أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الهمسة .














المزيد.....

مقامة الهمسة .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8089 - 2024 / 9 / 3 - 15:23
المحور: الادب والفن
    


مقامة الهمسة :

عزيزي المندلاوي الجميل , يالها من همسة , ويالقوة حضارة عراقنا القديم , لقد اضحت اساطيره أديان العالم التي لايمكن الفكاك منها , نجد فى أحاديث المؤمنين بآلهة فى أديان إبراهيم السماوية والذين ما زالوا يرفضون الأعتراف بأن السماء لا وجود لها , لأن اللون الأزرق هو ‏مجرد ضوء أطلق عليه أهل الأديان والحضارات القديمة مصطلح السموات , وصنعوا منها الخرافات التاريخية المكتوبة والمدونة حتى وقتنا , ‏تجد هؤلاء المؤمنين يتمسكون بشدة بالحق المطلق فى ما يدينون به من إيمان ورثوه وراثة ويرفضون التفكير أو التشكيك فيه , ولهم ‏حريتهم فى أستمرار أعتقادهم بالتراث الماضى لأديانهم .

يقولُ المؤرخُ الدمشقيُّ الشهيرُ إسماعيل بنُ كثير في كتابه (البداية والنهاية ) : (( دخل رجلٌ على المهديِّ الخليفةِ العباسي ومعه نعلٌ يحملُها بيدِه , وقالَ هذا نعلُ رسولِ الله , قالَ المهديُّ لمن كانَ فِي مجلسِه : والله إنّي لأَعلمُ أنَّ هذا الرجلَ كاذبٌ , وليستْ هذه بنعلِ رسولِ الله , ولكنّي لو رَددتُه لذهبَ يقولُ للنَّاسِ أهديتُ الخليفةَ نعلَ رسولِ الله فلم يقبلْهَا , فتصدقُه الناسُ فاشترينَا لسانَهُ بعشرةِ آلافِ درهم )) .

في هذا الزمن الافتراضي عليك أن تختار بين إرضائك لله في جنتك الأرضية أو رعبك من نار افتراضية , عندما دارت معركة بين ابن رشد وابي حامد الغزالي والتي كانت صراعا للبقاء بين العقل والنص , كتب الغزالي كتابه الشهير (تهافت الفلاسفة) اي تناقضاتهم , واتهم الفلسفة بالفشل في ايجاد اجوبة شافية لمسائل الوجود الكبرى , رد عليه ابن رشد ردا ساحقا بكتاب سماه (تهافت التهافت) وقام بتشريح كتاب الغزالي واظهار عيوب منطقه , وكان الغزالي باختصار يقول ان تناقض النص الديني مع العقل , علينا ان نأخذ بالنص حتى وان لم ينسجم مع العقل , لقد انتصر ابن رشد للمنطق والعقل , وقال اذا اختلف العقل مع النص فان علينا ان ننتصر للعقل لا للنص اللاهوتي , لأن الدين يجب ان يترك للتفسيرات الروحية لاالعقلية المادية , ونتيجة صراع التهافتين - تهافت الغزالي وتهافت ابن رشد - اختار الشرق تهافت الغزالي , واختار الغرب تهافت ابن رشد , ولايزال كل معسكر يقطف ثمار التهافت الذي انتقاه , فوصل الغرب الى المريخ يقوده منطق ابن رشد , وبقي الشرق يدور حول الروح ويدور حول نفسه في نفس النقطة التي تركه فيها الغزالي .

حينما حاول سقراط نفي الأساطير , وبعد أن حكموا علية بالإعدام (360 أدانوه مقابل 140 وجدوة غير مذنب ) لانه , يتلف الشباب بمحاوراته , و كان بمقدورة الهرب , لكنه رفض , الأسباب والحجج التي دارت بينه و بين تلميذه كريتون ذكرت بالتفصيل في حوار لأفلاطون , ((تطلع إليه سقراط طويلا ثم قال: كلا يا كريتون لن أهرب من الموت, إني لا أستطيع أن أتخلى عن المبادئ التي ناديت بها عمري كله, بل إنني يا كريتون أرى هذه المبادئ الغالية التي ناديت بها حتى اليوم جديرة بذلك الثمن , أجل يا كريتون ليست الحياة نفسها شيئاً , ولكن أن نحيا حياة الخير والحق والعدل فذلك هو كل شيء)).

كتب طه حسين :
(( ينتظر الهندوس منذ حوالي 3700 سنة كريشنا.
وينتظر البوذيون منذ حوالي 2600 سنة مايتريا.
وينتظر اليهود منذ حوالي 2500 سنة المسيا.
وينتظر المسيحيون منذ حوالي2023 سنة يسوع.
وينتظر السنّة منذ حوالي 1444 سنة المسيح عيسى.
و ينتظر الشيعة منذ حوالي 1200 سنة المهدي.
وينتظر الدروز منذ حوالي 1000 سنة الحاكم بأمر الله.
وينتظر الايزيديون منذ حوالي 1000 سنة شرف الدين.)) , تتبنى معظم الأديان فكرة المخلّص التي تدّعي باختصار أن العالم سيبقى مليئا بالشرّ والفساد حتى ظهور المنقذ الذي سيملأُ الأرض خيراً وعدلاً, وربما مشكلتنا على هذه الأرض هي أن معظم الناس تنتظر من سيأتي لإصلاح المجتمع , بدلاً من القيام بذلك بأنفسهم , والمخلص الذي لا يخلص أسطورة او وهم , المخلص عند اليهود و المسيحيين او المهدي المنتظر عند الإسلام تبقى في سياق الأسطورة , فالمخلص لا يأتي و لا يخلص , و يبقى الناس في انتظاره صابرين على المعاناة لا يفعلون شيئا لتخليص انفسهم.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة المبدعون .
- مقامة الشعر الزهيري
- مقامة واقعية القرن العشرين .
- مقامة فتوحات مولوية .
- مقامة الأضداد .
- تقاسيم على مقامات الأعراب .
- مقامة الحرية و الجهل .
- مقامة الراقصة والطبال .
- مقامة الجفاف العاطفي .
- مقامة الأحلام .
- مقامة النوم الآمن .
- مقامة البدو و الحضر .
- مقامة الشاعرية .
- مقامة تقاسيم الى ذلك الدرويش .
- مقامة الصندوق .
- مقامة الغضب .
- مقامة التحليل .
- مقامة السلمان .
- مقامة اللوحة الزيتية .
- مقامة الأكتراث .


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الهمسة .