية العالمية، خصوصًا بريطانيا. كانت الفكرة الرئيسية تتمثل في "حل المسألة اليهودية" في أوروبا عبر إنشاء "وطن قومي لليهود" في فلسطين. بهذا، فقد كانت الصهيونية متأثرة بالنزعات العنصرية والتمييزية السائدة في أوروبا، حيث اعتمدت على مفاهيم الاستيطان، التهجير القسري، و"نزع الطابع العربي" عن فلسطين، تمامًا كما فعلت القوى الأوروبية في مستعمراتها.

العلاقة العضوية بين الصهيونية والعنصرية
ترتبط الصهيونية منذ نشأتها ارتباطًا وثيقًا بالعنصرية. ففكرة "الوطن القومي اليهودي" تقوم على مفهوم التفوق العرقي اليهودي في فلسطين على حساب السكان الأصليين الفلسطينيين. وتعتبر بعض سياسات دولة إسرائيل الحديثة، التي أسستها الحركة الصهيونية، امتدادًا مباشرًا لهذه الأفكار؛ حيث تعتمد إسرائيل سياسة الفصل العنصري (الأبارتهايد)، وتقسم السكان إلى فئات بناءً على الهوية الدينية والعرقية، مما يضمن تفوق اليهود على العرب الفلسطينيين ويفرض عليهم قيودًا وقوانين تمييزية. وقد أكدت العديد من التقارير الدولية، من بينها تقارير "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية"، أن إسرائيل تمارس نظام أبارتهايد ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

الصهيونية كأيديولوجية استعمارية متجددة
على الرغم من انقضاء مرحلة الاستعمار التقليدي، إلا أن الصهيونية تستمر في فرض نموذجها الاستيطاني الاستعماري في فلسطين. فالاستعمار التقليدي كان يتطلب دعم القوى العظمى للدول الاستعمارية، وهو ما يحدث اليوم مع الصهيونية التي تحظى بدعم الولايات المتحدة الأمريكية والعديد من الدول الأوروبية الكبرى. إذ تستفيد إسرائيل من هذا الدعم لتوطيد وجودها في الأراضي المحتلة واستمرار سياساتها القمعية والاستعمارية.

الأمر لا يقتصر على دعم مادي أو عسكري فقط، بل يمتد إلى المستوى الأيديولوجي؛ حيث يُقدّم الفكر الصهيوني كحركة قومية شرعية. هنا يبرز تناقض صارخ، لأن الحركة الصهيونية تدافع عن حقوق اليهود القومية على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. في هذا السياق، يُعلن بعض القادة الغربيين، مثل بايدن، عن دعمهم للصهيونية بل ويفتخرون بها، وكأنها مبدأً إنسانياً في حين أنها تتناقض مع المبادئ الإنسانية الأساسية التي تدعو إلى المساواة والعدالة وحق تقرير المصير.

التضليل الإعلامي ومحاولة شرعنة الصهيونية
تلعب وسائل الإعلام الدولية دورًا بارزًا في محاولة شرعنة الصهيونية والتخفيف من وقع جرائمها. يتم تصوير إسرائيل في الإعلام الغربي على أنها "ديمقراطية وحيدة في الشرق الأوسط" و"ضحية التهديدات"، بينما يتم تجاهل الانتهاكات اليومية التي تمارسها ضد الفلسطينيين. هذا التضليل الإعلامي يسهم في تكوين رؤية مشوهة لدى الشعوب الغربية ويعطي شرعية زائفة للاحتلال الإسرائيلي.

كما يعتمد الخطاب الصهيوني الحديث على مصطلحات "مكافحة الإرهاب" و"الأمن القومي" لإخفاء ممارساته الاستعمارية، مما يحوّل النقاش من مسألة استعمار وظلم إلى مسألة "دفاع عن النفس" و"مكافحة الإرهاب"، وهو ما يُعتبر محاولة لتزييف الحقائق وقلب موازين العدالة.

الصهيونية والاستعمار: ازدواجية المعايير الأخلاقية
ينبغي على المجتمع الدولي إعادة النظر في علاقته بالصهيونية وإدراك حقيقة أنها لا تمثل حركة قومية بريئة، بل حركة استعمارية متجددة تتناقض مع القيم الإنسانية. إن ازدواجية المعايير الأخلاقية التي يمارسها الغرب، حينما يدعم حقوق الشعوب المستعمَرة الأخرى ويرفض حقوق الفلسطينيين، هي صورة واضحة لتأثير الصهيونية كأيديولوجية تحاول تسخير قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان لخدمة مشروعها الاستيطاني.

خاتمة
الصهيونية ليست حركة قومية بقدر ما هي حركة استعمارية وعنصرية متناقضة مع المبادئ الإنسانية. لقد استطاعت عبر التضليل الإعلامي والازدواجية الأخلاقية أن تقدم نفسها كحركة شرعية، بينما تقوم على التمييز العنصري وإقصاء حقوق شعب بأكمله. إن استمرار دعم الصهيونية في الساحة الدولية يمثل تراجعًا عن القيم الإنسانية ويزيد من تعقيد الأزمات في الشرق الأوسط.



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة قصصية بعنوان ظلال الذاكرة
- مجموعة قصائد: تجليات في مرآة الغياب
- صفعة من الماضي
- أنشودةُ الرملِ والندى
- رماد الطفولة في خيام اللهب
- الظلّ
- مقام الذكرى
- ‎قصة: -رهان الظلال-
- عندئذ…
- إيماءات
- مزيج غامض
- هو أنت…
- طيف السراب
- مسارات أزلية خارج الزمن ( رواية مكثفة )
- العلم والدين: تكامل ديناميكي - ونقد لأعداء الروحانية برؤية ح ...
- جرعات بنكهة السخرية
- في قيد الزمان
- ظلال الخيانة-سردية فلسطينية
- هوى بحري
- اغنيات لا تكتب في النهار


المزيد.....




- بدء هجوم صاروخي إيراني واسع على إسرائيل الآن وصفارات الإنذار ...
- لقطات فيديو لسقوط صواريخ إيرانية على مناطق متفرقة في إسرائيل ...
- يديعوت أحرنوت: هجوم إيراني جديد بالطائرات المسيرة من المناطق ...
- مباشر: موجات متتالية من القصف والصواريخ بين إسرائيل وإيران ت ...
- التصعيد الإيراني الإسرائيلي يسيطر على أجواء قمة مجموعة السبع ...
- كيف رد ترامب على سؤال حول ما إذا كان سيتدخل في نزاع إسرائيل ...
- وزراء خارجية الخليج يبحثون الهجمات الإسرائيلية على إيران
- الصحة الإيرانية تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الهجمات الإسرائي ...
- ترامب يتوجه إلى قمة مجموعة السبع في كندا مع توقعاته بتوقيع ا ...
- -القناة 14- العبرية: انتشال جثمانين آخرين من تحت الأنقاض في ...


المزيد.....

- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد خليل - الصهيونية: من الذم إلى العقيدة الاستعمارية وتناقضها مع الإنسانية