أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - الصورة وتردي الأخلاق














المزيد.....

الصورة وتردي الأخلاق


بلقيس حميد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 8107 - 2024 / 9 / 21 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أن اخترع الانسان آلة التصوير ، بدأ التدهور الأخلاقي حيث أصبح الإهتمام بالمظهر أهم من الجوهر، وتبع ذلك عادات سيئة كالتباهي بالماديات بالمجتمعات البشرية التي لاتخلو جميعها من التفاوت الطبقي مما خلّف نتائج وخيمة…
قد لايعجب رأيي هذا اهل الفن، وكنت مترددة في نشر المفال واعرف انني سأقوّل مالم أقل، وسيقولون ان آلة التصوير تبعتها السينما والتلفزيون وهي اجهزة قد يعتبرها البعض تربوية, وللأسف تبعهتها عروض الأزياء ايضا وتبعتها أيضا عمليات التجميل والتشويه وتبعتها ايضا إحكام سيطرة الحكومات جيدا على الشعوب ..
نعم هناك ايجابيات منها السيطرة على الجريمة وغيرها لكن السلبيات اكبر بكثير من الايجابيات، فالسينما والتلفزيون باتا مرتعا لنشر السقوط الأخلاقي للأسف ولم يكونا للتربية والاخلاق وانعكست الاية ، وباتت الأفلام والمسلسلات تعكس حياة المرفهين وأبهتهم واغراءاتهم في مجتمعات غالبيتها فقيرة مما خلقوا حالة من اللهاث وراء المال بأي ثمن فوصلنا الى إغراء الاعلام لبنات الطبقات البسيطة والدخول بعالم التلفزيون والسينما الذي يطلب منهم الكثير الذي يعريهم مقابل المال والشهرة السهلة ، فانظروا لغالبية الفنانات اليوم - ليس جميعهن -كيف يلبسن وكيف يتصرفن وكيف يعشن حياة اغلبها غير سوية بكل المقاييس، ثم وصلنا الى الأجهزة الالكترونية والتواصل الذي بات منشأ للخيانات، وأصبحت الصورة هي أهم معبر عن الانسان، ولعب الزيف والفلاتر العابهم بخلق جمال صناعي غير حقيقي أدى الى مشاكل كثيرة، كما ان هذه الأجهزة صارت تنشر الشذوذ، والكذب، وتخريب وتفكيك العائلة وابعادها عن بعضها البعض، وتخريب أفكار الشباب، وتسفيه العقول وشدهم الى مايريد الأقوياء المسيطرون وخلق الجرائم الالكترونية الرهيبة التي لم تتوقف عندها المجتمعات اصلا حتى استغرقتها تماما وأغرقتها .
لست ضد العلم الذي يهتم بالانسان ويبحث في الدواء والأمراض ولا ضد العلم الذي يفتح آفاق الفلسفة لعقول الناس ويشذب سلوكهم ويدرس علل المجتمعات ويعلمهم تربية الأطفال والتعامل مع الآخرين ويرتقي بهم الى عالم السلام والمحبة التي نحلم، وانا لست ضد العلم الذي يبني الحضارات ويجعل حياة الناس مريحة وسهلة، لكن للأسف أصبح اسم الحضارة اليوم مختلفا عن السابق، فالحضارة اليوم جردت من القيم، وصارت مظاهر وملابس وماركات وتباهي بحت، نعم بنايات واسمنت وجسور لكن بلا قلب، يتساوى بها السارق والمسروق فقد يبني ويأخذ مقاولات مدينة كاملة سارق أوتاجر مخدرات، وممنوعات، أو تاجر رقيق، طالما لديه المال .كل الموازين اختلت في هذا العالم وأصبح العلم للأسف كأنه دس السم بالعسل، كما هي الأطعمة الجاهزة السريعة ( الفاست فود)التي صارت سما قاتلا كما يصفها الأطباء ويحذرون منها، هذا اضافة الى العلم الذي وجهوه صوب السلاح الفتاك واللعب بالفايروسات وتهجينها وخلق الأمراض وتخريب الحبوب التي اصبحت لاتترك سوى السمنة والمرض، والاتجار بالدواء أصبح يشبه الاتجار بالسلاح، وصار الانسان يخشى حتى دخول المشافي خوفا من سرقات الاعضاء التي اوصلتنا اليها هذه الحضارة الفارغة من القيم ..
الغالبية اليوم منا مدمنون اجهزة الكترونية ونرى الناس بالشوارع والحافلات ينزوون مع تلفوناتهم وكأن الجالسين معهم وحوشا وليسوا بشرا، كان السفر بالقطار والحافلات ممتعا فيه يتعارف الناس على بعضهم ويتحاورون او يقرأون رواية يستمتعون بها، اليوم صارت المتعة الوحيدة والشغل الشاغل هو جهاز الموبايل ومابه من انترنيت .
حتى صار الكثير من الناس وانا واحدة منهم نتوق لحياة البساطة والماضي نتمنى تلك الجلسات التي نلعب بها مع الاصدقاء الالعاب البريئة والحزازير ومجالس نتطارح بها الشعر ونتبارى بأسماء ماقرأنا من الكتب او نجعلها حزورة حينما نسأل من هو كاتب الكتاب كذا؟ وهكذا يكون الأمر هينا على الروح والعقل دافعا الانسان للبحث والقراءة اكثر دفعا للاحراج وطمعا بالتعلم .. اين تلك الايام ترى؟ واين نحن من التوحد الذي أصاب الانسان وجعله لايحتاج ليكون على مايرام سوى جهاز موبايل فقط الذي ربما سيقتله ويشوهه يوما ما كما قتل وشوه جهاز بيجر آلاف البشر ..؟



#بلقيس_حميد_حسن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العرب والجهل بالتحالفات
- إضاءات بزمنٍ معتم
- التصويت السلبي لإيقاف الحرب، ينفي هدف الجمعية العامة الأساس
- الفلسطينيون يغيّرون العالم
- مبدعة تشرقُ في الظل..
- فاجعة المكتبة المركزية في مدينة سوق الشيوخ
- الأدب الروسي أهم حرّاس الانسانية بالعالم
- الولايات الإبراهيمية المتحدة, خدعة لتشكيل نواة الحكومة العال ...
- من الأممية : الوقوف مع حقوق الانسان أينما كان
- جعفر حسن: فنان المحبة بين البشر
- نوال السعداوي، كيف أرثيها وهي أول الوعي؟
- هكذا يرحل العظماء/ في رثاء المناضل السوري المحامي جريس الهام ...
- فك الحصارات عن الدول جميعها
- المطالبة بحلّ الأحزاب والتيارات والكتل.
- لوحةٌ لم تؤطر بعد.
- أهمية التراث وأثره بالهوية الوطنية
- محور الأرض
- أعرف عدوك
- لكلِّ مقامٍ مقال
- الشك باتجاهات عديدة، موصلٌ للحقيقة


المزيد.....




- واشنطن بوست: الاستخبارات اخترقت اتصالات بين مسؤولين إيرانيين ...
- مخاوف دولية حول مصير السجناء الأجانب.. إيران تعترف بمقتل 71 ...
- القضاء التركي على موعد مع قرار حاسم: هل يطيح بزعيم المعارضة؟ ...
- نتنياهو: -النصر- على إيران يوفر -فرصا- للإفراج عن الرهائن في ...
- من أجل سوسيولوجيا معادية للصهوينة
- مستشار كوفي أنان: إدارة ترامب تفكك الحكومة الفدرالية وتقوض ا ...
- رئيس صربيا يرفض الرضوخ لمظاهرات المعارضة
- غسان سلامة: الشعوب العربية تخاذلت عن نصرة غزة
- التحقيق بتحطم الطائرة الهندية يطرح جميع الفرضيات
- تسريب جديد يقلل من أضرار البرنامج النووي الإيراني


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلقيس حميد حسن - الصورة وتردي الأخلاق