الوعي التوركماني، أو ما يعرف بالوعي الذاتي التوركماني

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8112 - 2024 / 9 / 26 - 17:54
المحور: قضايا ثقافية
    

هو مفهوم مركب يرتبط بإدراك التوركمان لهويتهم الثقافية والاجتماعية والسياسية عبر التاريخ ووعيهم بالظروف والتحديات التي يواجهونها كمجموعة إثنية متميزة داخل المجتمعات التي يعيشون فيها سواء في العراق أو سوريا أو بلدان أخرى.

الهوية التوركمانية تتمثل في اللغة والثقافة والعادات والتقاليد التي تميز التوركمان عن غيرهم من المكونات الاجتماعية.

الوعي التوركماني هنا يعني إدراك التوركمان لأهمية الحفاظ على لغتهم التوركية وتعزيزها باعتبارها ركيزة هويتهم التي تُميزهم عن غيرهم من المجموعات العرقية.

كما يشمل ذلك وعيهم بتاريخهم الذي يمتد إلى العصور الغابرة ثم إلى الدولة السلجوقية والعثمانية وارتباطهم بثقافة شعوب التورك في المنطقة.

الوعي السياسي للتوركمان يتجلى في إدراكهم لدورهم السياسي داخل الدول التي يتواجدون فيها وخاصة في العراق وسوريا حيث يشكلون جزءًا مهمًا من التركيبة السكانية.

التوركمان لديهم وعي بأهمية مشاركتهم في العملية السياسية لحماية حقوقهم وضمان تمثيلهم في الحكومة والمجالس المحلية.

هذا الوعي يعزز من وحدتهم الداخلية رغم محاولات التفريق بينهم كما أنهم يسعون للحفاظ على سيادتهم السياسية من خلال تعزيز مشاركتهم في الأحزاب والمجالس الحكومية.

على المستوى الاجتماعي، الوعي الذاتي التوركماني يتجلى في إدراكهم لأهمية الترابط الداخلي والتماسك الاجتماعي فيما بينهم. التوركمان يدركون أن التحديات التي يواجهونها تتطلب الحفاظ على الوحدة،ة وتجنب الصراعات الداخلية مما يساعدهم على تعزيز قوتهم الاجتماعية وحماية وتراثهم الغنية.

على مر العصور، واجه التوركمان تحديات تتعلق بالاندماج أو الاضطهاد أو محاولات التهميش من قبل القوى السياسية المهيمنة في الدول التي يعيشون فيها.

الوعي التوركماني يتضمن إدراكهم لهذه التحديات ومحاولتهم لمواجهتها عبر التاريخ.

تاريخيًا التوركمان كانوا جزءًا مهمًا من السلطات التوركية ثم الدولة العثمانية، ولكن بعد تفكك الإمبراطورية وجدوا أنفسهم في مواجهة تحديات الهوية في دول متعددة.

الوعي بهذه السياقات التاريخية يساعد التوركمان على إعادة تشكيل هويتهم وتعزيز وجودهم في المشهد السياسي الحالي.

ا يتصل الوعي الذاتي التوركماني بما يسمى بالذاكرة الجماعية حيث يتوارثون قصصهم وتجاربهم وتاريخهم من الأجيال السابقة.

هذا يشمل المعارك التي خاضوها من أجل حقوقهم، والصراعات التي مروا بها لحماية هويتهم.

لذا التوركمان يركزون على توثيق هذه الذاكرة التاريخية من خلال الكتب والمناسبات الثقافية والتعليم للحفاظ على الروابط التي تجمعهم وتعزز من وعيهم الذاتي.

رغم أن التوركمان يشكلون مجموعة متجانسة نسبيًا من حيث العرق واللغة إلا أنهم يدركون التماسك الداخلي بينهم سواء في العراق أو توركيا أو سوريا أو إيران.

هناك وعي لدى التوركمان بأن هذا التماسك هو قوة ، وأنهم يجب أن يتوحدوا حول قضايا مشتركة مثل الحفاظ على الحقوق والهوية مع احترام التنوع الجغرافي والسياسي داخل مجتمعاتهم.

أهداف الوعي التوركماني:

يسعى التوركمان من خلال وعيهم الذاتي إلى الحفاظ على لغتهم وثقافتهم من الذوبان أو التهميش وذلك من خلال التعليم ونشر الثقافة التوركمانية في المجتمعات التي يعيشون فيها.

من أهداف الوعي التوركماني هو تعزيز حضورهم السياسي في الساحة الوطنية، والمطالبة بحقوقهم من خلال الانتخابات والمشاركة في الحكومات.

إدراكهم لحقوقهم السياسية يحفزهم على تكوين تحالفات داخلية وخارجية لحماية مصالحهم.

يهدف التوركمان إلى تعزيز التماسك الاجتماعي فيما بينهم، والابتعاد عن الانقسامات التي قد تضعف موقفهم أمام الجهات السياسية أو المجتمعات الأخرى.

الوعي الذاتي يعزز من شعور التوركمان بأن لهم دورًا تاريخيًا مهمًا في بناء مجتمعاتهم وهو ما يدفعهم لإبراز هذا الدور عبر الإعلام والتعليم والاحتفالات الثقافية.

الوعي التوركماني أو الوعي الذاتي هو حالة إدراكية تعكس فهماً عميقًا للهوية الثقافية والاجتماعية والسياسية للتوركمان.

يشمل هذا الوعي إدراكًا لأهمية الحفاظ على التراث اللغوي والثقافي، والمشاركة السياسية لحماية الحقوق وتعزيز الوحدة الداخلية.

من خلال هذا الوعي يسعى التوركمان إلى مواجهة التحديات التاريخية والحديثة، وضمان بقائهم كمجموعة عرقية فاعلة ومؤثرة في مجتمعاتهم.

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل