مثنى إبراهيم الطالقاني
الحوار المتمدن-العدد: 8105 - 2024 / 9 / 19 - 04:50
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في تصعيد لافت في الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد محور المقاومة وأقدامها على هجوم تكنلوجي سيبراني غير مسبوق أستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت وعدة مناطق لبنانية أخرى.
الهجوم الذي أستخدم فيه تقنيات حديثة كالأجهزة اللاسلكية وأنظمة المتقدمة، في أختراق نظام "البيجر" المحمول كان واقعه صادماً على حزب الله والمدنيين اللبنانيين، مما يؤشر أن هذا التصعيد يثير تساؤلات حول التحولات الكبرى في أساليب الحرب، حيث يعتمد الكيان الصهيوني بشكل متزايد على التكنولوجيا لتعقب وتعطيل قدرات المقاومة اللبنانية.
تأتي هذه العملية ضمن سلسلة من الاستهدافات المعقدة التي تقوم بها إسرائيل، مستخدمة فيها أدوات الحرب السيبرانية والتجسس الإلكتروني.
على مدار السنوات الماضية، قامت إسرائيل في توظيف هذه التقنيات في عملياتها للوصول إلى أهداف داخل لبنان وأبرزها مؤخراً كان اغتيال القيادي في حزب الله، "فؤاد شكر".
هذه الأساليب تشير إلى تحول نوعي في تكتيكات الحرب ضد المقاومة بسبب خشية جيش الاحتلال الإسرائيلي من الدخول في حرب إستنزاف شاملة ضد الجنوب اللبناني بعد فشل الكيان من تحقيق أهدافه في غزة.
من جانب آخر ان الهجوم يوم أمس يطرح تساؤلات حول قدرة الأجهزة الأمنية اللبنانية وحزب الله على مواجهة هذه التهديدات الجديدة، في ظل تطور التكنولوجيا وتزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، لذا تجد المقاومة نفسها أمام تحديات غير تقليدية تتطلب تحديثاً مستمراً في استراتيجياتها الأمنية والتقنية، وأن تدرك أيضاً كيف ستتعامل المقاومة مع هذا النوع الجديد من الحرب، وما هي الحلول المطروحة لمجابهة التفوق التكنولوجي الإسرائيلي؟
حرب التفجيرات التي استهدفت الهواتف المحمولة التي شهدتها لبنان مؤخراً والتي تضع هذه الأحداث في سياق الحرب السيبرانية التي يقودها الكيان الصهيوني، هذه العمليات لم تستهدف فقط أفراد المقاومة، بل طالت 2500 شخصاً من المدنيين يعملون في مختلف القطاعات كانوا هدفاً لهذه الهجمات، مما يعكس حجم العدوان السيبراني وتداعياته الخطيرة على الأمن الوطني اللبناني.
لذا من المرجح أن تقوم المقاومة اللبنانية بدراسة جميع الخيارات المتاحة، سواء على المستوى السياسي أو العسكري، لمواجهة هذا الاختراق الكبير.
وكمراقبين تثار لدينا التساؤلات حول سلاسل التوريد التي قد تكون تورطت في تسريب التكنولوجيا أو تمكين هذه الهجمات. وكذلك حول كيفية تفخيخ الأجهزة وتفجيرها عن بُعد.
ونتصور ان المقاومة في حزب الله رغم التحديات الراهنة، يبقى المجال مفتوحاً أمامها لتحديد الردود، بما في ذلك الرد على خروقات إسرائيل المتكررة في استهداف مواقع المدنيين كمثال على عجزها في المناورة على حسم الحرب واقعياً.
فمنذ البداية، التزمت المقاومة اللبنانية بقواعد الاشتباك، إلا أن إسرائيل استمرت في خرق هذه القواعد باستهداف المدنيين والبنية التحتية اللبنانية.
ويعد التصعيد الحالي فرضاً على المقاومة تطوير استراتيجيات جديدة تواكب التغيرات في ساحة المعركة، وخاصةٍ مع الاعتماد المتزايد على الحروب السيبرانية.
#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟