معسكر الهول.. ورقة أبتزاز أمريكي للضغط على العراق

مثنى إبراهيم الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 8011 - 2024 / 6 / 17 - 18:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في تطور مثير للجدل، أظهرت المرشحة لمنصب سفيرة الولايات المتحدة في العراق عبر وسائل الإعلام توجهات مقلقة عبر تلويحها باستخدام معسكر الهول كوسيلة للضغط على الحكومة العراقية.
يُعد معسكر الهول، الذي يضم الآلاف من أسر مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، مصدراً مستمراً للتوتر في المنطقة، مما يُشكل تحدياً أمنياً كبيراً للعراق والدول المجاورة.

استراتيجيات قديمة تتجدد

تأتي هذه الخطوة ضمن السياسة الأمريكية للتعامل مع الملفات الشائكة في الشرق الأوسط، وتعكس استراتيجية تعتمد على استخدام أوراق الضغط لتحقيق أهداف سياسية.
ورغم أن هذه الاستراتيجية أثبتت عدم فعاليتها مع العراقيين، الذين أظهروا مراراً وتكراراً صموداً أمام محاولات الابتزاز والضغط الخارجي، إلا أنها لا تزال تُستخدم.

ردود الفعل العراقية

تصريحات بعض المسؤولين الأمريكيين حول إمكانية استخدام اللاجئين والأسر في معسكر الهول كورقة ضغط أثارت استياءٍ واسعاً في الأوساط العراقية، حيث تُعتبر هذه التكتيكات التي تعتزم الادارة الامريكية تبنيها بحجج انسانية ، تتنافى مع القيم الدولية والأمن القومي. العراقيون، الذين عانوا لسنوات من الإرهاب والتدخلات الخارجية، يعون أبعاد هذه التحركات السياسية ويدركون أن هذه السيناريوهات لن تحقق النجاح المنشود.

موقف الحكومة العراقية

من المتوقع أن تحافظ الحكومة العراقية ومختلف القوى الوطنية على موقفها الرافض لمثل هذه التدخلات، وستواصل العمل على تعزيز سيادتها وحماية مصالحها الوطنية، ومن الضروري أن تتبنى الولايات المتحدة نهجاً قائماً على الاحترام المتبادل والسياسة البناءة، إذا ما أرادت تعزيز العلاقات الثنائية وتحقيق الاستقرار في العراق والمنطقة.

التاريخ يعيد نفسه

بعد متابعة التقارير الصحفية عن الإيجاز الذي قدمته السفيرة الأمريكية الجديدة أمام الكونغرس، يتضح أن الإدارات الأمريكية ومراكز أبحاثها لا تزال تتبع منهجاً خاطئاً في التعامل مع العراق خصوصاً بفرض الارادات على حماية مصالح أمريكا وأمن أسرائيل بإصرار والتلويح على تحويل العراق إلى منطقة تصفية حسابات.

التحديات القادمة

السفيرة الأمريكية الجديدة تواجه معضلة محاولة معالجة أوضاع خلقها الاحتلال، وسط اتهامات بأن واشنطن وبعض دول جوار العراق تتآمران لتحويل العراق إلى حلبة صراع مذهبي وطائفي. وفي ظل هذه الظروف، يبقى السؤال حول من سيقفز أولاً من سفينة شراء الذمم السارية نحو السفينة الأمريكية، فيما تتزايد التوترات والتهديدات.

الحاجة إلى تغيير النهج

بناءٍ على هذه المعطيات، يتضح أن التلويح باستخدام معسكر الهول كورقة ضغط لن يحقق أي نتائج إيجابية، بل قد يزيد التوترات.
يجب على الولايات المتحدة مراجعة سياستها والتخلي عن الأساليب القديمة والفاشلة، والعمل على بناء علاقات تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لكسب ثقة حكومة العراق لضمان مستقبل أفضل وأكثر استقراراً للجميع.

#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل