أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد البوزيدي - فوق ضفاف كتاب :الشعر الحساني ..الأساليب والأغراض















المزيد.....

فوق ضفاف كتاب :الشعر الحساني ..الأساليب والأغراض


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5821 - 2018 / 3 / 20 - 13:51
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


فوق ضفاف كتاب :الشعر الحساني ..الأساليب والأغراض
محمد البوزيدي


أولا :على ضفاف الكتاب
ثانيا :بين ثنايا الكتاب
1. عتبات الغلاف
2. في أحضان الكتاب
• القسم الأول :الأساليب الشعرية
• القسم الثاني:الأغراض الشعرية
ثالثا :بعد تصفح الكتاب
ختاما

أولا :على ضفاف الكتاب
سياق التوقيع اليوم أيها الأخوة يأتي في إطار الاحتفال باليوم العالمي للشعر الذي أعلنته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو أثناء انعقاد دورتها الثلاثين بباريس عام 1999.
الاحتفال بهذا النوع الأدبي الحضور الكريم لم يأت من فراغ،بل لأن الشعر كان "أسمى الفنون جميعا" وفق أطروحة هيغل، و لذلك كانت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو تنطلق من تأمل عميق لموقعه وهي تكتب في رسالتها للعالم السنة الماضية أن "الشعر نافذة تطل على تنوع البشرية الذي يأسر القلوب ويخلب الألباب".
الكتاب الذي بين أيدينا ينحت في الشعر ،وقديما قيل الكثير عن الشعر ...فهو الجمال الساطع والغموض اللامع.وهو الشلال الذي يتدفق من مشاعر الإنسان حيث يحدث ذلك التفاعل الغريب المفاجئ بين عناصر ثلاث :الطبيعة والإنسان واللغة.
والشعر محتوى و شكل يتفاعلان، فيخرج منهما سمفونيات لغوية وأدبية وفنية رائعة، تعزف لحن خلود خاص ،ولذلك ارتبط الشعر دوما بالغناء والتحم لغن بأزوان .
والشعر طاقة إبداعية خلاقة. بل هو الحياة، كان ولايزال صوت الحياة بالصحراء صوت البيئة والصفاء الذهني صوت الجمال الطبيعي والهدوء، مزمار شموخ الخيمة وحبات الرمل اللامعة ويكتمل المشهد بالضرورة حين يقترن بالشاي ذي الجيمات الثلاث :الجماعة والجر والجمر.

وشعر الصحراء ليس كأي شعر آخر، إنه ليس صامتا وصلدا ،إنه ينبض بالحياة ،وقد تطور من ثلاث مراحل أنطولوجية تشابهت في أولها وحدة الشعر الحساني "الكَاف" مع بيت الشعر العربي الفصيح، ثم مرحلة "اتهَيْدين" الذي يعد أقدم صنف في الشعر الحساني وكان بمثابة زجل شعبي عامي.
أما الثالثة فهي تزاوج الشعر "لَغْن" المكون من (23 بتّا- بحراً) مع الموسيقى "إيكّاون" .
الشعر أيضا هو أكسير حياة الصحراء تحديدا، والصحراء بطبيعتها شعر، وأهل الصحراء يقولون الشعر كما يتنفسون الهواء كما كتب وشهد بذلك عميد الادب المغربي الدكتور عباس الجراري في هذه القاعة قبل خمس سنوات.
وشعر الصحراء كان –ومازال- أداة وحدة ووسيلة تواصل، و لم يكن في يوم ما شعرا منعزلا أو منغلقا يتحرك في بيئته فقط، ولكنه كان دائما يمد يده إلى أطراف الوطن ليندمج فيه وينصهر داخل بوتقته، في عملية أخذ وعطاء مستمرين، توسل فيهما بكل الممكنات المتاحة لإثبات الوحدة وتأكيد التواصل، على الرغم من الظروف التي كانت في معظمها صعبة، بما تلقي به في الطريق من عوائق وحواجز
والصحراء ترتبط بالحكي، ومن الحكي يتشكل وينساب الشعر الحساني"لغن"، عميقا عميقا، أنيقا مليحا ،يوثق لتاريخها وحالها ،يرصد حاضرها وماضيها ،يوضح الجلي والمخفي في صورة بلاغية متميزة،ويتأمل المستقبل بنفحة الأمل الجميلة . كان حينها الشعر الحساني وسيلة الاتصال شبه الأوحد والأكثر تداولا في نقل واستيقاء الأخبار وتسجيل الحوادث والوقائع و الآراء والمواقف الأدبية والأفكار والحكم بين الناس وإثراء التواصل بين الأجيال.

كان الشعر إذن لسان حال المجتمع ووسيلة لساكنة الصحراء في تدوين التاريخ وبلورة قيم واهتمامات المجتمع، وفق قوالب فنية متعارف عليها لها قواعدها الخاصة تماما مثل الشعر الفصيح،وأبرز القوالب هي:” الكاف ، الطلعة ، الصبة، والكرزة....وغيرها من القوالب الجمالية المتميزة
فتحية لجمعية طموح لإحياء الشعر الحساني التي تواصل احتضان القلم وإغناء المشهد الفكري ببوجدور بإصدار جديد تحت عنوان:الشعر الحساني.. الأساليب والأغراض والذي يأتي بعد ثلاث سنوات على إصدار باكورة أعمالها وهو كتاب: العروض الرقمي للشعر الحساني وبذلك يكون اقليم التحدي تجاوز رقم العشرين في عدد الإصدارات الفكرية باللغات العربية والفرنسية والأمازيغية ولا تتجاوزها في الأقاليم الجنوبية في هذا المضمار سوى كلميم والعيون رغم ألا مقارنة مع وجود الفارق ،بل وتنفرد عنهما بكاتبة ممتازة باللغة الفرنسية أصدرت كتابين لحد الساعة .
وبين الكتاب الأول والثاني نجد بصمات مختلفة حولت الشفهي إلى كتابي والحلم إلى واقع وهي:
البصمة الأولى :مشرفة ومؤطرة للمشروع وتتجلى المبادرة الاقليمية للتنمية البشرية في شخص رئيس لجنتها الإقليمية السيد عامل صاحب الجلالة على اقليم بوجدور الذي عهد فيه القاصي والداني دعم كل المبادرات والمجهودات التنموية ومنها الشق الثقافي، مما يؤكد ويبرهن على غيرته الكبيرة على العمل الثقافي الجاد، وحضوره اليوم إشارة للموقع الذي تمثله الثقافة في انشغالاته وفي الصيرورة التنموية للمدينة إدراكا منه أنه لا تنمية دون ثقافة ولا ثقافة دون تنمية ،وتنمية الثقافة رهين بتطوير ثقافة التنمية وتنزيلها وأهمية مساهمة الجميع كل من موقعه في تحمل المسؤولية الكبرى في هذا الرهان الاستراتيجي الكبير .
والبصمة الثانية محفزة ومؤطرة للمشروع منذ الوهلة الأولى قبل ثلاث سنوات هي للأستاذ الفاضل المامون البخاري الذي لعب دورا كبيرا في تشجيع العمل الثقافي بالإقليم إبان تحمله مسؤولية تدبير القطاع لسنوات بل والعمل على تطويره ليلج عالم النشر والكتابة، لقد كانت مبدأه أن بوجدور تتوفر على طاقات يجب أن تبصم اسمها في المشهد الفكري للوطن وفي خريطة الإصدارات الثقافية، انطلاقا من قناعته أن مدن الهامش الجغرافي تنتج وتبدع أنامل مفكريها كذلك تماما مثل *المركز* الثقافي، فلا فرق في الابداع بين طاقة وموهبة وأخرى إلا بالرصانة والجدية وإن كان يضاف جحود الاعلام الذي قد يغيبها قسرا ، والحمد لله وبدعمه صدرت أعمال كثيرة بهذا الاقليم لدرجة أن الاشتغال جاري الآن بعدما تجاوز كتاب اقليم التحدي عدد أصابع اليد لتأسيس فرع اتحاد كتاب المغرب في الأشهر القادمة بعد المؤتمر الذي سينظمه المكتب المركزي فجازاه الله خير الجزاء .
والبصمتان الثالثة والرابعة هما شاعران تقاسما هم وشغف الموضوع وكلاهما يتميز بالقول الشعري والبحث في الشعر الشعبي الحساني )لغنَ( وكفى فخرا أنهما يملآن شاشة بقناة العيون ممثلين لبوجدور في العديد من برامج القول الشعري.
الأول: الشاعر محمد أمبارك ول لخليفة ول عبد الله يارة الذي سبق له الاشتغال بمركز الدراسات والأبحاث الحسانية وإطارا بمتحف الفنون الصحراوية التابع للمديرية الثقافة بجهة العيون الساقية الحمراء اشتهر بطلعاته المتميزة في مختلف التظاهرات التي يشارك فيها محليا وجهويا .
والثاني : محمد مولود الأحمدي تحفة بوجدور وابنها البار،برزت موهبته المتميزة في الشعر الحساني منذ نعومة أظفاره ففاز في ريعان شبابه قبل أن يكمل عقده الثالث بجائزة الرتبة الاولى لثلاث سنوات متتالية في سباق قوافي قناة العيون الجهوية، مما أهله ليتكلف بتقديم نفس البرنامج وبرامج ثقافية أخرى وكفى به شهادة الاديب الموريتاني الطالب سيدي ول افاه ولد المصطف إذ قال عنه في تقديم كتابه الاول * يتميز عن أقرانه ممن خاضوا في هذا الشأن بجمعه بين الرواية والدراية بعين تبصر الخرق ويد قادرة على الرتق،فجل من ألف في الشعر الحساني إما أن يكون مدعيا للنقد طالبا للكمال في غيره ،أو شاعرا في ذاته محتاجا للكمال من غيره والأحمدي جمع بين الاثنين في جلباب قشيب خاطه من حرير الشعر الذي ينسجه على هون وروية وبشهادة عمالقته وبآلة خياطة النقد التي امتلكها بفكره وإدمان مطالعته وجمع فيه بين التالد والطريف دون اخلال بالقصد او شطط في التأويل حتى بلغ الغاية من غير زيغ في الوسيلة *
وخلف هذه البصمات أنامل تهفو لتصفح الكتاب وتذوق الشعر وهو هذا الجمهور الذي يحضر معنا هذا الاحتفاء بالكتاب ،فتشريفهم للكتاب والكاتبين بالحضور دليل على انشغالاهم بالهم الفكري والعلمي الذي يقطن جوانحهم .

ثانيا :بين ثنايا الكتاب
3. عتبات الغلاف
مع التصفح الأولي للكتاب تبدو الرمال ممتدة ومحدودبة عميقا عميقا، تحت سماء زرقاء ناصعة، واللون الازرق دوما يدل على الفسحة فكانت لوحة الغلاف خلابة غلابة تجمع بين ألوان ثلاث تفتح للقارئ شهية التفاعل والتلقي مع المحتوى .
وعلى الرمال آثار أقدام وعلامات لقوافل وفي الخلفية آثار لسيارات،فلم تكن رمال الصحراء عبر التاريخ مهجورة ولا أرض خلاء ،بل دوما عبرت فيها الحياة ،وصنعت فيها حضارة مغربية أصيلة ، لذلك تحمل الصورة الرمال رسالة أن أحداثا مرت من هنا ،وأجدادا عاشوا هنا، وعبر الشعر يستحضر جزء من هذه الاثار من خلال الحديث عن الأطلال
قال الشاعر : هذه آثارنا تدل علينا فانظروا ماذا بعد الآثار
وعلى الغلاف يبدو العنوان الكتاب بخط مغربي أصيل ،وبين الكلمات الأربع التي تشكله نقاط مفتوحة على كل القراءات والدلالات فهل عجز الكاتب عن عنوان جامع ،الامر عادي جدا فقد فضل النقاط دلالة على عدم القدرة على حصر الموضوع، فهو حجر الأساس في الحفاظ على الهوية والتقاليد الثقافية الشفهية والـ"لَغْن" أو الشعر الشعبي الحساني أسمى ما عبّر عن ثقافة أهل "البيضان" وذاكرتهم، امتدادا من واد نون شمالا إلى نهر السنغال جنوبا، ومن المحيط الأطلسي إلى مالي شرقا وهو لا يختصر في الأساليب والأغراض، بل هو بحر لا شاطئ له وإطلاق التسمية بشكل شمولي فرض حصر موضوع الكتاب ولن يتأتى ذلك إلا بوضع النقاط المفتوحة .

4. في أحضان الكتاب
• يتوزع هذا الكتاب الذي يحتوي على 632 كافا (بيت شعري) وأكثر من 130 طلعة شعرية إلى 91 صفحة من الحجم المتوسط مقسمة إلى استهلال ومقدمة و قسمين رئيسيين .
• الاستهلال كتبه الأستاذ الشاعر: أبو فراس عبد الواحد بروك الذي أبرز أهمية الكتاب وعن كون الكاتب محمد مبارك يارة لم يسقط في فخّ المقارنة الكلاسيكية بين الشعر الحساني والشعر الفصيح، تلك المقارنة التي استنفذتْ أغراضها بكثرة ما كتُب فيها ودُوّن إنْ في الصحراء أو في موريتانيا. فشهد له بأن حالفه التوفيق حين سلّط ضوء الدراسة - حصر اً على ما يجعل من الشعر الحساني مائزاً عن غيره.
• صاحب الكتاب محمد امبارك يارة أوضح في تقديمه أبرز ميزات الشعر الحساني وهي تماسك وحبك نصوصه ، وشمولية أغراضه وتنوع أساليبه ، وقوة شخصيته ، التي شق بها طريقه إلى مرتبة الكمال الشاعري ، القادر على التغلغل في طيات النفوس العطشى ، التائقة إلى معان تدغدغ ذائقتها الشعرية ، وتوقظ أحاسيسها من سبات فرضه عليها صفير أهازيج قصبات النصوص الجوفاء .

• القسم الأول :الأساليب الشعرية واحتوت على 273 بيتا شعريا توزعت إلى خمسة أبواب وهي :
1. علم البديع وهو الذي يُعنى بصياغة الكلام،و تحسين شقيّه اللفظي والمعنوي،والذي دون قواعده ووضع أصوله الخليفة العباسي عبد الله بن المعتز العباسي المتوفى سنة 274ه واهتم به بعد ذلك قدامة بن جعفر الذي قام بتحديث المحسنات الأخرى وتطويرها ضمن كتابه الذي ألفّه باسم نقد الشعر .
جرد الكاتب من خلال علم البديع 19 أسلوبا تضمنت أكثر من 168 بيت شعري
وهي: الجناس والطباق 7 - لَرْصَادْ والإكتفاء 11 - التورية والتهلْمِيحْ 11 - أتْرَوْسِي وَمْرَدْ لَيْدْ 10 - التضمين والإحالة 18 - الإفلاق 9 - الْمَكْفِي 31 - أتْخَوْرِيجْ 12 - أنصُولْ وَتْلاكِيثْ 39- التشريعْ وَ الإطرادْ 14 - أتْفَلْوي والتشْهَارْ -6
2. علم المعاني ومعلوم أن مؤسسه الشيخ عبد القاهر الجرجاني ويهتمّ هذا العلم باللفظ من حيث فائدته في المعنى، أي مع الغرض الذي يدلّ عليه في سياق النص. وتضمن هذا المحور ثمانية أساليب واحتوت على 36 بيتا شعريا وهي :
الأسلوب الخبري والإنشائي 4 و المساواة النداء الاستفهام 11 الندبة الترخيم النهي 12 والنفي والإثبات (نفي النفي ) 9
3. علم البيان وقد عرَّفه الجاحظ أنه الدلالة الظاهرة على المعنى الخفي. هو أصول وقواعد يُرادُ بها معرفة المعنى الواحد بطرُقٍ متعددة وتراكيب متفاوتة. واقتصر الكاتب في هذا المجال على ثلاثة أساليب موزعة على 16 بيت شعري وهي:
الاستعارة الكناية 6 و التشبيه 2 وتضمنت 8 أبيات شعرية
4. الشوائب وهي جمع شَائِبَة وهي ما اختلط بغيره من الأشياء وبخاصّة السوائل قال تعالى ( ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ ) ويقصد بها أدبيا الأشياء التي ينبغي للشاعر اجتنابها ليجعل قصيدته من المرغوب فيها لدى المتلقي والمستمع لها، لكي لا تكون فريسة لنقاد ومتذوق الشعر.
ولخطورتها على الشعر خصها الكاتب ب 37 بيت شعري وحددها في ثمانية أساليب وهي لَعْوَرْ وَالزيْ 14 بيت / وأظْلاعْ /وأَتْعَكْلِي /والحشوْ/ 11 بيت واللِّيطَه /والتهصْرِيحْ /واسْلِيخَة 12 بيت
5. الطرائف : يوصف الشعراء بأنهم أقدر خلق الله على ترسيخ السخرية في النفوس، فلا يختلف اثنان على أن الشعر يعد أكثر أدوات التعبير عن الفكاهة والطرف. وقد حفل تاريخ الأدب بالعديد من الأشعار في هذا المجال منذ عصر ما قبل الاسلام. لذلك كان طبيعيا أن يخصص الكاتب جزءا منه لإبراز هذا الجانب الشعر الحساني لكن لم يتجاوز فيه صفحتين تضمنت 16 بيتا شعريا

• القسم الثاني:الأغراض الشعرية جرد الكاتب ثمانية أغراض شعرية متضمنة في 359 كافا (بيت شعري )وهي:
1. الأطلال وخصها بأربعة تفريعات مختلفة أجردها بسرعة
 أغنَ لمراكِيبْ وهو يمزج غرضي الأطلال والغزل فلارتباط الحياة بالبداوة وبلمراكيب وتتبع الظعائن خص هذا الغرض ب 15 بيتا
 الطلل الوجداني وهو يمثل نسبة كبيرة من ديوان البيظان الشفهي والمكتوب لما يكتنزه من جماليات وفضاءات واسعة لتصوير حياة البداوة الأصيلة البعيدة كل البعد عن ضوضاء المد الحضري وتضمن 37 بيتا شعريا
 النسيب وهو يجمع بين الطلل والغزل العفيف وجعلهما غرضا واحدا بأسلوب رقيق تستعذبه الآذان وخصه ب 58 بيتا شعريا .
 الطلل الخطابي وفيه يعمد الشاعر إلى مخاطبة الربوع والمواقع الجغرافية من البيداء التي يقطن فيها تارة ومخاطبة الوجدان تارة أخرى يتبعها الشعراء الحسانيون كمقدمة طليلة وتضمن 33 بيت
2. الاستسقاء وهو الذي يعمد فيه لمغني إلى التضرع للخالق عز وجل لإغاثة البلاد بالأمطار حتى تنتعش المراعي ويخضر اليابس وتزدهر الحياة البدوية وتضمن 26 بيت
3. الرثاء وهو التغني بخصال الهالكين أصدقاء كانوا أو أقرباء وهناك شواهد كثيرة على ذلك وتضمن 15 بيت .
4. المدح وتوزع على مدح الرسول عليه الصلاة والسلام ب59 بيتا شعريا ومدح الأشخاص ب19 بيتا شعريا .
5. التوحيدْ وتضمن 15 بيتا شعريا وفيه يعمد فيه لمغني إلى التأمل في ملكوت اله عز وجل وتوحيده ونظم أشعار ذات طابع روحي ديني يستخلص العبر من تجارب انطلاقا من أن مهمة الشاعر لا تختزل فقط في التغني بالأوطان وملاهي الحياة بل تتجاوزه إلى الوقوف مع النفس لمحاسبتها وتذكيرها بزوال الدنيا
6. أغنَ عتاب الدهر والنقد الاجتماعي 25 بيت شعري
7. الغزل ساق الشاعر العديد من نماذج من شعر الغزل المهذب الذي (مايفرك أجْماعَه) كما يقال باللهجة الحسانية ، عبر إحدى عشر نماذج مختلفة ضمن كل منها أشعارا وهي التكتم 6 والملازمة 16 والتساؤل 3 والاستحضار 6 والوصف 15 والمخاطبة 5 بيتا شعريا .
8. الفخر وتضمن 21 بيتا شعريا فقد كان البيظان يفتخرون ببطولاتهم ويستعرضون عضلاتهم بطريقة رائعة ، وقد اتسمت أمريميدة كبت بهذا الغرض وعرفت بما يسمى أميريميدة الكحلة التي تصاحب هذا الغرض.
ثالثا :بعد تصفح الكتاب
ملاحظات منهجية
• تقديم التأطير النظري باقتضاب وإن كان يسجل عدم التوثيق والإحالة على مختلف التعريفات والتحديدات بشكل علمي .
• تقديم أمثلة حية من الشعر دون الاشارة الى الشاعر
• عدم تحديد الشعراء والاكتفاء بجرد الشعر دون قائلها وقد نجد مبررا له في ان الشعر الحساني مصدره جماعي وكل شاعر يطور جزءا منه .
• عدم إغفال أي محسن بديعي بغض النظر عن وزنه وموقعه بين المحسات الاخرى مما يدل على عدم إغفال أي نوع آخر.
• التوضيح الشكلي بالتسطير حول الكلمات المعنية بمختلف الاساليب الشعرية .
• الاستعانة بالأرقام في شرح وتقريب المعنى للقارئ
• تقريب المعنى للمتلقي بالإحالة على شعر فصيح آخر وهو الوحيد الوارد في الصفحة 27 حين قال الشاعر اذا الشعر لم يهززك عند سماعه فليس جريا ان يقال له شعر
• إغفال بعض الاغراض الشعرية خاصة الوصف و الموعظة و الحماسة و الحكم والهجاء شعر المساجلات (لكطاع )الذي يشبه شعر النقائض، إضافة للتبراع وهو شعر تنظمه النساء للتغزل بالرجال، أو كما يسميه الباحث ابراهيم الحيسن عشق بصيغة المؤنث
• اعتماد الانساب لتقريب المعنى ..

ختاما أيها السادة
هذا كتاب جديد ينضاف لرصيد بوجدور ،وحتى إصدار آخر ومؤلف جديد آخر قريب بحول الله دامت لكم محبة القراءة و صداقة الفكر وشغف الكتابة وصحبة الكتاب ومحبة الكتاب

قدم هذا العرض في حفل توقيع الكتاب بالمركز الثقافي ببوجدور مساء الاثنين 19 مارس 2018



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في كتاب -الأدب الحساني والكلام المهذب بالمعاني- لمحمد ...
- قراءة في كتاب -الشفهي والبصري في الموروث الأدبي والجمالي الح ...
- وعي مزيف
- قراءة في كتاب :موسم طانطان رائعة التراث الشفهي اللامادي للبش ...
- الفن الفلسطيني ..راهنا؟؟؟
- هواجس في عيد العمال
- لجنة الافتحاص
- حرف السين
- صدور الجزء الأول من موسوعة الصحراء
- على ضوء الشموع
- أضغاث أحلام نائب
- آلام سنة مضت
- من النائب ؟؟ أنا النائب..
- من دورس *الربيع* العربي
- من وحي الاحلام
- الثقافة والفنادق :أية علاقة ؟؟؟
- نصف يوم في القيروان
- بهاء الحزن
- حين ينهمر المطر
- قراءة في كتاب :بركة الأولياء بحث في المقدس الضرائحي للدكتور ...


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محمد البوزيدي - فوق ضفاف كتاب :الشعر الحساني ..الأساليب والأغراض