تأسيس المجلس الوطني للإعلام والاتصال ضرورة تنظيمية

مثنى إبراهيم الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 8001 - 2024 / 6 / 7 - 06:00
المحور: المجتمع المدني
    

في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه الإعلام العراقي، تأتي فكرة تأسيس "المجلس الوطني للإعلام والاتصال" كحل جذري وضروري لتنظيم عمل الصحافة والإعلام في البلاد.
هذا المجلس الذي اقترحهُ للمعنيين يسعى إلى توحيد الجهود المبعثرة بين هيئة الإعلام والاتصالات وشبكة الإعلام العراقي واتحاد الإذاعات والتلفزيونات العراقية، مما يعزز من فعالية الأداء الإعلامي ويضمن استقلاليته.
توحيد الجهود وتنظيم العمل الإعلامي، بات ضرورة ملحة بعد تشتت المؤسسات الإعلامية المختلفة مما أدى ذلك إلى ازدواجية في العمل وفقدان التنسيق بين الجهات المعنية، وأهمية المجلس الوطني للإعلام والاتصال سيعمل كجهة واحدة موحدة تنظم وتدير الإعلام بمختلف أشكاله، مما يعزز من تنسيق الجهود ويمنع التداخل في الصلاحيات وهذا ما ترتب عليه بعد حل وزارة الإعلام في النظام السابق وولد هذه التخبطات لدى الجهات في وضع قوانين موحدة للعمل الإعلامي في العراق.

وفي ظل وجود جهة مستقلة تتولى تنظيم الإعلام، يمكن تعزيز حرية الصحافة وضمان عدم تدخل الجهات الحكومية أو السياسية في العمل الإعلامي، لذا سيعمل المجلس كحامٍ للصحفيين والإعلاميين، ويوفر لهم البيئة المناسبة للعمل بحرية ومسؤولية.
ومن خلال وضع ضوابط ومعايير واضحة لعمل الإعلام، يمكن للمجلس الوطني للإعلام والاتصال أن يكافح الفساد الإعلامي والممارسات غير الأخلاقي، وهذه المعايير ستضمن تقديم محتوى إعلامي مهني وموضوعي يخدم مصلحة المجتمع.
ومع التطور التكنولوجي السريع، سيكون للمجلس دور مهم في دعم وتطوير البنية التحتية للإعلام وتبني التقنيات الحديثة، مما سيساهم في تحسين جودة البث الإعلامي ويواكب التطورات العالمية في هذا المجال.
ويمكن للمجلس الوطني للإعلام والاتصال ان يُقدم حلولاً تخدم الهدف من تأسيسه ابتداءاً من الإطار القانوني الشامل من خلال عمل المجلس على صياغة وتطبيق قوانين ولوائح تنظم العمل الإعلامي بكل جوانبه، بدءاً من البث التلفزيوني والإذاعي وصولاً إلى الإعلام الرقمي والصحافة المكتوبة، هذه القوانين ستضمن حقوق الإعلاميين وتحميهم من التجاوزات.

كما سيقوم المجلس بإنشاء مراكز تدريب وتطوير مهني للإعلاميين، تهدف إلى رفع كفاءتهم وتحسين مهاراتهم، وهذا سيساعد في إنتاج محتوى إعلامي متميز وذو جودة عالية.
فضلاً عن أن المجلس سيتولى مسؤولية الرقابة على المحتوى الإعلامي لضمان التزامه بالمعايير المهنية والأخلاقية، مع التركيز أن هذا النظام الرقابي سيكون مستقلاً وشفافاً لتعزيز ثقة الجمهور في الإعلام.
وفي الجانب الآخر لابد من توفير بيئة قانونية وتنظيمية مستقرة، سيشجع المجلس الاستثمارات المحلية والدولية في قطاع الإعلام، مما سيسهم في تحسين البنية التحتية وتطوير صناعة الإعلام في العراق.
وهذه الرؤية ستدعم المجلس المقترح على تعزيز التعاون مع الجهات الإعلامية الدولية وتبادل الخبرات والتجارب والعمل على تطوير الإعلام العراقي ويجعله قادراً على المنافسة عالمياً.

وفي الخلاصة إن تأسيس "المجلس الوطني للإعلام والاتصال" في العراق يمثل خطوة استراتيجية نحو تنظيم العمل الإعلامي وتعزيز الحرية الإعلامية، من خلال توحيد الجهود وتطبيق معايير واضحة تسهم في تحسين جودة الإعلام ويضمن تقديم محتوى مهني وموضوعي يخدم مصلحة المجتمع ويعزز من قيم الديمقراطية والشفافية في ظل التحديات الراهنة، فإن هذا المجلس يمثل الأمل في تحقيق إعلام حر ومسؤول في العراق.

#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات