عبدالإلاه خالي
(Abdelilah Khali)
الحوار المتمدن-العدد: 8116 - 2024 / 9 / 30 - 00:13
المحور:
الادب والفن
في قاعة الانتظار شاشة كبرى تَعرِض وقائع مؤتمر القمة العربي المنعقد بالخرطوم.. قرأ المذيع البيان الختامي معلنا: « لا صلح، لا تفاوض، لا اعتراف ».. وقعَ نظري على فتاة أجنبية وهي جالسة وسط القاعة تاركة فخذيها السخيتين لِعَينَيْ رجل مصري.. كان المسكين منصرفا عن آخره إلى فخذيها. فكّرتُ فيما يجول برأسه. الجنس في المقدس غواية، وعد شبقي، من هنا أتى مقتل الرؤيا ودمار الإحساس وتحجر الحب. شيء ما يقف حائلا بين تحقق الرغبة وتجاوزها إلى طقس روحي يذيب جليد الكبت، ويخلص النفس من وعي موروث مُعبّد بالعقد ورغبات الاغتصاب. أكيد لم يسمع هذا المسكين خُطَب عبد الناصر، وَإلَّا لَمَا انجذب لجسد فتاة أمريكية! .. تكلم القائد عن كيفية تحقيق المساواة بين البشر، فهل ذلك أمر صعب إلى هذا الحد؟ يبدو الأمر كذلك.. إننا لا نريد تحقيق المساواة إلا بيننا وبين الناس الأرفع منا منزلة، وليس هناك من هو على استعداد للحد من امتيازاته ومصالحه بمنح المساواة لمن هم أدنى منه. إننا لا نتساوى إلا في أمر واحد هو رغبتنا في عدم المساواة.. لعلها ثمرة من ثمار الخطيئة الأصلية! فالتاريخ لم يعرف حتى الآن مجتمعا يتساوى فيه جميع البشر، وبعض الفئات البشرية متفوقة بالفطرة على الفئات الأخرى؛ لذلك اعتبَرَ اللهُ في مراحلَ أُولَى يهودَ إسرائيل أمَّتَهُ الخاصة، واستخدمهم كقناة للكشوف الإلهية؛ وحينما تبين له أنهم لم يقتدوا بإيمان جدهم إبراهيم، رفضهم واتخذ من العرب شعبا مختارا بعد أن أعلن أنهم خير أمة أخرجت للناس..
ألا ترى كيف تجاهل اللهُ باقي الأمم؟! فلا تلومنّ الرجل المصري ولا تلومنّ ذات الفخذين!
#عبدالإلاه_خالي (هاشتاغ)
Abdelilah_Khali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟