محمد البوزيدي
الحوار المتمدن-العدد: 6570 - 2020 / 5 / 21 - 00:54
المحور:
ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
ألفنا منذ زمان الاحتفال بالعيد في سرور وحبور،وزيارات ولقاءات،وابتسامات توزع هنا وهناك .
لكننا الآن ومع الصيام الاستثنائي وأداء صلاة التراويح محتجزين بالمنازل، فكيف سنحتفل بالعيد؟
فها هو قد أقبل يجري فرحا باللقاء ،لكن أي لقاء؟؟
عيد بدون إيقاعاته المعهودة من تسوق مبالغ فيه ،وشراء الحاجيات،وطبخ الأطعمة وإعداد الحلويات من أشكال متنوعة ،والاستعدادات المختلفة المعروفة عنه.
عيد لا كسابق الأعياد ،بلا طعم خاص ،بلا زيارات،بلا استعدادات ،بلا طقوس خاصة من استحمام ولبس الجديد والخروج والالتقاء مع الأحباب وزيارات مختلفة هنا وهناك.
أقبل العيد وفي نفوسنا حزن كبير جراء الممنوعات التي أصبحت واقعا لا نقاش فيه .قلقنا بداية، لكن القلق والضجر اللحظي أصبح عاديا مع الزمن المريب.
ومع قانون التباعد الاجتماعي الذي يفرض نفسه ، يطرح الجميع سؤال كيف سيكون الاحتفال بالعيد ؟ وهل سيتم عن بعد كما ألفنا في العديد من الأشياء الحياتية المرتبطة بنا في الفترات الماضية .
البعد ينهك جوارحنا ويحطم معنوياتنا، يواصل خرق جوانحنا المخترقة أصلا بعوامل شتى منذ أيام بعيدة
هكذا إذن سنحتفل، وهل يمكن أن نسمي هذا احتفالا ،أن أننا نعوض الواقعي بالرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي ارتفع إيقاعها وتطورت حرارتها بشكل كبير جدااا ،حيث تواصل شركات الاتصالات المختلفة حصد الأرباح من الجائحة على ظهور الجميع.
ترى، هل ستساهم كورونا في الانكفاء على الذات ،والتأقلم مع البعيد والقريب على حد سواء،سواء في الشق القصدي أو الغير قصدي .
وهكذا فبعد رفع الحجر الذي طال انتظاره، ومن فرط العادات التي تم اكتسابها سيعجز العديدون عن الخروج، وسيعجزون عن التأقلم مع الوضع الجديد بالمحافظة على وضع سابق وهو فقدان الحميمية في العلاقات الاجتماعية .فهل كسرت الكورونا الاجتماعي .
هكذا ستتكرس وضعيات جديدة مع العيد لم نعهدها من قبل ،وستظهر أشكال جديدة من الحياة .وسنواصل الزمن بإيقاعات متفاوتة تفرض عليها التكيف مع كل لحظاتها سرا أو علانية.
#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟