محمد البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 8096 - 2024 / 9 / 10 - 12:34
المحور:
المجتمع المدني
الدخول إلى شتنبر
مع كل شتنبر يشتد الحنين للماضي ،وهكذا عوض أن ننطلق للمستقبل، نحن للوراء فهناك من يتذكر أحداث نيويورك وأحداثا أخرى وقعت في مطلع هذا الشهر ،لكن هناك من يتذكر الزلزال وهناك ....
ترى، لماذا نرجع للوراء؟ هل حنين مع الماضي أم عجز عن الاندماج في حاضر رهيب ام فراغ في فراغ ؟
أما المؤثرون الذين يحاولون التملي بالواقعية فينزلون بثقلهم ليحللوا ويتحدثوا عن الدخول يمختلف أنواعه...
الدخول، لماذا؟ ومتى كان الخروج رغم أن الزمن مستقيم يستحيل تحديد بدايته أو نهايته .
وهكذا ففي الوقت الذي يستعد كل فريق لتموقعه داخل مختلف أباوب الدخول، يأتي دخول من نوع آخر لم يهتف على بال أحد، إنه الدخول المائي نسبة إلى كمية الأمطار التي تساقطت في نفس يوم الاحتفال بالذكرى الأولى لزلزال الحوز وهو 8 شتنبر .
لقد هطلت أمطار حولت كل الكاميرات من ملفات إلى ملفات أخرى
تسارعت الصور للظهور والفيديوات للتداول لتكشف زلزالا من نوع آخر ذهب ضحيته أبرياء وممتلكات وحولت مدن إلى بحيرات وجرفت قصورا مازالت تسمع بالتنمية وأصبح سقوط المطر حدثا في حد ذاته عوضا أن يكون عابرا .
فرغم كل النشرات الانذارية لم يكن هناك أي تدخل استباقي إلا البروتوكول بعد الذي وقع من زيارات لمسؤولين هنا وهناك ...وهكذا بعد يوم من المطر وليلة اكتشفنا أن مواطنين فقدوا وآخرون قتلوا أما ضبط عدد الخسائر فالأمر سيستغرق زمنا غير يسير .
هكذا أعيد طرح نقاشات الفوارق المجالية الفادحة في المجال التنموي ،وهل قدر الجنوب الشرقي أن لا يأخذ حقوقه كاملة بغض النظر عن أي نظرة مساعدات أو شفقة أو التفات مرحلية .
لقد كشفت الامطار الأخيرة الاختلالات الخطيرة تنمويا ، وأوصل مناطق لواجهة الاحداث تماما كالحوز، فأصبح الاعلام يتحدث عنها لكن دون زيارة، فالنخب الغارقة في البروتوكول الفارغ عاجزة عن التنقل بعيدا عن المركز بشكل مريع وهكذا الزمن الهارب .
لكن يبقى من أهم خلاصات الأحداث أنها أوقفت سيلا من الكلام حول ما تحقق في الزلزال والكل يعلم أنه بعد سنة مازال البعض يعيش في الخيام والآخر اعتقل بسبب احتجاجه وفضحه للاختلالات الحاصلة .
ومن أهم الخلاصات كذلك غياب مخطط جهوي أو إقليمي لتدبير المخاطر بمختلف أنواعها ،فمع كل فاجعة يطرح الحديث حول أهمية وجود تصور واقعي لتدبير المخاطر، لكن يمر زمن قصير حتى يصبح الأمر حلما مدون في ورق كتوصيات مستقبلية فقط .
تاه الجميع، فهل يتحدث عن زلزال الحوز الماضي أم عن فيضان طاطا الحالي؟ لكن البعض وجد ضالته في تجاهل الامر والمرور عليه مرور الكرام ليواصل الحديث عن الدخول المدرسي ويستعد للدخول السياسي مع انتخابات دائرة المحيط الذي تجرى هذا الأسبوع
#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟