أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الرَّغِيفُ-














المزيد.....

مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الرَّغِيفُ-


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8096 - 2024 / 9 / 10 - 11:47
المحور: الادب والفن
    




النص :

"ليس أجملُ من الرغيفِ مرآةً للشعوبْ ..
آهٍ يا شبيهَ الشمس.
ويا نديمي بالرضاعة يومَ كانت حليباً من آيةِ
القمح ."

(( الكتابةُ بالطّاقةِ البَديلةِ للغةِ الأم ))

القراءة :

بين رغيفٍ دَسِمٍ ورغيفٍ حافٍ يتبلور تصورنا من خلال عين فقير وغني، كلاهما يتذوق طعم الرغيف لكن لكل رغيف هوية....
صحيح أن الرغيف مرآة الشعوب ممثلا في سؤال :
قل لي أي رغيف تقتات
أقلْ لك أيَّ ديكتاتور يحكمُك..؟!
تتعدد الأرغفة والأفواه شرَهٌ يستطيب القمح،
وكلما شحبت السنابل كانت السَّنة عجفاء ،وكان الجوع مطية الأغنياء، لأنه وحده سلطة الفقراء دونه لاحياة...
ولأن امتلاك الأرض ومردودها بيد ملاكها الكبار، فإن الذين يقتاتون الرغيف يضطرون من أجل الرغيف لإشباع العائلة إلى الخضوع لأرباب الأراضي...
أو الثورة ضدهم حسب درجة استغلالهم...
الرغيف شمس وفْرتُه تجعل الفرحَ سيد الموقف
شُحُّه سبب الأحزان والحروب...
إنه صراع البقاء
إنه وقود الفتن لأن انعدامه هو ثورة الجياع...
ونجد في الموروث الثقافي أننا في المقابر نوزع الأرغفة أكثر، بل حتى المتسولون قد يمدون أيديهم من أجل الحصول على هذا الرغيف...
قد حدثنا الباستيل في الثورة الفرنسية كيف هجموا على السجن لتحقيق كرامتهم...
فقدان الرغيف فقدان كرامة،
توثق ثورة الخبز تاريخ شعوب يقودها الفقر والإستغلال إلى إشعال حرب الأمعاء لتنتزع حقها في الحياة...
كم حربا كان وراءها البحث عن الرغيف....!
وهو رمز للحياة لهذا نسميه لقمة العيش...
ولاشرارة في التاريخ سوى صرخة البحث عن الرغيف
إنه الوجه الثاني للكرامة
والنص هنا يجعله آية من آيات القمح...
إنه الرغيف المُرُّ قد يؤدي إلى نتائج صادمة..
وللرغيف مقام قدسي فعلا لدرجة يحرم رميه باعتباره نعمة بينما نجد باقي المنتوجات من فواكه وخضر لاتقدس فنرميها في القمامة دون شعور بأننا مارسنا سلوكا مستهجنا لايباح...
هنا قيمته وقدسيته لما له في الذهنية البشرية من وقع وتأثير...
كونه ارتبط في المخيال الشعبي بالبقاء...
في المغرب نقول :
"اللَّهْ يَعْطِينَا خُبْزَةْ بَارْدَةْ"
وكثيرون من العامة قبل أن تضع قطعة خبز في مكان، يضع قُبلة كأنه يتبرَّكُ بها ويستسمحها أنه ألقى بها،
ولهذا دلالته الرمزية...
مع أن شعوبا كثيرة لاتقتات على القمح بل على الرُّزِّ كما شعوب آسيا...
فرغيف القمح له مكانته أكثر في المخيال الديني أيضا...
نقول :
"وَحَقْ الْخُبْزْ وُالْمَلْحْ"
"بِينْنَا عِيشْ وُمَلْحْ"...
"خَانْ الْمَلْح وُالطْعَامْ "
وهو مايجعل تصورنا للرغيف تصورا يحيلنا إلى علاقة الشعوب بالرغيف...
أجمل مافي هذا المقطع أنه قدم صورة مشرقة للرغيف، فليس مجرد قطعة خبز تحقق شبعاواكتفاءً ذاتيا لأي شعب بل هو أعمق من كونه قطعة من عجين، بل صار رمزا للتعايش بين شخصين أو أشخاص...
صار ميثاقا بين الناس
إنهم يسعون وراء لقمة العيش...
أي أنه اتخذ صورة أكبر من مجرد طعام بل صار قسَما،وصار عهدا إنسانيا...
لهذا جعله الأستاذ أسعد الجبوري مرآة الشعوب...
فما أتعس شعبا لايتوفر على رغيف ليسد رمق الجوع، وليبقى قيد الحياة....
ماأتعس شعبا حالت الحرب ضده والحصول على حاجته من الرغيف، فصار مصيره خاضعا للطوابير... وللحصص الممكنة بغض النظر عن كونها تفي بحاجات الناس
إنه الرغيف عنوان الحياة
إنه الرغيف مأساة الحروب...
وقد عرفت البشرية مجاعات انعدمت فيها فرص الحصول على الرغيف بأي ثمن...
فشكرااا نديم الرغيف وتوأمه
إنها محنة الحياة ومنحة الطبيعة متى تم استخدامها بعقلانية تجعل الرغيف حقا للجميع دون استغلال أو عبودية...
تجعل الرغيف حقا متساويا بين الشعوب كي لاتحدث هجرات ولا لجوء ولاهروب من دول مخافة الموت جوعا...
والتاريخ الآن يشهد هجرات سرية وعلنية هربا من أوضاع، كان حرمانهم من الرغيف سببا لهذا الهروب لدرجة الموت في قوارب الموت الذين وفروا رغيف الموت بديلا لرغيف الحياة
محباتي لهذه الطاقة الواعية بدور رغيف الشمس في حياة الشعوب...



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المغربية زكية المرموق -أَتْبَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المغربية زكية المرموق -طِفْلَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الْكُرَة ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -مَازَالَ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة المصرية سمر لاشين -أُدَخِّنُ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر المصري أحمد عبد الحميد -وَلَيْ ...
- قراءة سجالية بين الأستاذة فاطمة شاوتي والأستاذ المختار الحمر ...
- مقاربة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -فِي ...
- مقاربة فاطمة شاوتي في نص الشاعر اليمني عبد الغني المخلافي -م ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعرة التونسية فاطمة نصيبي -أُرِيدُ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية فاطمة نصيبي -تَعَلّ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -كُرْسِيٌّ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر الفلسطيني فريد غانم -مُعَادَلَ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية تورية لغريب -حَرْفٌ ...
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر المصري محمد عكاشة -قَالَ-
- قراءة فاطمة شاوتي في مقطع من نص الشاعرة السورية فيروز مخول - ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر المغربي مصطفى لفطيمي -نُبُوَّ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -بِاس ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -رِسَ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزّاني -تِل ...


المزيد.....




- أقوى إشارة وجودة HD … تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على ال ...
- سليمان الرياعي: التقدم الرقمي أحدث تحولا إستراتيجيا سريعا في ...
- طوفان الشعر.. كيف وثق الشعراء 7 أكتوبر وتفاعلوا معه؟
- انطلاق فعاليات المهرجان السينمائي الدولي الثامن -الجسر الأور ...
- نادي الشعر في اتحاد الأدباء يحتفي بمجموعة من الشعراء
- الفنانة المغربية لالة السعيدي تعرض -المرئي المكشوف- في -دار ...
- -الشوفار-.. كيف يحاول البوق التوراتي إعلان السيادة إسرائيل ع ...
- “المؤسس يواصل الحرب”.. موعد مسلسل قيامة عثمان الموسم السادس ...
- المسرح الجزائري.. رحلة تاريخية تجمع الفن والهوية
- بفعاليات ثقافية متنوعة.. مهرجان -كتارا- للرواية العربية ينطل ...


المزيد.....

- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -الرَّغِيفُ-