أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - مجموعة قصائد: تجليات في مرآة الغياب















المزيد.....

مجموعة قصائد: تجليات في مرآة الغياب


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8154 - 2024 / 11 / 7 - 20:11
المحور: الادب والفن
    


في الوادي السحيق فوق الجبل

حينما أقف على حافة الليل

في وادٍ سحيق لا نهاية له،

ولا حدود، ولا طريق.
صخورٌ تهمسُ بحكايات منسية،

عن أرواح ابتلعتها الرياح،

وصار صوتها صدًى يسكنُ الصمتَ.
وحين أرفع بصري،

أرى الجبلَ جاثمًا كفارسٍ قديم،

عتيق الحكمة، يحمل في قلبه أسرارَ الأزل،

لا ينحني للعواصف ولا للأقمار،

كأنه رُسِي بيدِ إلهٍ نسيته الأكوان.
أريد أن أصرخ،
أن أخترق حواجزَ الصمت،

لكن لا صوت، سوى صوت السكون

يتسرب إلى روحي كخيوطٍ من شفق غريب،

يقيدني ويحررني،

يرسمني كنجمٍ يهيم في فلكٍ لا يُرى.
في الوادي أو فوق الجبل،

لا فرق.

كلاهما مرايا لعينيَّ الغائبتين،

كلاهما مسرح لأسطورة لم تكتب،

وقصة بلا حروف ولا خيال.
في لحظة الصمت المهيب

أرى نفسي تمتدُّ كظلٍّ بارد،

تتحد الأرضُ والسماء،

ويذوب الجبل في الوادي،

فلا أعلم إن كنتُ أنا من يرى،

أم أن الكون يرى من خلالي


بقايا أحلام

ايا قلبا تاه في مسافات البين،

كطائر اضاع موطنه بين الغيمات،

يرفرف بلا جناحين،
يلهث خلف اصداء اصوات

لم يكتب لها ان تسمع.
نحن كأوراق شجر في مهب الريح،

تسقط بغير ميعاد،

وتبعثرنا الطرقات على جنبات الحياة،

كل ورقة حاملة خريطة من الامل والندم،

كل نبضة تحاكي غيابا يسكننا،

لكننا نبتسم، كأن في الابتسامة عزاءنا الوحيد.
ما نحن الا ظل في لوحة لم تكتمل،

الوانها رمادية واطيافها باهتة،

نحاول ان نترك بصمة على قماش الزمن،

لكنه يمحو خطوطنا، كأننا لم نكن،

كأن لحظاتنا ليست سوى ذبذبات في حلم قديم.
يا غريبا يمشي في دروب بلا نهاية،

تأمل الصمت حولك،

تأمل تلك الحجارة التي تحفظ اسرار الطريق،

هي من كانت شاهدة على كل الذين مروا،

كل الذين احبوا وابتعدوا،

وكل الذين حملوا اوجاعهم على اكتاف الليل،

ورحلوا دون ان يودعهم احد.
ايتها الاحلام المتناثرة كحبات الرمل،

لم تعبرين الذاكرة كغيمة صماء،

تتركين خلفك عطشا سرمديا؟

يا تلك الوجوه التي تغيب وتغيب،

تطل في مرآة مكسورة

لتسأل: من اكون؟
وهناك، خلف نوافذ الروح،

شمس تنتظر غروبها دون اكتراث،

ودمعة حبلى باحزان الكون،

تستعد للانفجار في صمت

كصرخة بلا صدى.
يا لهو الحياة بنا،

نحن ابطال مسرحية عبثية،

نرقص فوق خيوط الوهم

وتصفق لنا الرياح.
نحن بقايا احلام، نتقاطع ونتلاشى،

نترك وراءنا اثار اقدام في الرمال،

لكنها تمحى عند اول زخة مطر.


غصن المطر

أنتَ الحنينُ المنسيُّ على شاطئٍ بعيد،

صورةٌ ضبابيّةٌ في مرآةِ الذاكرة،

تأتي مع الريحِ كزَفراتِ شجرٍ مغترب،

كأنفاسِ الأرضِ حين تُمسكُ يدَ الغيمِ برفق.
أنتَ النداءُ الهادئُ في صَخبِ القُرى،

خطى الضوءِ الهارب من عيونِ المساء،

طائرٌ أضاعَ مسارَهُ،

ولكنَّهُ يعودُ كلَّ عامٍ إلى نافذةٍ مُشَرَّعةٍ

كأنَّ الدروبَ تُحدِّثُهُ بلغةِ أجنحتهِ.
أنتَ الغصنُ الذي لَم ينكسرْ

رغم ريحٍ عاتيةٍ لم تتوقف،

الجرحُ الذي ينبتُ زهورًا على جسدِ الصّخر،

أنتَ خيوطُ الضوءِ حين تتكسرُ

لتكشفَ عن شظايا السَّرابِ.
أنتَ قصصُ الغيمِ حين تُلهمُ الأرضَ

أن تخلعَ ثوبَ الجفافِ وتلبسَ المطر،

كلُّ ما يبتعدُ ويعود،

كلُّ ما يموتُ وينبض،

أنتَ الحكايةُ التي تُعيدُ للأفقِ وجعَهُ الجميل.
فيكَ يمتدُّ الشوقُ كحديقةٍ سرّية،

أوراقها تتناثرُ في سماءِ المساء،

تحملها الريحُ بعيدًا،

فتعودُ زاهيةً بألوانٍ لم تُرسمْ من قبل،

أنتَ الوترُ المُرتعشُ في يدِ شاعرٍ قديم،

يحملُ اللحنَ في صدرِه كسرٍّ دفين.
كأنَّك المسافةُ بين الغيابِ والحضور،

والمسافةُ بين الصمتِ والكلمات،

تهبُ الأحلامَ للعيونِ المُتعبة،

وتُسكِنُ القلوبَ كأنَّها الوطن.


غصن المطر

أنتَ الحنينُ المنسيُّ على شاطئٍ بعيد،

صورةٌ ضبابيّةٌ في مرآةِ الذاكرة،

تأتي مع الريحِ كزَفراتِ شجرٍ مغترب،

كأنفاسِ الأرضِ حين تُمسكُ يدَ الغيمِ برفق.
أنتَ النداءُ الهادئُ في صَخبِ القُرى،

خطى الضوءِ الهارب من عيونِ المساء،

طائرٌ أضاعَ مسارَهُ،

ولكنَّهُ يعودُ كلَّ عامٍ إلى نافذةٍ مُشَرَّعةٍ

كأنَّ الدروبَ تُحدِّثُهُ بلغةِ أجنحتهِ.
أنتَ الغصنُ الذي لَم ينكسرْ

رغم ريحٍ عاتيةٍ لم تتوقف،

الجرحُ الذي ينبتُ زهورًا على جسدِ الصّخر،

أنتَ خيوطُ الضوءِ حين تتكسرُ

لتكشفَ عن شظايا السَّرابِ.
أنتَ قصصُ الغيمِ حين تُلهمُ الأرضَ

أن تخلعَ ثوبَ الجفافِ وتلبسَ المطر،

كلُّ ما يبتعدُ ويعود،

كلُّ ما يموتُ وينبض،

أنتَ الحكايةُ التي تُعيدُ للأفقِ وجعَهُ الجميل.
فيكَ يمتدُّ الشوقُ كحديقةٍ سرّية،

أوراقها تتناثرُ في سماءِ المساء،

تحملها الريحُ بعيدًا،

فتعودُ زاهيةً بألوانٍ لم تُرسمْ من قبل،

أنتَ الوترُ المُرتعشُ في يدِ شاعرٍ قديم،

يحملُ اللحنَ في صدرِه كسرٍّ دفين.
كأنَّك المسافةُ بين الغيابِ والحضور،

والمسافةُ بين الصمتِ والكلمات،

تهبُ الأحلامَ للعيونِ المُتعبة،

وتُسكِنُ القلوبَ كأنَّها الوطن.



 أنا حي

تقول إني قد صعبت عليك

وأن الصبر انفلت من بين يديك

كحلمٍ كنت تنسجه من غبار،

وها أنت تتركه على عتبات الريح.
أنا،

موتي لم يكن سوى لعبة صغيرة،

جئتُ إليها دون موعد،

مررتُ بها كعابر،

وعدتُ بأشلائي المتناثرة على صفيح الحياة،

لأسمع نبضات غائرة

ترددني في قلبك…
هل تشعر بي؟

أم أنني مجرد ظل عالق

في زوايا ذكرياتك الراحلة؟
أنا حي،

أعيش في التلاشي،

أتنفس في الفراغ،

أبقى حينما تظن أنني رحلت،

وأرحل حينما تظن أنني عدت.

أنت لم تفهمني،

لست سوى فوضى خالدة،

شظايا من ليل طويل

ونبضات غريبة تسبح في اللاشيء.
يا سكينتي القلقة،

يا خفقان عمري المسلوب،

أنت من ظنّ أن الوجع يقتل،

لكنني،

كالعشب الذي ينهض من بين الشقوق،

كالحزن الذي يبتسم بسخريةٍ

حينما يظنه الجميع قد انتهى.
أتعرفني الآن؟

أنا الفجر الغائب،

الجرح الصامت الذي يزهر في المساء،

صرخة مبحوحة تعشق أنينها،

بكاء بلا دموع،
حكاية بلا نهاية.
يا أنت،

دع كل شيء يهيم في سديم السؤال،

دعني حيًّا،

نصف حياةٍ،

نصف حلمٍ،

وليتردد فيك الصدى:

هل أنا حي؟



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفعة من الماضي
- أنشودةُ الرملِ والندى
- رماد الطفولة في خيام اللهب
- الظلّ
- مقام الذكرى
- ‎قصة: -رهان الظلال-
- عندئذ…
- إيماءات
- مزيج غامض
- هو أنت…
- طيف السراب
- مسارات أزلية خارج الزمن ( رواية مكثفة )
- العلم والدين: تكامل ديناميكي - ونقد لأعداء الروحانية برؤية ح ...
- جرعات بنكهة السخرية
- في قيد الزمان
- ظلال الخيانة-سردية فلسطينية
- هوى بحري
- اغنيات لا تكتب في النهار
- أنشودة فلسطين الخالدة
- الإعلام الإسرائيلي: أداة في خدمة الاستعمار ومنظومة الأمن


المزيد.....




- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - مجموعة قصائد: تجليات في مرآة الغياب