فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8080 - 2024 / 8 / 25 - 12:26
المحور:
الادب والفن
مقاربة قرائية لفاطمة شاوتي لشذرة شعرية للشاعرة السورية فيروز مخول
استوقفتني هذه الشذرة وأنا اتصفح منشورات صديقة، كانت نقطة ضوء في مسار إبداعي، فافتتحت صداقتي بهذه التحية...
الشذرة :
حينَ ينْتحرُ الْفرحُ
وهوَ طفْلٌ وليدٌ
ويببعُ قيْسُ
ثيابَ ليْلَى
تصْبحُ عبارةُ الْوداعِ
نشيدِي الْوطنِي ...
شذرة متأملة لعلاقة تقمص، بين القميص المباع والنشيد الوطني،
تقابل جمالي يصف وضعية مرعبة، بِحِرَفية تتقن فن الإبْدال المجازي
وهو مشهد تمثيلي :
موت الفرح
ولادته ميتا
قميص ليلى
بيع قيس للقميص
إنتقال وهو إنزياح ذوقي ماهر
النشيد الوطني
يتحول وداعا
القفلة :الوداع
جواب عن:
العتبة :الفرح مولود ميت
هنا بؤرة البراعة الشعرية..
ليس كل مهندس فنانا، وليس كل قارئ يحسن تأويل النص /الفخ،
نصك هذا الشذري اشتغل بثلاثة مفاتيح:
موت الفرح وهو بعد وليد،
بيع القميص،
ثنائية ليلى /قيس ليست عبثية الدلالة...
الوداع نهاية معلنة كرسالة صريحة لمصير ملتبس...
الموت/البيع/الوداع مقولات تحيل إلى سياق الضياع والمتاهة...
هناك من يقرأ فقط
هناك من لايقرأ النص، بل يمزقه وهو ماأفعله بأي نص تشدني إليه تيمته...
نصك الشذري هذا مكثف،
يكفي القبض على ثلاث مقولات، ينفتح على سياقات متعددة:
ولادة الموت: تحيلنا إلى تاريخنا المليء بالحزن والدم..
البيع: يحيلنا إلى إشكالية الحب ؛كحمل كاذب في العقلية الذكورية...
الوداع: هو مصير سياسي محكمون به كمنهزمين..
لهذا فالنص مكتظ بالدلالات ومركز
فكانت شذرتك صرختك صريحة ومؤثرة
كأنها بيان حقيقة...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟