6 الوصول إلى القوة العلاجية للعصب المبهم Polyvagal - تمارين المساعدة الذاتية للقلق والاكتئاب والصدمات والتوحد.

خسرو حميد عثمان
كاتب
(Khasrow Hamid Othman)

الحوار المتمدن-العدد: 8163 - 2024 / 11 / 16 - 13:13
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

كان أحد مرضاي، وهو صبي يبلغ من العمر أحد عشر عامًا، يضع أصابعه في أذنيه لتقليل الصوت كلما مَرَّ قطار على مسافة ما من نافذة مكتبي. لم ألاحظ من قبل صوت القطارات المارة أبدًا، ولم يسبق أن أحد من المراجعين الآخرين يتفاعلون مع صوت القطارات المارة أبدًا.
قد يؤدي نوع مُخْتلف من الخلل في العضلات والأعصاب إلى نوعِِ مُعاكِسْ من المشاكل في السَمع وفهم ما يُقال للمريض. قد تكون بسبب عدم كفاية قوة العضلات لتضخيم الصوت بشكل كافٍ، بحيث لا تصل الى ما تكفي لرفع شدة الصوت إلى المستوى المطلوب، وقد يَبْدو في هذه الحالة كأن الطفل المصاب أصمًا لما يُقال له. غالبًا ما يُفسَّر هذا، خطأً، على أنه افتقار الطفل المصاب إلى الاهتمام بالتواصل والنشاط الاجتماعي، أو يُفهم على أنه يَعْني أن الطفل يتمرد لا يُريد الاستجابة أو القيام بما يُطلب منه.
قد يصبح الأطفال الذين يعانون من هذه المشاكل، في بعض الأحيان، مهرة للغاية في قراءة الشفاه وتفسير لغة الجَسَدْ. قد يبدو أنهم قادرون على إجراء محادثة وأنهم اجتماعيون - لكنهم يواجهون مشكلة إذا لم يكن الشخص الذي يتحدث أمامهم مباشرة بحيث لا يمكنهم قراءة شفتيه.
ويجد بعض البالغين المصابين صعوبة في فهم ما يُقَالْ لهم ما لم يتمكنوا من رؤية وجه الشخص الآخر وحركات شفتيه. فالأشخاص الذين يقرأون الشفاه يُركزون نظرهم على فَمْ الشخص المتكلم، على عكس الشخص الذي يتمتع بسمعِِ طبيعي والذي ينظر في عيني الشخص الآخر، أو ينظر بعيدًا أثناء الاستماع. وقد يتجنب البالغون، الذين يجدون صعوبة في فهم ما إذا كان أكثر من شخص يتحدث في وقت واحد، الذهاب إلى الحفلات أو المطاعم المزدحمة، مُفضلين مقابلة الأشخاص واحدًا تلو الآخر.
أو قد يستخدمون استراتيجية أخرى - التحدث طوال الوقت، لتجنب الكشف عن عدم قدرتهم على فهم الآخرين.
قد يواجه الأطفال المصابون بالتوحد الاوتيزم صعوبات كبيرة في الدراسة بشكل طبيعي في الفصول الدراسية الصاخبة.
عندما يكون الطفل حساسًا بشكل مفرط للصوت overly sensitive to sound ، يمكن أن يكون مستوى الضوضاء في الخلفية مؤلمًا للطفل المصاب، في حين يجد الأطفال الذين لديهم أذان داخلية تعمل بشكل طبيعي نفس مستوى الضوضاء مقبولًا. تُسبب الأصوات التى تَصْدُر من حوالى الطفل الذي يُعاني من فَرْط السمع الشديد، نوبات من الألم لا يمكنه الهروب منها. قد يبدو مرورهم عبر النبرات الصوتية المختلفة للحياة اليومية أشبه بتجربة فئرانِِ محصورة في قفص تتعرض للإجهاد بسبب الصدمات الكهربائية على فترات زمنية غير متوقعة.
قد لا يدرك الأطفال الذين يعانون من فرط السمع أنهم يُعَانون من مشكلة ما، وإذا كانوا مصابون بفرط السمع منذ الولادة، قد لا يدركون أن تجربتهم الصادمة العشوائية ليست طبيعية، وقد يفترضون ببساطة أن "هذه هي الحياة".
تَخَيلْ أنك تشاهد فيلمًا مع تشغيل الموسيقى التصويرية المصاحبة للفلم بأعلى صوت - أصوات الممثلين تصرخ فيك، ولا يمكنك الانتظار للبقاء في قاعة السينما. تُغَادر وأنت تمسك بأذنيك. ولكن ماذا لو كُنْتَ طفلًا مصابًا بالتوحد الاوتيزم ولا يستطيع مغادرة السينما؟
من أجل التحقيق في آثار خلل الأعصاب القحفية cranial nerve dys-function- - وفي نهاية المطاف لإثبات صحة نظرية العصب المبهم the validity of the Polyvagal Theory - صمم ستيفن بورجيس بروتوكول مشروع الاستماع الخاص به
Listening Project Protocol لبرنامج بحثي نَفَذَهُ مع أشخاص مصابين بالتوحد الاوتيزم . في بَحثِِ تَمَتْ مراجعته من قبل النظراء peer-reviewed research، يصف دراساته التجريبية empirical studies باستخدام بروتوكول مشروع الاستماع مع الأطفال المصابين بالتوحد الاوتيزم (انظر أدناه).
لقد فتحت أبحاث بورجيس Borges s researches ومقالاته العلمية على مدى العشرين عامًا الماضية آفاقًا جديدة في علاج الحالات التوحدية الأوتيزم autistic conditions. إن تحديد نمط فسيولوجي قد يكون مسؤولاً جزئيًا عن أنماط السلوك التوحدي autistic behavioral patterns يُعَدُ تقدمًا كبيرًا في فهمنا للتوحد الاوتيزم وقد فتح إمكانيات لأَشكال وأنماط جديدة من العلاج. لقد تم بالفعل تطوير الطريقة التي طورها..
بالفعل ساعد هذا العديد من الأشخاص على تحسين مهارات الاتصال والسلوك الاجتماعي لديهم. وقد افترض بورجيس أن السبب وراء صعوبة استخدام اللغة للتفاعل لدى العديد من الأطفال المصابين بالتوحد الاوتيزم هو خلل في التنظيم العصبي لعضلات الأذن الوسطى، كما هو موضح أعلاه. إن العصب القحفي الخامس والعصب القحفي السابع، وهما اثنان من الأعصاب القحفية الضرورية للمشاركة الاجتماعية، ينشئان في جذع الدماغ ولهما فروع تذهب إلى هاتين العضلتين في الأذن الوسطى.
عالج بورجيس مجموعة كبيرة من الأطفال الذين تم تشخيصهم بالتوحد الاوتيزم باستخدام تدخل علاجي مبتكر.
في بحث بروتوكول مشروع الاستماع Listening Project Protocol الذي أجراه بورجيس، كان جميع الأطفال الذين تم اختيارهم مصابون بالتوحد الاوتيزم، وكان العديد منهم يُعانون أيضًا من فرط السمع hyperacusis. تَلقى جميع الأطفال، بعد إجراء اختبارات سمع مكثفة، خمس جلسات لمدة خمسة وأربعين دقيقة يوميًا لمدة خمسة أيام.
وفي إحدى الدراسات المنشورة، أثبت بورجيس ومجموعته أن الموسيقى المعدلة بواسطة الكمبيوتر بشكل خاص تعمل على تحسين مهارات المعالجة السمعية وزيادة تنظيم العصب المبهم البطني للقلب ventral vagal regulation of the heart.
. و منشور ثانٍ يصف تجربتين أجراها فريق بورجيس. قارنَتْ إحداها بين مجموعة من الأطفال يرتدون سماعات الرأس فقط ومجموعة أخرى تتلقى موسيقى معدلة بواسطة الكمبيوتر، ومعالجتها بخوارزمية لتعزيز السمات الصوتية للعروض. وفي التجربة الثانية، تلقت إحدى المجموعتين الموسيقى المعدلة بواسطة الكمبيوتر وتلقت المجموعة الأخرى نفس الموسيقى، ولكن دون تعديل. وفي كلتا التجربتين، أظهرت المجموعة التي تلقت الموسيقى المعدلة بواسطة الكمبيوتر فقط انخفاضًا في فرط الحساسية السمعية.
لقد سَنَحَتْ لي الفرصة لسماع الموسيقى الخاصة بنفسي. وبعد أن استمعت إليها لبضع دقائق، شعرت وكأن عضلات أذني الوسطى قد تم تحفيزها وتمرينها. شعرت بحكة في طبلة أذني، وشعرت وكأن الهياكل في أذني الوسطى تقفز وترقص وتهتز. والأهم من ذلك، أنني شعرت بتحسن كبير.
لقد تحسنت قدرتي على سماع الكلام بشكل أكثر وضوحًا. في محاضراته، قدم بورجيس مقاطع فيديو ملهمة تظهر بعض التغييرات التي طرأت على الأطفال وكيف، عندما تمكنوا من فهم ما يُقال لهم، خرجوا من عزلتهم الاجتماعية السابقة وبدأوا في التواصل مع الآخرين. يعمل بورجيس باستمرار على تحسين التحفيز الصوتي the acoustic stimulation الذي يستخدمه، ووسائل تقديمه. كان مستمرا في إجراء تجارب سريرية مسجلة في ملبورن ولوس أنجلوس وتورنتو أثناء كتابة هذه السطور، في عام 2016،.
(يتبع)

#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل