أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سربند حبيب - القراءة بين مطرقة سوشيال ميديا وسندان العولمة














المزيد.....

القراءة بين مطرقة سوشيال ميديا وسندان العولمة


سربند حبيب
قاص وباحث

(Serbend Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6901 - 2021 / 5 / 17 - 15:03
المحور: الادب والفن
    


هل أصبحت عادة القراءة والمطالعة عبئاً ثقيلاً بعد أن غزى الانترنت جميع مجالات الحياة،
هل بات شغف ارْتِدَادِ المكتبات العامة موضة قديمة، هل ستستقيل المكتبات يوماً من عملها وتتحول متاحفاً في زمن العزوف عن القراءة وضمور هاجس المعرفة؟.
عندما ننظر إلى سرعة إيقاع العصر يترأى لنا مشاهد مأساوية، بعد أن أصبح العالم قرية صغيرة بزغت أدوات جديدة للثقافة تحت هيمنة التكنولوجيا والثقافة الافتراضية، فتكدست الكتب على رفوف المكتبات تعاني من وطأة غبارها لدرجة أصبحت المكتبة نوعاً من الديكور المنزلي في بعض البيوت الفاخرة.
لقد انعدمت عادة القراءة والمطالعة فينا، فباتت مظاهر القراءة في الساحات العامة والحدائق وعلى الشواطئ وفي وسائل النقل ظاهرة قديمة وخاصة وسط الفئة الشابة بعد توجههم لاقتناء أجهزة رقمية وإدمانهم لمواقع التواصل الاجتماعية. انعدام دور الأسرة في إرشادهم وكذلك المدرسة التي كانت بالأمس لها الدور الفاعل في زرع بذرة حب الكتاب والمطالعة، اختزلت دورها في توجيه الناشئة نحو أنشطة تحفزهم على الحصول على علامات مدرسية لتحصيلهم الدراسي، فابتعدت برامجهم المشجعة على تنمية القراءة كفعل واع وذاتي ونقدي وتعليمي. لقد عجزت الدولة على ترجمة سلوك القراءة الفردي وتوطينه في الفكر الجمعي، فأصبحنا مجتمعاً سطحياً نحاصَر بنظرات غير مشجعة لفعل القراءة والأكثر من ذلك غياب أمكنة وفضاءات خاصة بالقراءة، في المقابل نجد الدول المتقدمة ثقافياً تشجع القراءة وتقدم جميع السبل من أجل ارتقاء مجتمعها ثقافياً معززة بذلك سلوك القراءة منذ الصغر، فهي تخلق لدى الطفل حساً عالياً من النباهة والفطنة وقوة التركيز، وتقوم بنشاطات كثيرة كالقراءة في مترو الأنفاق، والقراءة في الشارع من خلال مبادرات لإنشاء مكتبات صغيرة مجانية على أرصفة الشوارع لتبادل الكتب بين المارة...
القراءة هي أساس الحرية الفكرية والثقافية والسياسية ويستحيل بناء فردٍ حر من دون تمكينه من القراءة وسبل الوصول إلى المعرفة والعلم، كما يتعذر صناعة حاضر المجتمع ومستقبله فهي الذاكرة الحضارية ضد النسيان.
الإنسان لا ينمو فقط باحتياجاته الأساسية العضوية من الطعام والماء والهواء... فثمة حاجة ملحّة وضرورية لتغذية العقل والفكر بفعل القراءة، حيث كتبَ الفراعنة قديماً على جدارن أول مكتبة تم أنشاؤها "هذا غذاء النفوس وطب العقول".
فكم كان جميلاً لو انتشر وباء القراءة بدلاً من وباء كورونا، ومرض حمل الكتاب عوضاً عن الموبايل.
نعم بالقراءة نرتقي ونحيا أكثر في الحياة، فهي تعزز مكتسباتنا وخبراتنا وتفتح أمامنا آفاق المعرفة والعلم، هي ضياء الفكر ومؤشر وعي ودليل حضارة ولغة عقول وغذاء لازم لحياة المجتمعات .
ترى " سبا" بان جميع الوسائل الحديثة لا تعيق من حركة القراءة ولا تقلل من قيمتها وأهميتها بل تزيدها ثراء ومعرفة، فالكتاب لن يموت ولن يندثر وهو مكمل لكل ألوان المعرفة اللامحدودة في عصرنا الذي يُقدم للمطالعة ، فالأدوات والتقنيات المستخدمة حديثا من السمعية والبصرية جامدة وجافة كوجبات الطعام الجاهزة والسريعة ، بينما نجد المتعة الحقيقية في البحث والقراءة فعندما نلامس أفكار أي كاتب من خلاصة أفكاره وعصارة إبداعه فاننا نشعر بالنشوة الحقيقية، فشتان مابين عطاء رجل ذو عقل نير وبين آلة بلا روح.
القراءة فالقراءة من أجل تكريس وجودنا في البحث عن الحقيقة وهي الوظيفة الحيوية كالتنفس فأقرأ طالما ينبض قلبك بالحياة .



#سربند_حبيب (هاشتاغ)       Serbend_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب كرنفال إلهي: لغة الحب والعشق في زمن الحرب
- أرض محرمة -No Man’s Land-: سوريا جرح مفتوح في خاصرة العالم
- موج شاحب: مناجاة الأمل في حضرة الكلمة العبثية
- أكتب؛ لأنني موجود
- ضحكة مسروقة... وبقايا أمل
- الفينومينولوجيا
- الملحمة الغنائية الغربية ( كارمينا بورانا )
- فيلم المنصة: أزمة البقاء من منظور طبقي
- فيلم (Henarê Bextwere) -الرمان المحظوظ - للمخرج الكردي : جان ...
- التشويق والاختزال للوجع السوري في رواية «رصاصة أخيرة»
- قراءة في كتاب السلوك والأخلاق للمفكر الأستاذ حميد بركي من إع ...
- قراءة في كتاب السلوك والأخلاق للمفكر الأستاذ حميد حسين من إع ...
- سينما بنكهة المسرح
- لعنة وباء الجلد
- - قلم حمرة - أزمة المكان في طغيان النص على الصورة
- قراءة في رواية - حفلة أوهام مفتوحة- للكاتب هوشنك أوسي
- مدينتي المنكوبة
- قراءة في رواية روجين للروائي - أيمن ناصر -
- - رسائل منسية على هوامش الحب والوطن- ديوان جديد للشاعر رشيد ...


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سربند حبيب - القراءة بين مطرقة سوشيال ميديا وسندان العولمة