ديار الهرمزي
الحوار المتمدن-العدد: 8120 - 2024 / 10 / 4 - 10:47
المحور:
القضية الفلسطينية
القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية ليست قضية قومية قطعيا لان المشروع القومي مشروع نتن فاشل.
القضية الفلسطينية، عند النظر إليها من منظور إنساني بحت، تتجاوز كل الحدود القومية لتصبح قضية حقوق أساسية مثل الحق في الحياة، الكرامة، الحرية وحق تقرير المصير.
هذه القيم الإنسانية لا تخص مجموعة معينة من البشر بل هي حقوق عالمية يجب أن يتمتع بها الجميع بغض النظر عن العرق أو الدين أو الانتماء القومي.
لذلك، القضية الفلسطينية تصبح قضية ضمير عالمي تهم كل من يؤمن بحقوق الإنسان والعدالة.
المشروع القومي في المقابل ينطلق من مفهوم الهوية القومية التي غالبًا ما تكون مبنية على أساس عرقي أو ديني أو ثقافي.
الهدف منه هو تعزيز هوية قومية محددة على حساب الهويات الأخرى.
هذه الفكرة رغم أنها قد تبدو مشروعة لبعض الشعوب الساعية للاستقلال أو الحفاظ على هويتها إلا أنها تصبح إشكالية عندما تُستخدم لتبرير التمييز أو الإقصاء.
المشروع القومي قد يدفع الأطراف إلى التركيز على الهوية القومية على حساب القيم الإنسانية مما يؤدي إلى تصعيد الصراع وتفشي العداء.
في كثير من الأحيان تتحول المشاريع القومية إلى أيديولوجيات قومية ضيقة يمكن أن تتسبب في فشل جهود المصالحة والسلام لأنها تسعى إلى تأكيد التفوق القومي بدلاً من البحث عن حلول شاملة وعادلة.
القضية الفلسطينية تحمل بعدًا إنسانيًا لأنها تتعلق بأفراد تم تهجيرهم، منعهم من حقوقهم الأساسية ويعيشون تحت احتلال أو حصار.
النظر إليها من زاوية قومية فقط قد يحد من القدرة على رؤية الجانب الإنساني من المعاناة الفلسطينية.
في هذا السياق، يصبح الحل أكثر صعوبة إذا اقتصر على المصلحة القومية لأي طرف على حساب الآخر.
المشروع القومي عندما يكون مغلقًا وعنصريًا، يصبح غير قادر على التفاعل مع الواقع المتعدد الثقافات والأديان في المنطقة مما يجعله مشروعًا فاشلًا في سياق البحث عن حل مستدام وعادل للقضية.
لذا، التركيز على الجانب الإنساني في القضية الفلسطينية يعزز من فرصة الوصول إلى حلول مبنية على العدالة والمساواة وحقوق الإنسان بعيدًا عن الأطر القومية الضيقة التي قد تخلق المزيد من التقسيمات.
#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟