أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - أحزان طفل














المزيد.....

أحزان طفل


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2520 - 2009 / 1 / 8 - 04:25
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة
إهداء : الى الشهيد محمد الدرة
مع بزوغ الصباح استيقظ الطفل ليذهب إلى المدرسة كالمعتاد، تناول فطوره بكل راحة وتؤدة، وحيت كان يهب بمغادرة المنزل كان يشاهد التلفاز فإذا به ينتبه إلى خبر عاجل *نسبة كبيرة من شهداء غزة أطفال*، تسمر في مكانه، بدت الدموع في عينيه وهي تحاول الانسكاب ،وسأل أباه :أبي كيف تحلو لي الحياة وإخواني الأطفال بغزة يقتلون ؟؟؟
بقي الأب فاغرا فاه قبل أن يواصل الطفل أسئلته البريئة:
لماذا يقتلون الأطفال ياأبي؟؟ ماذنبهم؟؟ هل هم كذلك يحملون سلاحا ..فقد شاهدتهم يدافعون عن حياتهم أمام الدبابة الضخمة بالحجارة ؟
حاول الأب أن يؤجل النقاش حتى الرجوع من المدرسة التي اقترب وقتها، لكن الابن صاح فزعا: وهل سيصلني الموت ذات يوم إذا وصلت اسرائيل إلى هنا.. أبي احمني .....
ارتمى الطفل في حضن أمه خائفا مرعوبا من جراء الحلم الذي تكلم عنه ومن مناظر الدم التي تواصل بثها القنوات الفضائية عبر المباشر، لم يقدر على الكلام ولا على التعبير وبدأ يبكي بحرقة....حتى تأثرت أمه من ذلك.
حاولت أمه أن تطمئنه أنه في مأمن وبعيد عن ساحة القتال وتأمره بالذهاب إلى المدرسة ، لكن أسئلته مازالت تنهار عليها:نعم قد أذهب للمدرسة لكن متى ستتوقف الحرب على أطفال غزة ،وعلى أبناء فلسطين ؟؟وهل سيبقى الموت طيعا في يد الجنود الإسرائيليين ...؟؟
احمر الأب خجلا من عجزه عن الجواب عن أسئلة أكبر من سن صاحبها، أما الأم فقد بدأت دمعة حارقة تنهار أمام عينيها وولدها يلاحظ ذلك بذهول.
- لماذا تبكي يا أمي ؟ هل تذكرت النساء اللواتي قتلن البارحة وعلى أطفالهن اليتامى أمي هل يمكن أن يأتوا عندنا إلى المنزل فهم إخوة لنا ...والمنزل سيحيى بهم ..
صاح الأب لإغلاق الملف ليتمكن من إيصال ابنه إلى المدرسة لأن توقيت عمله يقترب رويدا رويدا : نعم إن شاء الهى يابني حين تتوقف الحرب سنوجه الدعوة لأحد منهم فقد أمه للعيش معنا .
واصل الابن وهو مازال في حضن أمه:
- ومتى تتوقف الحرب؟؟ ومن يوقف العدوان ؟؟
- أبي وهل سيسمحون لهم بالوصول إلى منزلنا ؟ إننا أسمع يوميا عن شيء اسمه الحصار والظلام ...
صمت الأب ذهولا قبل أن يعود الابن إلى السؤال: أبي عهدتك ترد على أسئلتي بشجاعة وليس بالإهمال..... أنتظر جوابك الجميل يا ابي
حاول الأب الجواب، لكنه أصبح عاجزا عن مداراة أسئلة ابنه المتواصلة، لذلك فضل الذهاب إلى عمله لأن الوقت لم يعد متسعا للنقاش، و ترك الأم لتوصل ابنه إلى المدرسة...
حين وصل إلى عمله تأمل جيدا إحساس ابنه الخاص،انهارت دموع قلبه بحرارة غضبا على زمن أصبح فيه عاجزا عن الجواب عن أسئلة ابنه، وعن فعل أي شيء لإرضاء ابنه وضميره .....
حين اتصل بالمنزل ليطمئن على ذهاب ابنه إلى المدرسة
أجابته الأم :لقد رفض الذهاب إلى المدرسة اليوم تضامنا مع أطفال غزة
- وماذا يفعل ؟
- لقد قضى زمنا لرسم علم فلسطين بألوانه الزاهية ،ولتهييء مكان في المنزل ليقيم فيه الطفل الفلسطيني اليتيم الذي سيحضر للعيش مع العائلة إلى أن يكبر ليعود إلى بلده الحبيب فلسطين .....



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة الى حاكم عربي
- غزة العزة
- الراعي
- غزة
- حوار مع الكاتب جمال الموساوي عضو المكتب المركزي لإتحاد كتاب ...
- سلاما أيها البحر
- قلب جريح
- الدخول المدرسي بالمغرب
- لوحات
- حوار مع القاص المغربي محمد البوزيدي: التلوث الأدبي سمة النقد ...
- ساحة سيرست
- أرضي
- الدموع المتجمدة
- ممنوع من الكتابة
- تراجيديا الواقع في *ورثة الانتظار * لعبد النور إدريس
- العنف ضد المرأة أشكال وأنواع
- عتبات الطريق 4+كشف الدجال المسمى الحاج دحال
- قراءة في ديوان حتى يهدأ الغبار للشاعر المغربي يونس بن ماجن
- 3+الأزبال
- إصدار جديد للناقد المغربي حسن المودن


المزيد.....




- يجمع بين الأصالة والحداثة.. متحف الإرميتاج و-VK- يطلقان مشرو ...
- الدويري: هذه أدلة صدق الرواية الإيرانية بشأن قصف مستشفى سورو ...
- برقم الجلوس.. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 لجميع التخصصات عبر ...
- دورة استثنائية لمشروع سينما الشارع لأطفال غزة
- تصاعد الإسلاموفوبيا في أوروبا: معركة ضد مشروع استعماري متجدد ...
- انطلاق أولى جلسات صالون الجامعة العربية الثقافي حول دور السي ...
- محمد حليقاوي: الاستشراق الغربي والصهيوني اندمجا لإلغاء الهوي ...
- بعد 35 عاما من أول ترشّح.. توم كروز يُمنح جائزة الأوسكار أخي ...
- موقع إيطالي: هذه المؤسسة الفكرية الأميركية تضغط على إدارة تر ...
- وفاة الفنانة الروسية ناتاليا تينياكوفا نجمة فيلم -الحب والحم ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - أحزان طفل