أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - حرف السين














المزيد.....

حرف السين


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5494 - 2017 / 4 / 17 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


حرف السين
محمد البوزيدي
في لمحة من ازدحام الحياة المريب، توقف سعيد لحظة ليحاول استرجاع واستيعاب أكسير الزمان الغريب الذي يتحرك بقوة دون توقف، والذي تتوقف أشغاله على تسويفات غير مفهومة لأصحابها .
ورغم مواظبته على الالتزام بكل ما طلب منه في التعامل اليومي ، فالتماطل واختلاق الأعذار والمبررات أصبح نكهة يومية مملة يتلقاها مع كل اتصال هاتفي جديد .
فقبل شهر، اتفق مع كهربائي على إصلاحات بالطابق العلوي لمنزله ، رافقه إلى التاجر الممون وطلب منه تزويده بكل الحاجيات وأعطى له تسبيقا من النقود، ومنذ ذاك العهد ومع كل اتصال هاتفي يهيء مبررا لتأخره باشتغاله في منزله وبإكراهات صحية وهمية.... وبأنه سيبدأ الأشغال هذا الأسبوع وذاك اليوم ....
وقبل أسبوعين وعده أحد أصدقائه بإعداد ملصق دعائي لنشاط جمعوي هام ، قدم له التصميم والمضمون، وأبلغه أن النشاط متوقف على الملصق، وأن هناك التزامات أخلاقية تجاه مؤسسات معينة تفترض أن يكون العمل جاهزا، وكما لم يتوقع مر أسبوع ولا التزام بمواعيد تتجدد مع كل اتصال هاتفي.. كانت الإحراجات بليغة مع المؤسسات الشريكة ،وفي أحد المساءات الممطرة وبينما هو يفكر في تأجيل النشاط أصلا ،مر أمام أحد المحلات التجارية المختصة بالماركوتينغ ،ولجها كأنه يكتشفها لأول مرة وطلب البضاعة ، وكانت مفاجأة له أن السكرتيرة تطلب منه العودة بعد 30 دقيقة، حيث وجد ما طلبه جاهزا ..أدى الثمن وغادر المكان بفرح طفولي وكانت مصداقيته ستفقد لو لم يعلق الملصق في الغد لينفذ النشاط بعد الغد .
ومر أسبوع وبعث له صاحبه رسالة نصية تجدد الاعتذار وتعد بإتمام العمل بعد يومين، لم يرد مطلقا... كان الدرس بليغا واللبيب بالإشارة يفهم.
وقبل يوم واحد وصله خبر وفاة والد أحد أصدقائه طلب من جار له تزويده برقم الصديق للتعزية انتظر دون جدوى ونسي الموضوع .
كل هذا وغيض من فيض جعله يدق جدران الذاكرة بقوة ويقسم على عدم تصديق اي وعد كيفما كان إلا حين يراه ناجزا
حين حكى الأمر لأحد الشيوخ المتقدمين في السن التقاه صدفة في مقهى ،كان رد العجوز بليغا : ومالعيب في ذلك؟ ألا ترى أن كل ما يمر أمامك كلام في كلام دون أفعال ،وعدت الدول العربية الفلسطينيين في زمان ما وبقوا ينتظرون في الشتات سنوات عديدة ، ونعد أبنائنا وبناتنا ولا نفي بوعودنا ،وتعد الدولة مواطنيها وتوقع محاضر تبقى حبرا على ورق ،وتعد الإدارة المرتفقين ويتوجهون بعد ذلك إلى القضاء الاداري لرفع الدعاوي عليها، فكيف تنتظر ممن رضع حليب التسويف في الحياة العامة أن يلتزم بشيء ما ولو كان بأجرة ، ألا تدري يابني أن الناس قد حفظ جيدا حروفها السين وسوف وس....
ابتسم سعيد برقة لدقة تشخيص العجوز ... وقال :صدقت صدقت..



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صدور الجزء الأول من موسوعة الصحراء
- على ضوء الشموع
- أضغاث أحلام نائب
- آلام سنة مضت
- من النائب ؟؟ أنا النائب..
- من دورس *الربيع* العربي
- من وحي الاحلام
- الثقافة والفنادق :أية علاقة ؟؟؟
- نصف يوم في القيروان
- بهاء الحزن
- حين ينهمر المطر
- قراءة في كتاب :بركة الأولياء بحث في المقدس الضرائحي للدكتور ...
- قراءة في كتاب *أضواء على الثقافة العربية في إفريقيا في العصر ...
- قراءة في كتاب *ثقافة الصحراء للدكتورعباس الجراري*
- قراءة في كتاب ثقافة الصحراء : مدارات الهوية والمعنى
- ورحل الفارس المغوار أحمد فؤاد نجم
- هنا عين ذئاب البيضاء
- حكايات من واقع مدهش كلب في المطار
- قراءة في كتاب *قبيلة آيت لحسن القبيلة –التاريخ-المواقف* للدك ...
- قراءة في ديوان* نخيل بابل* للشاعر اسماعيل هموني


المزيد.....




- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن
- مهرجان مراكش: الممثلة جودي فوستر تعتبر السينما العربية غائبة ...
- مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة يصدر دليل المخرجات السينمائي ...
- مهرجان فجر السينمائي:لقاءالإبداع العالمي على أرض إيران


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - حرف السين