أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - محمد البوزيدي - الكورونا والخارج














المزيد.....

الكورونا والخارج


محمد البوزيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6565 - 2020 / 5 / 16 - 17:10
المحور: ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات
    


لقد أعادت فترة "الكورونا" تمثلات الناس في العديد من المفاهيم، وقلبت تصوراتهم لقيم ومصطلحات شتى أصبح توصيفها يحيل على اعتبارات مختلفة لم ولن يبق موازيا له الآن أو فيما بعد. ومن أبرز العبارات التي تغير التمثل لها كلمة *الخارج *.
فقبل الكورونا كانت طموحات العديد من الشباب هو السفر لخارج أرض الوطن من أجل تنزيل أحلام وتحقيق طموحات اقتصادية في غالبها ونفسية في جزء منها حسب طبيعة الشخص والمنطقة التي توجه إليها سياحة أو عملا أو إقامة ،أو هجرة سرية .
لكن مالذي وقع في زمن الكورونا لمصطلح *الخارج*؟
فكما تابع الجميع عبر وسائل التواصل الاجتماعي،فإن العالقين في الخارج يكافحون ويحتجون بقوة للرجوع إلى بلدهم مقدمين كل الضمانات التي سيلتزمون بها فور دخولهم للبلد . فلقد كانوا شهود عيان على عجز كلي أو نسبي لمختلف الدول في التكفل بالحق في الصحة لمختلف المواطنين،حيث سجلت درجات خطيرة في أرقام الوفيات التي لا تتوقف منذ مارس الماضي،بل هل هناك من يتخيل أن يتخذ الأطباء القرار في تحديد الأحق بالعلاج والذي يقتضي ضمنيا ترك الميؤوس من حالتهم لقدرهم الحتمي؟ .
لقد لاحظ الجميع أن الموت اختطف أعدادا هائلة من الضحايا، ولم يتمكن الذين كانوا هناك من الهروب من العدوى والالتحاق بالوطن الذي لم تصل نسبة الفتك فيه مستويات عليا مقارنة مع البلد الذي علقوا فيه ،وذلك لحالة الإغلاق التي تضع احتمال نقل الوافدين للعدوى بعد الرجوع للبلاد.
كثيرون كذلك أصبح حلمهم الأقصى في الحياة الرجوع من الخارج ليودعوا حبيبا توفي في زخمة هذا الزمن بسبب الوباء أو بدونه.
كثيرون حلموا أن يواروا جثمانهم تراب وطنهم بعيدا عن غربة مقابر الخارج خاصة أن أكثر من 500 مغربي توفوا بسبب الكورونا .
وفي نفس الوقت الذي يطالب الناس للدخول من الخارج ،هناك العديدون الذين يحلمون بالخروج للخارج .
فقد فرضت حالة الطوارئ الصحية بالبلاد وما ارتبط بها من التزام بالحجر الصحي بالمنازل على الناس عدم الخروج إلا بإذن ووثيقة موقعة تبرز هدف الخروج وإلا كان هدفا للتوقيف واحتمال دخول السجن.
لكن طال الزمان وامتد في وقت لم يكن متوقعا ،فأصبح المطلب هو ولوج الخارج ،لكن خارج المنزل فقط
لقد أدت الأوضاع الداخلية للمنازل مع ما يرتبط بها من إكراهات فضاء السكن إلى ظهور ظواهر اقتصادية ونفسية واجتماعية متعددة ،فأصبح الكل يحلم بالخارج ليسترد حرية متوقفة حتى إشعار آخر .
كذلك بددت حالة الطوارئ إجراءات أصبح معها أقصى حلم الإنسان في الحياة الخروج فقط لقضاء غرض مصيري لا يتكرر مرة أخرى،وإلا كيف يستوعب شخص عدم تمكنه من توديع أبيه أو أمه الذي توفي بعيدا عنه بكيلومترات عدة ،وكيف لم يسمح له بحضور جنازته أو تلقي العزاء فيه ،خاصة أن منزل الفقيد ظل مفتوحا للآخرين لسنوات مضت ؟
كيف يمنع شخص نفسه من الاقتراب من أبيه أو أمه خشية أن يكون سببا في إصابتهم بالفيروس مع استحضار نقص المناعة للعجزة.
هو هكذا، الكورونا قلب المفاهيم وفرض على الجميع إعادة النظر في حياتهم، وترتيب أولوياتهم ومنهجيتهم وأساليبهم،وأبرز أن الفيروس أصبح شأنا مجتمعيا فرض على الكل برمجة حياته وفق منطلقات محينة قد تتغير من لحظة لأخرى.
أكيد بعد الكورونا سيأتي الذين هم في الخارج إلى الداخل ليحكوا قصص حزن كانوا من شهودها ،وسيعيدون النظر في مفهومهم ونظرتهم للخارج، وأكيد أن الذين هنا بالداخل سيأخذون تجربتهم بعين الاعتبار قبل أي مغامرة لرسم أولى خطوات الولوج للحلم الأوروبي.
كذلك، سيخرج الناس هنا للشوارع والساحات، وسينتقمون لأنفسهم بالبقاء أكبر مدة من الزمن وهم يستنشقون الهواء الجميل بعيدا عن ضيق الجدران الأربعة .
والجميع في الداخل أو الخارج ، سيعيدون في نهاية المطاف النظر في قيمة وأهمية الخارج لديه، سواء الذين علقوا هناك في دول المهجر عملا أو سياحة ،أو تعلقوا هنا للخروج للخارج .
ترى متى نخرج للخارج فعلا ؟ لكن خارج منزلنا فقط ...سلوكنا الجمعي يحدد التاريخ.



#محمد_البوزيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات -كورورنية-
- الكورونا والعادات الاجتماعية
- يوميات صغيرة في الحجر الصحي -9- رسالة إلى صديقة
- يوميات صغيرة في الحجر الصحي -8- انتهت -العطلة -
- غدا فاتح ماي... الزعيم غاضب
- يوميات صغيرة في الحجر الصحي -7- سناء تفكك حروف -الكورورنا-
- الثورة الرقمية و*الكورونا*
- يوميات صغيرة في الحجر الصحي -6- سناء ترسم الكورورنا
- وتواصل الكورورنا فتكها الرهيب
- يوميات صغيرة في الحجر الصحي -5- رمضان والكورونا
- يوميات صغيرة في الحجر الصحي -5- الكمامة بكسر الكاف
- يوميات صغيرة في الحجر الصحي -4- سناء في المستشفى
- يوميات صغيرة في الحجر الصحي -3- بداية الحجر
- يوميات صغيرة في الحجر الصحي -2- يا أبي ماهو الكورونا ؟
- بداية الحظر
- كورونا والتربية على المواطنة بالمغرب
- معرض البيضاء للكتاب بنكهة قديمة
- رهينة الماضي
- وهذا المساء
- قراءة في كتاب -ثورة في غمرة الإصلاح- للدكتور أحمد حرزني


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- جائحة الرأسمالية، فيروس كورونا والأزمة الاقتصادية / اريك توسان
- الرواسب الثقافية وأساليب التعامل مع المرض في صعيد مصر فيروس ... / الفنجري أحمد محمد محمد
- التعاون الدولي في زمن -كوفيد-19- / محمد أوبالاك


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: وباء - فيروس كورونا (كوفيد-19) الاسباب والنتائج، الأبعاد والتداعيات المجتمعية في كافة المجالات - محمد البوزيدي - الكورونا والخارج