أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -زَلْزَلَةٌ ثَالِثَةٌ-














المزيد.....

إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -زَلْزَلَةٌ ثَالِثَةٌ-


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8105 - 2024 / 9 / 19 - 12:24
المحور: الادب والفن
    


إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم
"زَلْزَلٌةٌ ثَالِثَةٌ"

زَلْزَلَةٌ ثَالِثَةٌ (كلام عن حلب)
3ماي 2016 الساعة :46 :18

هذا النص ليس نصا بالمعنى الحرفي ولا توليفة كلمات، إنه مجموعة تراتيل حلبية ترتدي الماء لتصير قداسا لأطفال لملموا أوشحة الليل فصاروا نهارات حلم يتيه في كلمات الكبار...
كل الأبواب حلب توصل إلى المدى، وقد غطته شراشف الدمع...
تعرينا اللغة ويعرينا وتعري حكاياتهم شهرزاد لكنها مؤامرة مع شهريار ليبيعوا المداد لخزانات النفط فيقولون :
انتهينا
لكن المداد سال دما، سال تاريخا بضفاف ثكلى من مواد التجميل والتطهير،
سال ليقول :
من هنا تبدأ حلب مع حكم الأستاذ فريد غانم عارية إلا من حقيقة أننا هنا نشبك بأصابعنا مناديل الحب لوطن الياسمين بعد أن أخلينا ذمتنا من عورات المقدس /المدنس
نسكب في تنانير الأرامل موتا قادماً من روح الكلمات لنقول مع المبدع الفلسطيني :
تتوقف هنا العصافير معه في مرثياته هاته تصدح :
لا موت الآن...
نستنسخ عنف اللحظة لنكتب معه :
أيها الواقفون على باب القيامة
لاسؤال هنا!
وفي عالم الميتافيزيقا نسائل السنابل:
من حصد رؤوس الأشوريين والأموريين والبابليين ووضع المناجل على هدهد سليمان...؟
هو الشاعر السارد هو النص الموضوع الذات...
هو البطل في ملحمة الدم،
يتقمص شخصية التاريخ الجمعي العربي بغير العربي في إطار تقابل متضاد في كيفية تعاملهم مع الواقع زمن الحرب، مستخلصا تباينا بين أسلوب العنف في راهنيته مقارنة بالعنف الماضوي، منتهيا إلى خلاصة
أن الوعي العربي يجتر ثقافة المؤامرة ولهجة الإنتظار، يختتمها بدعوة لتعريتنا أمام المرآة وهي خلاصة حارقة لمرثية رتلت حريقنا بشكل جمالي موجع لكنه حقيقي...

النص :

زَلْزَلَةٌ ثَالِثَةٌ...

"اليومَ، في حُلكةِ النّهار المُطفَأ بملْحِ سدومَ وعامورا، وفي اللَّيْل المُضاءِ بالدَّمْعِ المُشقَّقِ في غصَّاتِ الثَّكالى، سنُلمْلِمُ آخرَ حبّةٍ من ماءِ وجوهِنا ونبيعُها للهواءِ السَّاخِن من دون مقابل.
هُنا، من بابِ “أنطاكية” وحتّى بابِ “النّيرب” يصطفُّ التّاريخُ ليشحذَ من الشّحّاذين صدريّةً تكسو عورة أمّهِ وتعيدُ حوّاء إلى خرافةِ ضلعِها المُشوَّهِ، وتخنقُ آدمَ في التُّراب. وعلى بابِ “الجِنان”، ها هُوَ ذا يقفُ عارُنا المختالُ، عاريًا ومسلوخَ فروةِ الرّأسِ والجِلْدِ، ويحشو جُثَثَ الأطفالِ بالقهقهاتِ.
سنتسوّلَ شمعةً من باريسَ، بوسَاطةِ الاتّحاد الأوروبّي، ووردةً بيضاءَ من نيويورك، تحت ظلِّ تمثال الحرّيّة، وحفنةَ ترابٍ من جبال الأنديز، وثانيتَيْن اثنتَيْن، من صمتِنا المُكوَّم على تلال سُدى وقتِنا، لنقيمَ جنازةً عابرةً للعصافير.
سنركلُ، بما تبقّى من أقدامِنا، كلامَنا المهروءَ، لنُشيِّدَ مرثيّةً للزّهورِ التي فرَّت من وجناتِنا المُجوَّفةِ، وانتحرَت في أقرب هاوية في رحلةٍ الهروب من العدَم.
سنقترضُ بوصلةً، تدلُّنا على جهاتِ صلواتِنا المُهشّمة.
فمن أين لنا كلُّ هذا النّبوغِ في استنساخِ الشّياطين على صورتِنا، وتوزيعِها على لحْمِ عُهرِنا النّاسكِ المتنسّكِ المُتقشّف، وعلى لحمِ الشّاشات والهواتف الذكّية وعيونِنا الزّجاج؟
وسوف نقولُ، في تاريخِنا الذي سنكتبُه بجهلِنا الفادِحِ: مرَّ الأشوريّون والأموريّون والحثّيّون، ولمْ يأكلُوا لحمَ الرُّضَّع وحلماتِ العجائز المسلوقة بالماء الملوَّث بملاعق من ذهَبٍ مُزيّفٍ. مرِّ الهيلينيّون والسّلاجقة والرّومان، ولمْ يكسِروا شواهدَ القُبور ورموشَ العذارى بغبار الأحذية. ومرَّ من هُنا الفُرسُ والبيزنطيّون، فلَمْ ينصبُوا
لحبّاتِ الحلوى مشانقَ، لمْ يُفخّخوا الحقائبَ المدرسيّةَ والآيات، ولم يقصفوا الفَراشَاتِ وألوان الطّيفِ وسقسقات العنادلِ بال “تي أن تي..
ومررتُ من هُنا، قبلَ يومَيْن، فاشتهيْتُ أن أكون خُدشًا قديمًا على جبين حجَرٍ مصابٍ بالذُّهول، تركَهُ سهمٌ من سهامِ المغول.
وسوف نقولُ كلَّ شيء، ما عدا ما لم نقُلْ وما لن نقول.
سوفَ نتَّهمُ القُطبَ الشّماليّ بإغراقِ تمْرةٍ في نهر الفرات.
سوف نتّهمُ الرّيحَ بسقوطِ غرناطة.
سوفَ نحمّلُ فستان مارلين مونرو مسؤوليّة انكسارنا في معركة بلاط الشّهداء.
سوفَ نحمّلُ كارل ماركس تبعةَ ارتفاع سعرِ الخبز في أسواقنا وهبوط أسعار الحياة.
سوفَ نحكمُ على كونفوشيوس بالزّندقةِ ونقطعُ حكمتَه بسيفِ يقينِنا.
سوفَ نقول إنَّ الماموث هو المسؤول عن انكسار جرّتنا، حين دخل بلا إذنٍ إلى صدورنا المنفوخة باللّا شيء.
وسوف لن نسألَ ولَوْ سؤالًا واحدًا، لأنّنا فرغنا من الإجابة.
فتعالوا نرتدي نظّارات العمى على بوّابات حلَبٍ، ونشيحُ بوجهِنا، لأنّنا لو نظرْنا في المِرآة سنرى عُريًا عاريًا، مزدانًا بكلِّ الأجوبة الجاهزة لكلِّ الأسئلة المَوْءودة."



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -مَاأَنَا ...
- وجهة نظر فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم - حَرْ ...
- إنطباعات فاطمة شاوتي حول نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري - ال ...
- وجهة نظر فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -لُبْ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الْحُلْ ...
- إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الصّ ...
- مقاربة تناصّية لفاطمة شاوتي مع نص الشاعرة التونسية مفيدة الص ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الصَّائِ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الرَّغِي ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المغربية زكية المرموق -أَتْبَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المغربية زكية المرموق -طِفْلَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الْكُرَة ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -مَازَالَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المصرية سمر لاشين -أُدَخِّنُ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر المصري أحمد عبد الحميد -وَلَيْ ...
- قراءة سجالية بين الأستاذة فاطمة شاوتي والأستاذ المختار الحمر ...
- مقاربة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -فِي ...
- مقاربة فاطمة شاوتي في نص الشاعر اليمني عبد الغني المخلافي -م ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة التونسية فاطمة نصيبي -أُرِيدُ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية فاطمة نصيبي -تَعَلّ ...


المزيد.....




- اضبط تردد قناة روتانا سينما عبر الأقمار الصناعية لمتابعة أجد ...
- سكونية الثقافة وقلق الشعب والوطن
- العُثَّةُ… رواية جديدة للكاتب يوسف أبو الفوز
- موسيقى الاحد: هندل وثيودورا
- -فكيف ليلُ فتى الفتيان في حلبِ؟-.. مختارات القصيد من أشعار ا ...
- إشارة بث قوية.. تردد قناة وناسة كيدز 2025 لمتابعة أهم القنوا ...
- لافروف ينتقد منظم حوار -منتدى الدوحة- بسبب مقاطعته له بشكل م ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل طائر الرفراف الحلقة 86 مترجمة للعربية d ...
- دورة ثانية لمعرض كتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء بمشاركة 2 ...
- كاظم الساهر وجورج وسوف يفتتحان مهرجان -دبي للتسوق- برسالة سل ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - إنطباعات فاطمة شاوتي في نص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -زَلْزَلَةٌ ثَالِثَةٌ-