أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - لا ينبغي أن يكون الدين ضحية لممارسات فاشلة














المزيد.....

لا ينبغي أن يكون الدين ضحية لممارسات فاشلة


ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8128 - 2024 / 10 / 12 - 19:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الخلط بين الإسلام كدين وبين تصرفات بعض الحكام والسياسيين وأصحاب المصالح الذين يدّعون تمثيل الدين هو مشكلة كبيرة تؤدي إلى ظلم عظيم.

بعض الأشخاص يستخدمون هذا الخلط كذريعة للهجوم على الإسلام بدلاً من التركيز على الأسباب الحقيقية وراء مشاكل المجتمعات.

لنعمل على تحليل هذا الموضوع من عدة جوانب:

الفرق بين الدين والممارسات الفردية:

الإسلام كدين يدعو إلى العدالة، الرحمة، الصدق والإحسان وهو في جوهره نظام أخلاقي يهدف إلى تحسين الفرد والمجتمع.

تعاليم الإسلام واضحة في هذه الجوانب، وتحض على القيم السامية والتعامل بإنسانية.

من جهة أخرى نرى أن بعض الأفراد سواء كانوا حكامًا، سياسيين أو وعاظًا يستغلون الدين لتبرير أفعالهم أو لتحقيق مصالح شخصية أو سياسية.

هذه الممارسات لا تعبر عن جوهر الدين بل تعكس ضعفًا أخلاقيًا وانحرافًا عن التعاليم الإسلامية.

استخدام الدين كأداة سياسية:

التاريخ مليء بأمثلة على استغلال الدين كأداة لتعزيز سلطة معينة أو لقمع جماعات معينة.

بعض السياسيين والحكام يستخدمون شعارات دينية لإضفاء الشرعية على حكمهم أو لتبرير سياساتهم حتى وإن كانت سياساتهم تتعارض مع القيم الإسلامية الأساسية.

هذه الاستراتيجيات تعمل على تشويه صورة الدين بين الناس لأن التركيز ينصب على التصرفات السلبية لهؤلاء الأفراد وليس على المبادئ الحقيقية للدين.

في هذه الحالة، يُختزل الدين إلى أداة في أيديهم ويتسبب ذلك في نفور الناس من الدين نفسه بدلاً من مساءلة الأفراد أو السياسات.

دور وعاظ السلاطين:

مصطلح وعاظ السلاطين يشير إلى رجال دين يتبعون الحاكم في كل شيء، ويبررون تصرفاته أياً كانت حتى وإن كانت تتعارض مع تعاليم الدين.

هؤلاء الأشخاص يشوهون الدين ويخلقون صورة مضللة عنه في المجتمع.

دور وعاظ السلاطين هذا يؤدي إلى ترسيخ فهم مغلوط للدين لدى العامة بحيث يظنون أن الدين يدعو إلى الطاعة العمياء والاستبداد بينما الإسلام يدعو في الأصل إلى العدل والمساءلة والإصلاح.

الخلط بين انتقاد الأفراد وانتقاد الدين:

بعض الناس يقعون في خطأ كبير عندما يخلطون بين فشل الأشخاص الذين يتصرفون باسم الدين وبين الدين نفسه.

يوجهون الانتقاد للدين بدلاً من التركيز على تصرفات الأفراد.

هذا الخلط قد يكون ناتجًا عن عدم فهم حقيقي لتعاليم الدين أو ربما بسبب تجارب شخصية سلبية.

هذا النوع من النقد يمكن أن يؤثر سلبًا على الشباب والأجيال الجديدة حيث يتشوه لديهم فهم الدين ويظنون أن القيم التي يتحدث عنها الدين غير قابلة للتطبيق في الحياة الواقعية بينما المشكلة تكمن في الأشخاص الذين يدّعون تمثيل الدين.

مواجهة هذه الظاهرة:

من المهم توعية المجتمع بالتمييز بين الدين وبين تصرفات الأفراد.

تعليم القيم الإسلامية الصحيحة وترسيخ الفهم السليم للتعاليم يساعد الناس على إدراك الفروقات.

علماء الدين المخلصون لهم دور في كشف نفاق المتسترين بالدين وتوجيه الناس إلى فهم أعمق لتعاليمه بعيدًا عن المصالح السياسية أو الشخصية.

نشر التوعية حول أهمية المساءلة والشفافية في الحكم وبيان أن الإسلام لا يدعو إلى الاستبداد أو الظلم بل يشدد على العدل والمساواة بين الناس.

لا ينبغي أن يكون الدين ضحية لممارسات فاشلة لبعض الأفراد.

التمييز بين الإسلام كدين يهدف إلى الارتقاء بالإنسانية وبين التصرفات البشرية التي تنحرف عن هذه المبادئ هو خطوة ضرورية لنحافظ على فهم صحيح للدين ونعزز الثقة فيه بعيدًا عن استغلالات السياسة والمصالح الشخصية.



#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواقف المؤلمة تكشف اعماق الإنسان
- القارئ الجيد هو الكاتب الجيد والعكس صحيح
- الفلسفة هي فهم الإنسان والعالم
- البحث عن الذات
- الفلسفة ليست حكرًا على الحضارة اليونانية
- الصفحات الإلكترونية التوركمانية تجمع بين الأصالة الحداثة.
- الإعلام سلاح ذو حدين
- هل تاريخ هو فلسفة ام فلسفة هو التاريخ؟
- تجاوز الأفكار الكلاسيكية وطرح أفكار جديدة
- تحسين المجتمع تساهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة
- لا داعي لوجود الجامعة العربية والحكام العرب والجيوش العربية ...
- الحضارة الإنسانية نحو السقوط
- المفكر والمثقف و حتى الفيلسوف غير مرغوب فيهم في بعض المجتمعا ...
- العمر دون العلم يُعادل حياة بلا نور
- القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية
- مهزلة الجامعة العربية والحكام العرب
- ماذا يريد الغرب من الشرق الأوسط؟
- فلسفة تقوية الذاكرة
- الأمة الإسلامية اليوم تجد نفسها في وضع حرج
- ما هو التاريخ؟


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ديار الهرمزي - لا ينبغي أن يكون الدين ضحية لممارسات فاشلة