أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - حكايات من واقع مدهش كلب في المطار














المزيد.....

حكايات من واقع مدهش كلب في المطار


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4063 - 2013 / 4 / 15 - 23:23
المحور: الادب والفن
    



بثقة في النفس سألت المسافرة عن مصاريف كلبها الذي سيرافقها في الطائرة ،توقفت الموظفة مشدوهة قبل أن تتبين حقيقة الأمر: كلب صغير بشعر ناعم يسافر مع سيدته في طائرة البوينغ المتجهة من البيضاء إلى أكادير،قام الزوج بإتمام كل الإجراءات الخاصة بهم قبل أن يمر إلى مرحلة وضع القفص أمام الميزان حيث أن الكلب يزن مع قفصه 11 كلغ ،كان المسافرون مشدوهين من مكر الزمن الذي جعلهم ينتظرون حتى تكتمل الإجراءات الخاصة بالكلب الهادئ الذي يحرك ذيله بفرح طفولي كإثبات للذات وبأنه موجود عن سبق إصرار وترصد ،إنه يتميز بأخلاق عالية فلا ينبح على خلاف إخوانه وأبناء عمومته الذين يتوزعون بين مختلف الأحياء الشعبية ويصيبون الناس بداء السعار ، كان العابرون من هنا يلتقطون صورا تذكارية للكلب الذي صعد فجأة إلى منضدة الموظفة كتذكار وإشهاد للجميع على ضمان المغرب واحترامه لحقوق الكلاب المتعارف عليها هنا في المطار على الأقل وأهمها حق الأسبقية والكرامة حيث لم يتجرأ أحد على نهره أو إزعاجه حتى ولو اقترب وشرع يشم بأنفه النقي أمتعة ولباس المنتظرين لدورهم في إجراءات السفر .
ولأننا في دولة الحق والقانون والشفافية وبدون محسوبية طالبت المستخدمة المسكينة التي تجد نفسها لأول مرة في هذا الموقف الغريب صاحبة الكلب بأداء المصاريف الخاصة به والتي حددت في 550 درهما ،فجأة وفي غمرة الازدحام الذي بدأ يعم المكان توقف كل شيء للبحث عن مطبوع خاص بالكلب، وحين تم العثور عليه بتظافر جهود كافة الخبراء الذين استنجدت بهم المستخدمة ، تعطل البرنامج الخاص الذي سيسجله في الحاسوب، لذلك لا حل لسيدته إلا بالذهاب إلى جناح آخر من المطار لاستكمال الإجراءات ،حاولت أن تحتج على عدم جاهزية كل شيء لأن ليس لديها وقت لتضيعه للذهاب إلى أمكنة أخرى ،فكرت في تذكيرهم بالشباك الوحيد المعمول به في إدارات أخرى ،لكنها خشيت من تهمة الاحتجاج خاصة أنها لا تحفظ عبارات ومصطلحات حركة 20فبراير جيدا، وحين كانت تفكر كما فكر لينين مالعمل ؟ طلب منها الموظفون أن تضع الكلب في القفص ليحمل مع باقي الأمتعة طلبت منهم التأجيل، فمازال الزمن بعيدا لإقلاع الطائرة لذلك يجب أن لا يسجن منذ الآن....حيث فضلت السيدة المخملية أن يرافقها في جولتها بالمطار واحتساء قهوة المساء و تناول سندويش خفيف لأن الأطعمة التي توزع في الطائرة قد لا تلائمه صحيا،ولتحافظ أكبر وقت على حريته قبل دخول السجن المؤقت.
قبل العبور إلى مرحلة ركوب الطائرة أحس الكلب بالغربة والوحشة وكاد يذرف دموعا حارة إذ لم يأتي أي كلب لتوديعه كما يفعل الناس مع بعضهم..لكن وجد راحته مؤقتا في توديع أهل عائلة السيدة المخملية له، فهو منهم وإليهم....ونحن على ذلك من الشاهدين.
البيضاء 5 ابريل 2013



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب *قبيلة آيت لحسن القبيلة –التاريخ-المواقف* للدك ...
- قراءة في ديوان* نخيل بابل* للشاعر اسماعيل هموني
- دروس مصر
- حياة قاتمة
- رحيل
- الهدر المدرسي بالمجال القروي
- الرشوة والزيت
- المدرسة والكآبة
- سراب
- رفات الزمن الضائع
- البيئة داخل المؤسسة وخارجها
- أرضية الملتقى الوطني السادس للقصة بمراكش المغرب
- رسالة سلام
- قراءة في كتاب تحولات المغرب القروي: أسئلة التنمية المؤجلة
- المدرسة المغربية وسياسة التقارير
- إلى أمين قبل عيد ميلاده الأول
- الربيع الثالث
- نداء غزة
- البوح بالأسرار في رواية أخاديد الأسوار للروائية المغربية الز ...
- أحزان طفل


المزيد.....




- انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2025
- لا أسكن هذا العالم
- مزكين حسكو: القصيدة في دورتها الأبدية!
- بيان إطلاق مجلة سورياز الأدبية الثقافية
- سميّة الألفي في أحدث ظهور لها من موقع تصوير فيلم -سفاح التجم ...
- عبد الله ولد محمدي يوقّع بأصيلة كتابه الجديد -رحلة الحج على ...
- الممثل التونسي محمد مراد يوثق عبر إنستغرام لحظة اختطافه على ...
- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - حكايات من واقع مدهش كلب في المطار