ليس كل سياسي مثقف

ديار الهرمزي

الحوار المتمدن-العدد: 8114 - 2024 / 9 / 28 - 18:29
المحور: قضايا ثقافية
    

المشكلة التي يعاني منها الوطن اليوم تكمن في التناقض الواضح بين ما ينبغي أن يكون عليه السياسي وما هو عليه في الواقع.

ليس كل سياسي مثقف أو مؤهل لفهم تعقيدات الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الدولة وهذا ينعكس بشكل مباشر على حالة الفشل السياسي والإداري التي أدت إلى ضياع الوطن ومعاناة الشعب.

الثقافة لا تعني المعرفة الأكاديمية فحسب بل تشمل الفهم العميق للأوضاع العامة، الوعي السياسي والإلمام بالتاريخ والقدرة على استيعاب التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.

عندما يفتقد السياسي هذه الصفات يصبح عاجزاً عن اتخاذ قرارات مدروسة وحكيمة فهو قد يتخذ قرارات مبنية على رؤى محدودة أو مصالح فردية غير مبالٍ بالأثر السلبي على الدولة والمجتمع.

تأثير غياب الثقافة السياسية:

السياسي غير المثقف قد يكون غير قادر على وضع خطط استراتيجية بعيدة المدى تساهم في بناء الوطن.

بدلًا من ذلك، يركز على الحلول المؤقتة التي تعطي نتائج سطحية وسريعة، لكن تفتقر إلى الاستدامة.

عندما يفتقد السياسيون للقيم الثقافية والفهم الأخلاقي العميق يصبح الفساد ظاهرة متفشية.

المحسوبية والرشوة تصبحان أداة لتحقيق المصالح الشخصية والطائفية على حساب المصلحة العامة.

السياسي المثقف هو من يستطيع رؤية الصورة الكبيرة ويأخذ بعين الاعتبار التأثيرات الطويلة الأمد لقراراته.

السياسي غير المثقف غالباً ما يفتقر إلى هذه الرؤية الشاملة، ويقود الدولة إلى الانقسامات والصراعات.

عندما يرى المواطنون فشل السياسيين في تحقيق وعودهم وعدم قدرتهم على تحسين حياتهم اليومية يفقد الشعب ثقته في النظام السياسي.

هذه الخسارة في الثقة تؤدي إلى حالة من اليأس والإحباط مما يزيد من احتمالات التوترات الاجتماعية والانقسامات الداخلية.

نتائج هذا الفشل السياسي:

تفاقم الأزمات سواء كانت اقتصادية، اجتماعية أو حتى أمنية تصبح الأزمات أكثر تعقيدًا مع مرور الوقت نتيجة للقرارات العشوائية أو غير المدروسة.

الدولة تصبح عاجزة عن تحقيق التنمية مما يؤدي إلى تدهور الوضع العام.

الشباب الذين يفقدون الأمل في مستقبل مشرق يلجؤون إلى الهجرة بحثًا عن فرص أفضل.

هذه الهجرة تؤدي إلى خسارة الطاقات الشابة التي كانت يمكن أن تكون قوة دافعة للتنمية.

في ظل غياب سياسات تجمع الأمة وتوحدها يلجأ السياسيون إلى استغلال الانقسامات الطائفية والعرقية لتعزيز مواقعهم السياسية مما يزيد من حالة الانقسام الاجتماعي ويعزز الفوضى.

يتطلب إصلاح الوضع السياسي تبني نموذج جديد من القيادة يقوم على:

يجب أن يكون السياسي مثقفاً، واعياً للتحديات التي تواجه الدولة وقادراً على تقديم حلول متكاملة تستند إلى فهم عميق للوضع العام.

السياسي بحاجة إلى التعليم والتدريب المستمرين لفهم التغيرات العالمية والإقليمية وكيفية الاستفادة منها.

يجب تعزيز مفهوم المسؤولية الشخصية والسياسية، وضمان وجود نظم مساءلة قوية تضمن أن السياسي يعمل لصالح الوطن وليس لصالح نفسه أو جماعته.

غياب الثقافة والفهم العميق لدى السياسيين هو من الأسباب الرئيسية لضياع الوطن ومعاناة الشعب.

تحتاج الدول إلى قيادات مثقفة ومدركة لحقيقة الأوضاع قادرة على العمل بروح وطنية وتقديم حلول جذرية تنقذ الوطن من أزماته المتعددة.

#ديار_الهرمزي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات