أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - رهينة الماضي














المزيد.....

رهينة الماضي


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6486 - 2020 / 2 / 8 - 18:31
المحور: الادب والفن
    


في لحظة ما قد نتأمل بفرح طفولي صورة قديمة ترجع لنا ،وقد نتذكر موقفا أو أحداث وقعت قبل سنوات عديدة
وبين الحين والآخر نتحدث ببطولة عن ماوقع قبل سنين بل ونتحسر على ضياع أيام مضت
فلماذا نسترجع ما سبق ونتمنى تكراره ولماذا نصر على الرجوع للماضي عوضا عن تأمل الحاضر واستشراف المستقبل
1
عبدة الماضي
إن الرجوع لأيام مضت تحيل ضمنيا على تقدم في السن ،ينها يسترجع المعني لحظات تحيل على أحداث معينة ،يتذكرها سريعا لأنها نقشت في ذهنه بقوة أكبر ويحيل معها على شخصيات ومواقع ولقطات مرت قبل سنين عديدة تكون عرش سنوات على الأقل
إن فهم هذا السلوك يجد خلفيته فينا كعرب نعبد الماضي ونعتبره جزءا مشكلا لشخصيتنا الحاضرة فهل نستمد لحظة الراهن بلحظات الماضي ؟
إن الاسترجاع كسلوك عفوي يحيل على تحقق للذات فيما مضى ويمكن فهمه باعتبار المهني كان مؤثرا في الأحداث واحد "أبطالها" ناهيك عن ارتفاع إيقاع حياته آنذاك مقارنة بالحاضر إلي أصبح لا محل له من الإعراب كليا أو نسبيا
2
ملل من الحاضر
إن عملية الاستغراق في الماضي تجد خلفيتها كذلك من يأس من إثبات الذات في الحاضر والاندماج في سياقاته وسوقه اليومي الذي لا يتوقف مع التطورات اللاحقة وتسارع أنظمته الخاصة .
فهل برمج العقل على لحظات سبقت وعجز عن البرمجة الحالية
إن فارق السن الذي قد يحيل على تقدم في العمر يجعل من الشخص غير قادر على مسايرة اللحظات الحالية ولذلك وخوفا من سرقة التاريخ الحالي يجد المعني نفسه مضطرا للتوقف لحظات عدة لاسترداك حياته الحالية بما سبقها
إن مما يؤكد هذا الطرح أن المعني بالأمر يصر على ذكر ذلك أمام الملا والبرهنة على ماسبق بصورة أو شهادة أو شاهد للحظات مرت حينها يرتفع ايقاع التذكر أكثر حين يجد من يؤيده في تلك الفكرة من الذين عاشوا في أحداث قد يعتبرها "تاريخية "دون غيرها .
3
تخوف من المستقبل
في ظل الهروب المتعمد من الحاضر احتماء بالماضي يصبح المستقبل غامضا لدى المعني بالأمر، بل ويحيل على تخوف غريب من القادم من الأيام انطلاقا من ذلك التشخيص الذي انطلق منه والذي يختصر على تجاهل الحاضر واستحضار الماضي.
إن تشكل العقليات المختلفة في ظل ماسبق ينتح عنه صراع داخلي للشخص مابين الأزمنة الثلاث ،والنظر إليها مما يولد قناعة راسخة انه فترات ما مرت وأن الغد اضعف حلقاتها والحاضر أعقدها .
إن تجاوز هذا الرهاب الفريد من نوعه يستدعي بالضرورة التأكيد على أن كل زمن له وضعياته الخاصة وطبيعته التي تختلف عن سابقيه ،وأن الزمن يتطور ولا يتوقف عند نقطة معينة ، أو لحظات تشكل مفصليا وأن الرجوع للماضي يمكن تفسيره بإقرار للهزيمة في مواجهة الحاضر والمستقبل خاصة إذا اقترن بعدم استيعاب التطورات الراهنة للحياة ومستجداتها الخاصة



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهذا المساء
- قراءة في كتاب -ثورة في غمرة الإصلاح- للدكتور أحمد حرزني
- إلى ندى في عيد ميلادها الأول
- فوق ضفاف كتاب :الشعر الحساني ..الأساليب والأغراض
- قراءة في كتاب -الأدب الحساني والكلام المهذب بالمعاني- لمحمد ...
- قراءة في كتاب -الشفهي والبصري في الموروث الأدبي والجمالي الح ...
- وعي مزيف
- قراءة في كتاب :موسم طانطان رائعة التراث الشفهي اللامادي للبش ...
- الفن الفلسطيني ..راهنا؟؟؟
- هواجس في عيد العمال
- لجنة الافتحاص
- حرف السين
- صدور الجزء الأول من موسوعة الصحراء
- على ضوء الشموع
- أضغاث أحلام نائب
- آلام سنة مضت
- من النائب ؟؟ أنا النائب..
- من دورس *الربيع* العربي
- من وحي الاحلام
- الثقافة والفنادق :أية علاقة ؟؟؟


المزيد.....




- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية
- السعودية.. مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم مايكل كين وج ...
- المخرج الأمريكي شون بيكر: السعودية ستكون -الأسرع نموًا في شب ...
- فيلم -الست-: تصريحات أحمد مراد تثير جدلا وآراء متباينة حول ا ...
- مناقشة رواية للقطط نصيب معلوم
- أبرز إطلالات مشاهير الموضة والسينما في حفل مهرجان البحر الأح ...
- رغم حكم بالسجن بتهمة -القيام بأنشطة دعائية-... المخرج الإيرا ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - رهينة الماضي