أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سربند حبيب - المغتي والموسيقي الكردي جانيار














المزيد.....

المغتي والموسيقي الكردي جانيار


سربند حبيب
قاص وباحث

(Serbend Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 8166 - 2024 / 11 / 19 - 20:51
المحور: الادب والفن
    


الفنان جانيار هو موسيقي ومغني كُردي جمع بين موهبتين إبداعيتين منذ طفولته، حيث كان شغفه بالموسيقى يتعايش مع حبّه للفن التشكيلي. بدأ حياته الفنية في مجال الرسم والنحت، حيث تخرج من قسم الرسم والنحت، إلا أن جذوره الموسيقية بقيت حاضرة بقوة في وجدانه. هذا الانجذاب نحو الموسيقا قاده في النهاية إلى طريق مختلف، إذ وجد هدفه النهائي في الألحان والغناء، ليصبح أحد الأسماء البارزة في عالم الموسيقى.
البدايات والمسيرة الفنية

في عام 2001، أطلق جانيار ألبومه الأول، الذي ضم عشر أغانٍ من ألحانه الخاصة. تعاون في هذا الألبوم مع شعراء معروفين، مثل جان بايير، محمد بوزان، وعلي شيخو، بالإضافة إلى كلمات كتبها بنفسه. كان الألبوم محطة تحول في حياته الفنية، حيث حظي بإقبال جماهيري واسع. لكنه لم يكن مجرد ألبوم، بل كان بداية قصة نجاح، لا سيما بعد أدائه الحي في عيد نوروز، حيث شكل هذا الحفل لحظة فارقة في مسيرته، إذ ساهم في إطلاق شهرته بشكل قوي ومؤثر. ورغم الشهرة التي حققها، ظل جانيار متواضعاً، يعمل بصمت، وكأنه يقول في أعماقه: "ما زلت في بداية الطريق، يجب أن أواصل العمل بجد."

الانتشار العالمي

لم تكن مسيرة جانيار مقتصرة على جمهوره المحلي، فقد عبرت أعماله الحدود وانتشرت في العديد من الدول. كان له حضور في حفلات موسيقية في روسيا، الجزائر، العراق، تركيا، بالإضافة إلى معظم دول أوروبا. هذا الانتشار الدولي لم يعزز فقط شهرته بين أبناء جلدته من الكُرد، بل جعله يتواصل مع جمهور من مختلف الثقافات واللغات، مما جعله شخصية معروفة في العالم العربي والمجتمع الأوروبي والعالمي. لقد كان هذا الانتشار جزءا من استراتيجيته لتعريف العالم بأصالة الفن الكُردي والموسيقا التقليدية، محاولا أن يكون جسراً بين ثقافات متعددة.

الإنتاج الفني والأغاني

على مدار مسيرته، ألف جانيار أكثر من 200 أغنية، وجميعها كانت من ألحانه. معظم هذه الأغاني كانت تحمل بصمته الخاصة، إذ كتب اغلب كلماتها بنفسه. اختار جانيار طريقا صعبا ومتميزا في مجال الفن، فقد ركز على الأغاني الأصيلة التي تمثل نخبة المجتمع، الأغاني التي تحوي عمقا فلسفيا وإنسانيا. لم تكن أغانيه مجرد تسلية، بل كانت دعوة للتأمل والتفكير. وعلى الرغم من صعوبة هذا النهج، نجح في بناء قاعدة جماهيرية وفية، تقدّر الفن الذي يقدمه والقيم الإنسانية التي يدافع عنها.

التجديد الفني والتطور

كان جانيار وفيا للأغاني الأصيلة التقليدية، لكنه لم يكن متحجرا أمام تطورات العصر. بل قام بتحديث أغانيه بحيث تتماشى مع الأذواق الحديثة، محاولا دمج الأصالة بالتجديد. تنوعت مواضيع أغانيه بين الحب، والوطن، والإنسان، مع تركيز على تقديم رسائل إنسانية وفكرية تحمل مضمونا عميقا. كان يمزج بين الأساليب التقليدية والمعاصرة، مما جعل موسيقاه قادرة على الوصول إلى جمهور مختلف الأعمار والخلفيات، سواء في وطنه أو خارجه.

أثره الفني والإنساني

كانت الموسيقى بالنسبة لجانيار أكثر من مجرد مهنة أو هواية، فقد كانت وسيلته للتعبير عن قضايا إنسانية وفكرية. كان يسعى من خلال فنه إلى نقل الهموم الفلسفية والإنسانية، وتحويلها إلى لغة موسيقية تؤثر في القلوب. من خلال مزج الشعر بالموسيقى، استطاع أن يعبر عن تجربته الإنسانية بكل صدق وشفافية، مسلطًا الضوء على قضايا الحب والمعاناة والشوق إلى الحرية والوطن. لقد كان يحمل رسالة في كل أغنية، ويطرح تساؤلات حول معنى الحب، ومعنى الوطن، ومعنى الحياة، مما جعل فنه يتجاوز حدود الموسيقا الترفيهية التقليدية.

التقدير والاعتراف

خلال مسيرته، نال جانيار تقديرًا واسعا من قبل الجمهور والنقاد على حد سواء. كانت حفلاته تشهد إقبالاً كبيرا، لا سيما بين الشباب الذين وجدوا في أغانيه صوتا يعبر عن آمالهم وتطلعاتهم. لقد تم تكريمه في العديد من المناسبات الفنية، وحظي بإشادة واسعة على الجهود التي بذلها في إحياء الأغاني الكردية الأصيلة ونقلها إلى الساحة العالمية. ورغم هذا الاعتراف الكبير، بقي جانيار ملتزماً بمبادئه الفنية، رافضاً أن ينجر وراء الشهرة الفارغة أو الأعمال التجارية السطحية.

يعد جانيار مثالاً للفنان الذي اختار الطريق الأصعب، متمسكا بقيمه الفنية والإنسانية، رافضا الانصياع لموجات الموسيقى السائدة التي قد تكون أكثر شيوعا وسهولة. استطاع بفضل أصالته وإبداعه أن يترك بصمة دائمة في عالم الموسيقى، ليصبح صوته رمزا للقيم الإنسانية والحب. كانت رحلته من عالم الفن التشكيلي إلى الموسيقى رحلة بحث مستمرة عن الطريقة الأمثل للتعبير عن الذات، وعن الأفكار التي تؤرقه، ومع مرور الزمن، أصبحت أغانيه نافذة تعبر عن روح الإنسان وآماله وآلامه، مما جعله ليس مجرد مغنٍ أو ملحن، بل فنانا يحمل رسالة ورؤية تتجاوز حدود الفن التقليدي.

إرث جانيار الفني

اليوم، تُعد أغاني جانيار جزءا من التراث الموسيقي الكُردي والعربي، على كيفية تحويل الأغاني إلى أدوات للتغيير الاجتماعي والفكري. وقد ألهمت أعماله الكثير من الفنانين الشباب الذين يسعون لتقديم الفن الأصيل، وأصبحت موسيقاه تجسيدا للتحدي والإبداع، مما يجعله مثالا يحتذى به في الأصالة والتجديد الفني.



#سربند_حبيب (هاشتاغ)       Serbend_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيميائية الصورة اللا منطوقة في فيلم «الذبح الحلال»
- «لأنك استثناء»: تجلّيات الذات في مواجهة طغيان الواقع
- جحيم حيّ: تأبين الوجع في يقين وطن يحتضر!
- لعبة الحبار (Squid Game): سيكولوجية البقاء بمصيدة الفقر في أ ...
- أرواح تحت الصفر: جرح متأنّق بلوعة الفراق ولذّة اللقاء
- القراءة بين مطرقة سوشيال ميديا وسندان العولمة
- الحب كرنفال إلهي: لغة الحب والعشق في زمن الحرب
- أرض محرمة -No Man’s Land-: سوريا جرح مفتوح في خاصرة العالم
- موج شاحب: مناجاة الأمل في حضرة الكلمة العبثية
- أكتب؛ لأنني موجود
- ضحكة مسروقة... وبقايا أمل
- الفينومينولوجيا
- الملحمة الغنائية الغربية ( كارمينا بورانا )
- فيلم المنصة: أزمة البقاء من منظور طبقي
- فيلم (Henarê Bextwere) -الرمان المحظوظ - للمخرج الكردي : جان ...
- التشويق والاختزال للوجع السوري في رواية «رصاصة أخيرة»
- قراءة في كتاب السلوك والأخلاق للمفكر الأستاذ حميد بركي من إع ...
- قراءة في كتاب السلوك والأخلاق للمفكر الأستاذ حميد حسين من إع ...
- سينما بنكهة المسرح
- لعنة وباء الجلد


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سربند حبيب - المغتي والموسيقي الكردي جانيار