أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية تورية لغريب -حَرْفٌ مَخْمُورٌ-














المزيد.....

قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية تورية لغريب -حَرْفٌ مَخْمُورٌ-


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8082 - 2024 / 8 / 27 - 11:35
المحور: الادب والفن
    


النص :

1 /
القصيدة حرف مخمور
يترنح في رقصة غجرية
الليل...
زاوية ينسكب فيها رماد البسطاء
اقفل نوافذك
وغادر
اترك تذكارك الأخير
نجمة وحيدة
تضيء عتمة الحنين...


2 /
الحب أمامي
يمر معلبا في أكياس الوهم
مختنقا
يعبر إلى الضفة الأخرى

3/
لا تصدقوا!
أن الأرض تتسع للجميع
كانت رغبة ميتة
مات شي غيفارا
وأورثنا الوهم...

4 /
هذا البؤس!
لا يشبهني
أنا مشاغبة كطيور الصباح
أفتح نافذة النهار
على إبتسامة بكر
لكن أنين الأرواح المتعبة يتجاوزني
حين أرمقهم...
مثقلين بالهزائم
على رصيف أحلامهم
بحقائب الإنكسار

5 /
ماذا لو...
أعدنا تشكيل هاته الأرض ؟
ألا تمتلئ شقوق الروح
بنبوءة الحب ...؟

القراءة :

للحب نبوءته حين يجسد قيمتك كإنسان؛
والشعر رفيق يسافر مع القصيدة المجنحة، كي يثمل منها..
في النص المعنون ب"حرف مخمور" دلالة رمزية ،وهي كناية عن الأنا الشاعرة؛ التي يختمر الشعر داخلها، كي تنسج نصا من مورفيمات دالة، على تأثير الشعر في تشكيل الذات المبدعة...
ماالشعر سوى خمرة معتقة كلما شربناها سكرنا وقلنا:
هل من مزيد...؟
اليوم خمر وغدا شعر
يا أيها الحرف المخمور!
للشعر لذة الإنتشاء...
إنه المخدر الذي يخلق داخلك عالما من السكينة...
وكأنه يرتب فوضانا بنشوته...
لكن هذا الشعر /الخمرة يجعلها واعية بأن واقعا خاصا، ترك بصمة تجعلها تطلب إغلاق النوافذ، وهي إحالة إلى انغلاق الأفق...
لكنه الأفق الذي مازال يأمل إضاءة لتنفتح العتمة على الأمل...
في المقطع الموالي يظهر عمق المعاناة من خلال توصيف يتعارض وقيمة الحب..
إنه الحب المعلّب؛ الحب المصطنع؛ ضد الحب التلقائي الفوري، وكأنها تشير إلى تغير في قيمة إنسانية، طالما تغنى بها الإنسان في مجالات إبداعه، إنه الحب دالة الإبداع...
يتشكل منه محور المتون بغض النظر عن طبيعتها وجنسها، إنه الحب لايختار نوعيته الملائمة.
الحب عابر لكل الأجناس والألوان، والفئات والطبقات، لايعترف بجغرافيا الأمكنة والأزمنة، له جغرافياه الخاصة، يحدد مواقعه وفق علاقة المحبين والمُحبّات به...
لكن هذا العابر للقارات يعترضه موقف الإحباط، حين يشقه الوهم فيغدو نقيض ذاته اللاّحب...
وبهذا اليأس تمر الشاعرة إلى اليأس المطلق،
بالتماس عدم تصديق أن الحب أرض تسع الجميع...
أليست هي صرخة محمود درويش:
بأن:
"على هذه الأرض مايستحق الحياة" ... ؟
أليست دعوة قائمة بأن:
" نحب الحياة مااستطعنا إليها سبيلا" ... ؟
إنه الانتقال من مدارات الذات إلى مدارات الآخرين، أسسه عشاق الحياة من أجل الإنسان.. فضحّوا بحياتهم ومكتسباتهم من أجل الآخر...
وكأنها توجه نقدا ذاتيا من خلال استحضار رمز بطولي،" تشي غيفارا" الذي استقطب جيلا بأكمله كي يحقق حبا إنسانيا ،دون فروق وتمييز خارج الطبقات...
وتصف خيبتها من اعتناق نموذج خانه مُحبوه البسطاء، الذين ضحى من أجلهم،
وكأنها في موقف فقدان الثقة بالحب، انطلاقا من هزيمة مشروعه الإنساني واقعيا...
التجربة التاريخية تسجل خيانة الحب
خيانة جعلت الوعي النضالي؛ يعيش يأسا مضاعفا...
غياب الحب معادلة للبؤس،
معادلة حقيقية تؤكدها الأحداث،
بؤس ضد البؤس يجعل الشاعرة تنتفض...
المقطع التالي يشرح موقفها أنها ليست معنية بالبؤس، لأنها لاتشبهه...
هي مقاومة الشاعرة الذاتية ضد البؤس
شغب الشعر كما تمارسه الشاعرة المغربية تورية لغريب، يؤسس للحب ؛لكنه حب يشوش عليه أنين الآخرين، أنين ينتقل منهم إليها، وهو إحساس باطني يمثل حساسيتها وتعاطفها مع الغير...
إلا أنها تعترف بأنه أكبر منها يتجاوزها، كأنها تشير إلى فشل الذات في احتواء الآخرين؛
ذكرتني بفيلم في سينما الثمانينات يتحدث بلغة غرامشي الفيلسوف الإيطالي الذي تحدث عن المثقف العضوي، عنوانه
"l accent"
يصور المثقف كعلامة فاصلة ~ بعيدا قريبا من الناس... أهذا ما استبطنته ذائقة الشاعرة.. ؟
حين تقول يتجاوزني الأنين والوعي بمسبباته... ؟
يعني أن الذات وحدها منفصلة لاتحقق الهدف..
فهل يكون الشعر دالة العالم... ؟
يفضحه ويغيره... ؟
إنها تُحمِّل الشعر مهمة تاريخية شاقة ،
لكن المقطع الأخير ينتهي بقفلة موازية لبداية النص جوابا مُقْنِعا لامقَنَّعاً...
نلامس استشراف الشاعرة :
ماذا لو.... ؟
تغير العالم من بؤس راكمته أحداث مأساوية، تضج بها الخريطة... ؟
ألم يعرف العالم شعراء، كانت لهم بصمتهم في تثوير الوعي... ؟
الأسماء كثيرة مؤشرها "نزار قباني" حين اغتيلت "بلقيس" زوجته بالسفارة اللبنانية ، حوّل الحب رصاصا ضد الأنظمة العربية..
وحين صرخ صرخته المدوية قبلها بعد هزيمة 1967:
ياوطني الحزين!
حولتني في لحظةمن شاعر
يكتب بالحب والحنين
إلى شاعر يكتب بالسكين...
والغرب لايشد عن قاعدة، أن للشعر والإبداع عامة وظيفة أيديولوجية ضد أو لاضد..
ف"بابلو نيرودا" أمريكا اللاتينية.. و"لوركا" إسبانيا... و غيرهم في مجالات كثيرة، قد وقفوا ضد الظلم... و"بيكاسو" تمثل لوحة الغيرونيكا نموذجا للثورة ضد فرانكو...
تساؤلات حول :
ألا يستطيع الحب أن يعيد تشكيل أرض نخرتها الحروب... ؟
حروب الجوع والفقر
حروب التمييز العنصري
حروب الفيروسات
أخطرها فيروس العولمة في زمن الرأسمالية المتوحشة...؟
إنه الحب دالة الشعر
إنه الشعر دالة العالم
فألا يحملان نبوءة التغيير...؟
النص دعوة إلى استعادة الشعر لدوره الريادي في زمن الموت... ؟
هي ليست قراءة..
هي إنطباعات فورية أشارت الي حروف الخمر الشعري...
فشكرااا للشاعرة تورية لغريب..
على نص يدعونا إلى إعادة النظر نقديا في ما آل إليه وضعنا الإنساني، بغياب قيمة القيم وهي الحب...
صدقت حين أعلنت أن للحب نبوءة خاصة يترجمها الشعر...



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة فاطمة شاوتي لنص الشاعر المصري محمد عكاشة -قَالَ-
- قراءة فاطمة شاوتي في مقطع من نص الشاعرة السورية فيروز مخول - ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر المغربي مصطفى لفطيمي -نُبُوَّ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -بِاس ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -رِسَ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزّاني -تِل ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية ثورية الكور -أَحَدُ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية - فدوى الزياني -
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزاني -مَمْ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية نبيلة الوزّاني -جَا ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية مروى بديدة -يَارُوم ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر التونسي صابر محمد
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية سماح البوسفي -إِعْت ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر المصري -عصام نصر الله -
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المصرية أمينة عبدالله -أَكْر ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر المصري -رَجُلٌ أَرْبَعِينِي-
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي رجب الشيخ -أُنْثَى فِ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -كَانََ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -إِحْدَا ...
- قراءة. فاطمة شاوتي في نص الشاعرة السورية fawzia Ozdmir


المزيد.....




- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المغربية تورية لغريب -حَرْفٌ مَخْمُورٌ-