مثنى إبراهيم الطالقاني
الحوار المتمدن-العدد: 8028 - 2024 / 7 / 4 - 04:47
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد قطيعة سياسية دامت لسنوات، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني يقوم بزيارة مهمة إلى بغداد، وهي خطوة تعتبر تاريخية وذات دلالات كبيرة على صعيد العلاقات بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كردستان.
بدأت القطيعة بين بغداد وأربيل في أعقاب استفتاء الاستقلال الذي أجراه إقليم كردستان في العام 2017، والذي أثار غضب الحكومة الاتحادية والمجتمع الدولي.
ردت بغداد بفرض عقوبات اقتصادية وعسكرية، بما في ذلك السيطرة على المناطق المتنازع عليها مثل كركوك.
هذه الإجراءات أدت إلى تفاقم التوترات السياسية والاقتصادية بين الجانبين.
وتأتي زيارة بارزاني في وقت حساس تشهده المنطقة، حيث تسعى الأطراف المختلفة إلى إعادة بناء جسور التواصل والتعاون، وحملت زيارة بارزاني عدة رسائل لها أهداف ودلالات أهمها طوي صفحة الماضي حيث أظهرت الزيارة رغبة الجانبين في تجاوز الخلافات السابقة وفتح صفحة جديدة من التعاون والتفاهم.
كذلك تأتي هذه الزيارة في ظل جهود مشتركة لتعزيز الاستقرار في العراق، خاصة في المناطق المتنازع عليها لحين ايجاد حلول ترضي الطرفان.
كما للجانب الأقتصادي محوراً للنقاش بين الطرفان حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي، بما في ذلك إعادة تشغيل المنافذ الحدودية وتطوير البنية التحتية المشتركة.
وبالرغم من الأجواء الإيجابية التي رافقت زيارة برزاني ولقائه بعدة شخصيات سياسية، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه الطرفين، ولعل ابرزها قضية كركوك والمناطق الأخرى التي بقيت نقطة خلاف رئيسية تحتاج إلى حلول دائمة ومستدامة.
ومن التحديات الشائكة ايضاً يعد توزيع العائدات النفطية من أكبر المسائل العالقة بين بغداد وأربيل.
وهذا الأمر يحتاج العلاقة بين الطرفين إلى بناء جسور من الثقة من خلال خطوات ملموسة تعزز التعاون والشراكة.
لذا، تشكل زيارة مسعود بارزاني إلى بغداد التي تعد من الخطوات المهمة نحو إعادة بناء العلاقات بين الحكومة الاتحادية وحكومة إقليم كردستان. ورغم التحديات الكبيرة، فإن الإرادة السياسية والتعاون المشترك يمكن أن يسهما في تحقيق تقدم ملموس يخدم مصلحة جميع الأطراف، ويسهم في تعزيز الاستقرار والتنمية في العراق ككل.
#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟