خالد خليل
الحوار المتمدن-العدد: 8150 - 2024 / 11 / 3 - 20:13
المحور:
الادب والفن
لا أعرف كيفَ أُبكيكِ يا أمي
كلما تسللتِ عبر الشقوق إلى قلبي
شردتُ في صمتكِ القديم
كأنكِ كنتِ تعرفين أننا
سنتناجى بالصمتِ إلى الأبد.
لم يكن عندي دموع،
كانت عيوني كصحراء
تزحفُ فيها الذاكرة كالريح،
تنبشُ الرمالَ بحثاً عن صوتك
عن بقايا حضنك
عن الأمان الذي فَقدتهُ يوم دفنتك.
يمرُ العمر بي
كمن يمشي على خيطٍ هش
أراني في كل خطوة،
طفلاً يلهثُ خلف دفءٍ مفقود
خلف ضحكةٍ كالسحر
كأن كل شيء كان وهماً
إلا هذا الفراغ،
إلا هذه الغربة
التي غُرست في ضلوعي.
أحياناً أراكِ تبتسمين،
ليس لي…
بل لذلك الماضي الذي لن يعود،
لعمرٍ ذهب
تركتُه في كفيكِ يوم رحلتِ
وقلتِ لي همساً: وداعاً.
يا له من وداعٍ،
يا له من فراقٍ أعمى.
يا أمي،
صرتُ أتقن الصمت
كما تعلمتُه منك،
أخفي الدموع
التي تعبر داخلي
كأنهارٍ سرية،
أحملُ في روحي قبركِ الصامت،
وأظل أتلو على ذكراكِ صلاةً،
صلاةً بلا كلمات،
بلا دموع.
في الليل،
أستعير من القمرِ وجهك،
وأخبئه تحت وسادتي،
ثم أنام
وكأني في حضنك،
أمحو كل شيء…
حتى أستيقظ وأتذكركِ من جديد،
أعيد دفنكِ،
وأعيد ضياعي.
#خالد_خليل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟