خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 8170 - 2024 / 11 / 23 - 20:49
المحور:
الادب والفن
وقف لاهثا في طابور طويل، فلقد تأخر عن موعده بنصف ساعة. و الحقيقة أن أهله بذلوا جهدا و هم يحاولون إيجاد أماكن شاغرة بحافلة تقلهم إلى مكان العمليات. إذ ناذرا ما تجد مكانا في باصات المسافات البعيدة بسبب كثرة الإقبال عند تساقط الثلوج.
قفز داخلا رغم الغثيان و طوى المرافقون الفراش في سرعة البرق تجنبا للغرامة. تقدمت الحافلة ببطئ داخل الجبال. فالطريق ضيق و لا وجود لنور يخفف من وعورة المنحدرات. بدت قمم الجبال عن بعد و تلتها قمم أخرى. ظهر القمر فجأة وكأنه مرآة في غاية الصفاء. حذق الرجل في الكرة التي ٱرتسمت عليها خطوط تشبه القارات السبع لدينا. فلا يزال المعتقد راسخا أننا نعوم فوق خمس قارات ثم إسترسل و هو يتقدم في مسالك الظلام في أن أعداد البشر تعدت الحدود و أننا سوف نُلقى في عرض المحيط يوما. كانت الحافلة تتقدم و ببطئ رغم الظلام، ترتطم بالصخور بين الفينة و الأخرى بسبب رداءة الطرقات إذ لم تلمس الحكومات المتعاقبة مشروعا إلا و أفسدته و لم يعد هناك أمل سوى الرحيل للمكان المجهول.
ألقى الرجل نظرة أخرى في القمر تراءت له بنايات عالية و طرقات مستقيمة سهلة الإختراق. اغتبط إذ علم أن قانون الجاذبية لن ينال منه شيئا و أن حافلة أخرى تنتظره ليذهب في إتجاه آخر.
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟