أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - نصف يوم في القيروان















المزيد.....

نصف يوم في القيروان


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 15:16
المحور: الادب والفن
    


زيارة للقيروان
حين وصلت للمدينة كنت أنتقم لذاتي وأحقق حلما طالما راودني وأنا طفل صغير حين كان معلمونا يحدثونا عن عقبة بن نافع ومدينته القيروان التي تقع في وسط البلاد و تبعد حوالي 160 كيلومتر عن تونس العاصمة.
وتعتبر القيروان من أقدم وأهم المدن الإسلامية، بل هي المدينة الإسلامية الأولى في منطقة المغرب العربي كما أن إنشاءها سنة50 هـ / 670 م مؤشر على بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي
.يعود أصل هذه التسمية إلى اللفظ الفارسي "كيروان" والتي تعني المعسكر ، أو المكان الذي يدخر في السلاح ومحط الجيش أو استراحة القافلة وموضع اجتماع الناس في الحرب، ومن هنا يبدو أن عقبة بن نافع أقام هذه المدينة لتكون حصنا منيعاً وقاعدة عسكرية لدوام واستمرار فتوحات المسلمين .لذلك كان
دورها استراتيجيا في الفتح الإسلامي إذ منها انطلقت باقي الحملات نحو الجزائر والمغرب وإسبانيا وأفريقيا
تعتبر القيروان من المدن التاريخية بتونس،حين حللت بها بعد زوال يوم قائظ ،كنت أتأمل المعمار التاريخي الذي تتميز به ،وشعبية أحيائها وبساطة أهلها والركود الاقتصادي الذي تعاني منه ،فقد استقطبت مدينة المنستير الشاطئية التي تبعد عنها ب 70 كلم كل المشاريع السياحة خاصة أن انتماء الرئيس الراحل لحبيب بورقيبة لها أهلها لتكون ذات بنيات تحتية هامة في ميادين مختلفة (المآثر القطار المطار البحر الفنادق......)
حين وصلت إليها مع الصديق عبد الحق ساعف أخ المفكر عبد الله ساعف كان الجو حارا ،سألنا أحد التوانسة : ماذا يمكن أن نزور بالمدينة؟ ،كان الجواب البديهي هو قبر الصحابي أبي زمعة البلوي وهو من أهم المزارات الدينية في تونس،شارك في صلح الحديبية وبيعة الرضوان،واستشهد سنة 34 هـ / 654م خلال الغزوات الإسلاميّة لإفريقيّا في غزوة معاوية بن حديج وذلك إثر معركة ضدّ الجيوش البيزنطيّة قرب عين جلولة 30كم غرب القيروان . وقد دفن جثمانه بها قبل تأسيسها. ويرجع تاريخ بناء هذا المقام الذي يضم ضريحا وزاوية مازالا يحتفظان بالمعمار العربي الأصيل .... إلى عهد حمودة باشا سنة 1072 هـ / 1663م.
ومثل كل المزارات العربية كان أصحاب الزاوية في الاستقبال، يوصلونك حتى تدخل الضريح، ويتلون عليك أدعية تعيد روايتها بأمان دون أن تكلف نفسك التفكير فيما يجب أن تقول عند قبر الصحابي ، وطبعا مقابل وضع بركة للزاوية ،لكن ما أثار انتباهي أنه يسمح للأجانب ومن كلا الجنسين بالتجول في المكان وأخذ الصور التذكارية بكل تلقائية .
اتجهنا بعده إلى مسجد عقبة بن نافع هذا القائد العربي الكبير الذي وصل للمغرب فيما بعد بل واستشهد سنة 63 هـ بسوس ، حيث قتله القائد العسكري الأمازيغي كسيلة بن لمزم
، ويحكى أنه وصل لقرية على وادي درعة سميت باسمه وهي عقوبت وهي مازالت ترفل في سكون وهدوء خاص بعيدا عن اهتمام قد يعيد لها بريقا تاريخيا مازال المؤرخون لم يثبتوه بعد.
هذا المسجد يعد من أهم معالم المدينة ، جميل جدا بأعمدته الشاهقة وفنائه الجميل وزرابيه التي تحمل ذوقا قديما ،كما يعتبر من أقدم مساجد المغرب الإسلامي والمصدر الأول الذي اقتبست منه العمارة المغربية والأندلسية عناصرها الزخرفية والمعمارية. كما كان ميدانا للحلقات الدينية والعلمية واللغوية التي ضمت نخبة من أكبر علماء ذلك العصر. ويكفي المسجد فخرا أنه بني قبل جامع الأزهر ب 300 سنة وقبل الزيتونة ب 29 سنة
ولد عقبة بن نافع بمكة سنة 622 م وشارك هو وأباه نافع في الجيش الذي توجه لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص، والذي توسم فيه خيرا وشأنا في حركة الفتح، فأرسله إلى بلاد النوبة لفتحها، كما أسند إليه مهمة قيادة دورية استطلاعية لدراسة إمكانية فتح الشمال الأفريقي، وتأمين الحدود الغربية والجنوبية لمصر ضد هجمات الروم وحلفائهم الأمازيغ . ثم شارك معه في المعارك التي دارت في تونس الحالية ، كما ولاه عمرو بن العاص برقة بعد فتحها،

صليت فيه العصر وتوقفت لتأمل المكان جيدا..... هنا توقفت القائد العربي الكبير ،وحين خرجنا كان المرشدون الوهميون يتربصون بها بحكم أننا أجانب ،حين طلبت من أحدهم أخذ صورة تذكارية نبهنا سائق التاكسي الذي أوصلنا للمكان بعدم الثقة في البعض وعدم إعطائه هاتفا محمولا أو آلة تصوير فربما قد يطلق ساقيه للريح ......
مررنا للمدينة القديمة أسوار شاهقة وأسماء تاريخية للأزقة ومعمار يعاني من التآكل وعدم الاهتمام ، خاصة على مستوى سور المدينة الذي كان نظيفا وأنيقا جدا، وتتنوع أسماء أبوابه باب الجلادين وهو الباب الرئيسي والأكثر حركية، باب تونس:ثاني أهم الأبواب، الباب الجديد:قبالة مسجد الزيتونة، باب الخوخة وهو الباب المؤدي إلى مسجد عقبة بن نافع، باب لِلاَ ريحانة وهو يؤدي إلى مسجد عقبة أيضا ويقع عند مقام سيدي السيوري
كان التعب قد أخذ منا مأخذه، لذلك توقفنا في أحد المقاهي الشعبية للاستراحة ،كانت الشيشة والسجائر تطلق دخانها في كل مكان ،لم نتأخر فقد كان الغروب ينادينا للرجوع إلى المنستير حيث يتضمن البرنامج أمسية شعرية وفنية ملتزمة .
في المحطة استقلنا الطاكسي ،لا أدري كيف كنا حائرين في الطريق المختلفة عن التي قدمنا منها ،وما هي إلا نصف ساعة حتى كان السائق يأمر الركاب بالنزول ،سألته عن المنستير قال لا هنا بوحجلة ،وبين نقاش المسؤولية فيما وقع مع الأخ عبد الحق كنت أتأمل القرية الفقيرة والبئيسسة التي تبعد قليلا عن سيدي بوزيد مهد الثورة وأهمس في ذاتي: تبا للزمن المسائي، فلو كان الزوال فلن نتأخر في الذهاب إليها .
بعد انتظار طويل كان طاكسي آخر يرجعنا إلى القيروان ،وفي الطريق حيث بدأ الغروب يسدل ظلاله كان عناصر الدرك الونسي تأخذ مكانها مدججة بأسلحتها،بينما كان أحد مرافقينا يحكي عن قوة الزمن وضنك المعيشة وقساوة الأحوال الاقتصادية ويتأسف على فترة بن علي التي كانت فترة رخاء اقتصادي كما يحكي .
وصلنا للقيروان في الليل ، لا وجود لطاكسيات المونستير، فضلنا الحل الأسهل وهو المرور إليها عبر سوسة التي هي مسقط رأس بن علي زين العابدين ،كان السائق يسوق يتهور وسط طريق مظلمة لكنها غير مزدحمة ,ما أثار انتباهي أنه داخل محطة الحافلات كانت هناك مكاتب لحجز التذاكر حيث يتسلم السائق اتعابه بعيدا عن الصراخ المعهود عندنا عند كل محطة ،القطاع هناك منظم جدا والسيارات ممتازة وأنيقة وتضم تسعة مقاعد ،بعد سوسة وصلنا إلى المنستير أخيرا في التاسعة ليلا ,,,,,,,,وللحديث بقية





#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بهاء الحزن
- حين ينهمر المطر
- قراءة في كتاب :بركة الأولياء بحث في المقدس الضرائحي للدكتور ...
- قراءة في كتاب *أضواء على الثقافة العربية في إفريقيا في العصر ...
- قراءة في كتاب *ثقافة الصحراء للدكتورعباس الجراري*
- قراءة في كتاب ثقافة الصحراء : مدارات الهوية والمعنى
- ورحل الفارس المغوار أحمد فؤاد نجم
- هنا عين ذئاب البيضاء
- حكايات من واقع مدهش كلب في المطار
- قراءة في كتاب *قبيلة آيت لحسن القبيلة –التاريخ-المواقف* للدك ...
- قراءة في ديوان* نخيل بابل* للشاعر اسماعيل هموني
- دروس مصر
- حياة قاتمة
- رحيل
- الهدر المدرسي بالمجال القروي
- الرشوة والزيت
- المدرسة والكآبة
- سراب
- رفات الزمن الضائع
- البيئة داخل المؤسسة وخارجها


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد البوزيدي - نصف يوم في القيروان