أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سربند حبيب - ضحكة مسروقة... وبقايا أمل














المزيد.....

ضحكة مسروقة... وبقايا أمل


سربند حبيب
قاص وباحث

(Serbend Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6662 - 2020 / 8 / 30 - 02:16
المحور: الادب والفن
    


"من الحماقة أن يسيطر اليأس على الإنسان، وفي اعتقادي أن اليأس نفسه خطيئة، ولست واثقاً أنني أفكر باليأس أو أؤمن به، هناك في الحياة أفراد يعيشون للتفكير في اليأس... دعهم يفكروا فيه هم، أما أنت أيها العجوز فلقد خلقت لتكون صياداً عظيماً ".
إرنست همنغواي

ابتعد عن اليأس وعش حياة تضج بالأمل، لا تعبس كثيراً ثمة أشياء تستحق الابتسامة فالحياة قصيرة، وقد تأتي لحظات تبحث فيها عن اِبتسامتك الضائعة من دون جدوى، فاجثم التشاؤم واقتنص لحظات سعيدة قبل احتضارها.
انظر إلى حياتك في نصف كأسها الممتلئ، ودعْ نصفها الفارغ في جيب الوقت قرب حياتك تمتلئ.

لا تبتعد عن الحياة بل عانقها، كعاشق يخطف حضن الحبيبة في أول لقاء له، دع دفئها يتسلل في شرايين روحك، وتدور دورة حياتية لا منتهية، ضع رأسك على كتفها لتهدئ وتطمئن لك، لا تقف خلف بابك المفتوح وتنتظر الفرج الذي ضاع مفتاحه الصبر، اقتحم باب قلبك وشرّع بالخروج وتنفس الصعداء، دون أي اعتبار للشهيق والزفير، أطلق عنان الذاكرة تمحو ظلالاً سوداء لسياج الروح، التي تتلاشى كشريط سينمائي، وتختفي بانبلاج ضوئك.
تذكّر أن ظلك الشاحب أوهن من أن يقف ويربت على كتفك، تتقاسمك ظلال الآخرين تشردك وبؤسك وتسرقك من ذاتك، لا تجعل جسدك يابساً كورقة تريد السقوط، فثمة خيوط يانعة تصارع اليباس، وعيناك التائهتان في لاشيء لا قيمة لهما وسط سمائك الملبدة، ابتهل... انهض... لملم بقايا ظلك المكسور قبل غرقه في دهاليز المتاهة، لا تجعل يداك مغلولة، لا تحص النجوم ولا تخدع ذاتك التي لن تأخذك أبعد من المسافة بينك وبين مصراع بابك.

ما يلزمك الآن كوب من جعة باردة أو قهوة أو شاي...، أو أي مشروب تفضّله فيعدّل من مزاجك مع أغنية هابطة صاخبة، تُحرّر علامات الاستفهام من على وجهك والوهن الملتصق بمخيلتك، كتحريرك للسلم الموسيقي من علاماته (دو ريه مي...) وتجعل اللحن يلهو بحرية بين الإيقاع والوزن بفوضى خلّاقة على نقيض مقام جسدك الواهن، دع اللحن يتغلغل في مشارب الروح كطفل يكبر في رحم أمه، انتفض... ارقص... اصرخ... صفقْ... اركض... اضحك... أطلق العنان، وانكص لأشياء جميلة من طفولتك... مثل "لعبة الغميضة" أغمض عينيك شطراً وامضِ نحو ذاتك بهدوء بعيداً عن ضجيج جسدك، وتخيّل حياتك حديقة خضراء تزهر فيها جميع الزهور الملونة، تطارد الفراشات وتلامس أجنحتها فتشعر بغبارها الملون على أصابعك اليابسة فتنعشها وتعيد لها حيويتها ونبضها.
دوّن ما شئت من علامات ورموز تليق بمقام روحك ودوزنها على إيقاع حياة هادئة، ارسم بشغف طفولي خط النهاية لبداية مشرقة جديدة، ابنِ جسور الأمل وازرع أشجاراً وزهوراً، حدّث الكائنات بجمال الكون، اغتسل في كل نهر تصادفه واهمس لها بعري روحك، ودعْ أُذنيك تنصت لخريرها سيمفونية عذبة.

افتح عيني قلبك واِمضي بالزمن، ولا تنتظر أخباراً سارّة من منجّم قرأ فنجان قهوتك ذات كذبة، وكن أنت الخبر اليقين لرؤياك المستقبلية.

عندما تضحك للحياة سيتحرر أطياف طيور من انعكاس ظلك ويعتق روحك، وتنفلت تلك الحمامة البكماء التي سجنتها ذات صورة على جدار غرفتك، وستعود بعد أيام مع زغاليلها تُعشعِش بقربك، وتنعم بصخب هديلها، ستستيقظ معها كل صباح كرغيف منفوش للحياة، تحضر لها فتات الخبز قبل أن تفطر، لا تتردد في تذوق ما يحلو لك من أطعمة ونكهات حلو، مر، حامض، مالح ودهني فتشعر بوجود حليماتك الذوقية.

وأنت في طريق عودتك للبيت لا تنسَ أن تقطف وروداً لتملأ فراغ المزهرية وتعبق روحك بأريجها.
ليكن القلب دليلك والعقل حكمتك ولا تعاند الحياة. اضحك لها وارقص مع التيار بأناك "أنت".

اهدم أسوار غرفتك الداخلية وعشْ في الفناء، كن خارج المكان داخل الزمان، واصرخ ما استطعت في وجه اليأس وأخبره بأن القيود التي كانت تكبّلك تحولت فراشة ترقص معك "سامبا"، بعد خروجك لم يعد أحد في الزنزانة، اركض وامسك بأول خيط للشمس قبل غروبها، واجعله مسبار أمل يضيء عتمتك، ولا تنسَ أن تستخلص من رحيق ضوئها عطر تملئ بها ملاءات السرير وجدران الغرفة لتحول كآبتها لوحات سوريالية ملوّنة بأبهى الألوان الزاهية.

حطّم باب قلبك الموصود كتابوت الموتى، ودعْ الهواء يلعب في زواياه بكل فرح، هشّم سواد الليل بمطرقة أفكارك، واصدع سكون العتمة كالبرق.
لا تبعثر طاقتك الإيجابية ولا تكن سلبياً، خُلقت لتحيا فأرقص بجنون زوربا وانتصر على يأسك، فالحياة جديرة بأن نضحك لها.



#سربند_حبيب (هاشتاغ)       Serbend_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفينومينولوجيا
- الملحمة الغنائية الغربية ( كارمينا بورانا )
- فيلم المنصة: أزمة البقاء من منظور طبقي
- فيلم (Henarê Bextwere) -الرمان المحظوظ - للمخرج الكردي : جان ...
- التشويق والاختزال للوجع السوري في رواية «رصاصة أخيرة»
- قراءة في كتاب السلوك والأخلاق للمفكر الأستاذ حميد بركي من إع ...
- قراءة في كتاب السلوك والأخلاق للمفكر الأستاذ حميد حسين من إع ...
- سينما بنكهة المسرح
- لعنة وباء الجلد
- - قلم حمرة - أزمة المكان في طغيان النص على الصورة
- قراءة في رواية - حفلة أوهام مفتوحة- للكاتب هوشنك أوسي
- مدينتي المنكوبة
- قراءة في رواية روجين للروائي - أيمن ناصر -
- - رسائل منسية على هوامش الحب والوطن- ديوان جديد للشاعر رشيد ...


المزيد.....




- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سربند حبيب - ضحكة مسروقة... وبقايا أمل