أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الأحلام .














المزيد.....

مقامة الأحلام .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8075 - 2024 / 8 / 20 - 10:08
المحور: الادب والفن
    


مقامة الأحلام :

نشر المندلاوي الجميل لقطة أسماها لذيذة استلها من رواية ( الهوتة ) للروائية الشامية نجاح ابراهيم تقول : (الاحلام هي الوحيدة التي تتسع وتكبر كلما ضاق المكان) , فأحببت ان اسهب له وعنه .

عزيزي المندلاوي الجميل , يقول الحاج زاير الدويج في احدى زهيرياته :
(( من يوم فركَاك جسمي من صدودك عود
وهيهات عكَبك يسليني نديم وعود
كلما يتوب الكلب روحي تكَلي عود
من حيث بجفاك صارت بالكلب لوله
وحياة من بالمهد جبريل اله لوله
لوما يكَولون واعرف بالحجي لوله
جنت احجي وياك لاجن بالزبيبة عود)) .

الحياة تدور بلا كلل وملل , وترسم أرواحنا بدهشات الفجر والمساءات , وتزرعنا ابتسامات في وجوه مكتظة بـــ : الفقد , الموت , الحب , الخيبة , والحزن أصاب كبد خيبتي , فبت مكتظا بكلها , وذات حلم قلت له : رأيت أن عشقك لها , يعرش فيك , كهمسة تصيبك بدوار الدهشة , وتتلبسك كضوء فريد التكوين ,رد مبسبسا : الواشون كثر , ثم أردف : في أقصى زوايا القلب اخضرت بعض المواجيد , لا تأبه لسلطة الخريف ,لأنها نيسانها الماطر بالمحنة , ونداها المتساقط على أريج الكلمات , ولقد آمنتْ بها قبل هذا الشتات .

في صمتِ الليلِ ,
وفي أحضانِ الظلامِ السرمدي , حيث ينصهرُ الزمانُ في بوتقةِ الوجود , تتراقصُ الذكرياتُ كأطيافٍ هائمةٍ في رحابِ العدمِ , تبحثُ عن مرفأٍ آمنٍ في أعماقِ الروحِ المتعبة , حيث تتعانقُ النجومُ كأرواحٍ متيمةٍ في حفلٍ سريٍّ بعيدٍ عن أعينِ الفناء , تنبضُ الأرواحُ بخفاياها العميقةِ كينابيعِ الحلمِ المتدفقةِ من رحمِ الخلود , وتبدأ شوارده المنقوعة على عزف منفرد بالنشيج الصامت
تحت جناحي الليلِ , ذلك العاشق الأبديّ للظلال , تتسربُ من حنايا الظلامِ أسرارٌ ضائعة , تغلفُ الكونَ بعباءةٍ من الأسرارِ المقدسةِ التي لا يطالُها إلا من خاضَ في بحارِ التأملِ العميق , هنا , تُشرقُ شمسُ الروحِ كنجمةٍ أبديةٍ في سماءِ الغيبِ , تحملُ في وهجها الحارقِ وعدَ الأملِ الذي لا يموت , وتضيءُ عتماتِ القلبِ بنورِ حبه الخالد ليحتويها حلمه المتسع .

أوراقُ الأيامِ تتساقطُ كالأحلامِ المهشمةِ على مهبِّ الرياحِ الهوجاء , ولكنها تعودُ لتزهرَ في بساتينِ القدرِ الغامض , كزهورٍ تنبتُ من تربةِ السرابِ , تتحدى كلَّ القوانينِ التي تسجن الروحَ في قفصِ الواقع.

الرافعي ايضا تأوه قائلا : ((ولم أجنِ ذنبًا غيرَ أنَّي ذو هَوىً وأنَّكَ لي دُونَ الأنامِ مُحَبّب)) , يقول الحلم : مذهل غبش الفجر حين ينسحب بغنج , ويرسمني كانكسار أول خيط الشمس على خد البحر , سرقني سرًا أودعته بحرًا نشف من موجه , وانا الذي ظننتك ترنيمة ناي في قلب ناسكٍ , متخم بصلوات آخر الليل ,حتى موج البحر احتفى بي قبل منك , فامتلكتك المسافات .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة النوم الآمن .
- مقامة البدو و الحضر .
- مقامة الشاعرية .
- مقامة تقاسيم الى ذلك الدرويش .
- مقامة الصندوق .
- مقامة الغضب .
- مقامة التحليل .
- مقامة السلمان .
- مقامة اللوحة الزيتية .
- مقامة الأكتراث .
- مقامة العبيد .
- مقامة نجيب محفوظ .
- مقامة البعث .
- مقامة فن الحكم .
- مقامة الشتيمة .
- مقامة الفردوسي ونصر بن سيار .
- مقامة الشوارد .
- مقامة الفساد .
- مقامة الحروب 2 .
- مقامة الذكريات .


المزيد.....




- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الأحلام .