أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الغضب .














المزيد.....

مقامة الغضب .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8070 - 2024 / 8 / 15 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


مقامة الغضب :
كتب المندلاوي الجميل على صفحته : حكمة: قالت جوليا كبير الممرضات في مستشفى كارلوف ( بداية الخسارة في الحب والسياسة : الغضب) .

هذه العبارة من اقتباسات عبد الرحمن منيف في رواية (شرق المتوسط مرة اخرى ) , ((وصاحب الفكرة يجب أن يتحمل الكثير من أجل توصيل فكرته , و لنا في الأنبياء قدوة , ولا تظن الهدوء الذي تراه في الوجوه يدل على الرضا , لكل إنسان شيء في داخله يهزهُ ويعذبه )) , وقديما قال العَرْجِيُّ: ((وإذا غَضِبتَ فكن وقوراً كاظماً للغيظ تُبصر ما تقول وتسمع ... فكفى به شرفاً تصبُّر ساعة يَرضى بها عنك الإله وتُرفع)) .

قال الشاعر: (( ولم أرَ فضلًا تمَّ إلا بشيمةٍ ولم أرَ عقلًا صحَّ إلا على الأدبِ..... ولم أرَ في الأعداءِ حين اختبرتهم عدوًّا لعقلِ المرءِ أعدَى مِن الغَضَبِ)) , وذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله: ((الغضب جماع الشر, والتحرز منه جماع الخير)) , وكان يقال : وإياك وعزة الغضب فإنها مصيّرتُك إلى ذل الاعتذار.

((غَضِبَ الحبيبُ فهاجَ لي استعبارُ والله لي ممّا أُحاذِرُ جَارُ
يا أيها الرجلُ المعذّبُ قلبهُ أقصِر فإنّ شِفاءكَ الإقصارُ
نزَفَ البُكاءُ دموعَ عينكَ فاستعر عيناً لغيركَ دمعُها مِدرارُ
من ذَا يُعِيرُكَ عَيْنَهُ تبكي بها؟ أرأيتَ عيناً للبكا تعارُ
الحُبُّ أوّلُ مَا يَكُونُ لجَاجة تأتي به وتسوقه الأقدارُ
حتى إذا اقتحمَ الفتى لُجَجَ الهوى جاءت أُمورٌ لا تُطاقُ كِبارُ )) .

قال لقمان الحكيم : ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان , من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل, وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق, وإذا قدر لم يتناول ما ليس له , وقال: إن أردت أن تؤاخي رجلاً فأغضبه, فإن أنصفك في غضبه وإلا فدعه , وقال علي بن محمد بن الحسين بن يوسف الكاتب : من أطاع غضبه أضاع أدبه , وكان عبدالله بن عون لا يغضب , فإذا أغضبه رجل , قال: بارك الله فيك , وقد قيل لعبدالله بن المبارك : ((أجمل لنا حسن الخلق في كلمة. قال: لا تغضب )) ,وهكذا لكي أحافظ على هدوئي , يتعين عليّ أن أتقبل الأشياء التي لا يمكن تغييرها, وأن تكون لدي الشجاعة لكي أغير الأشياء التي أريد تغييرها, وأن تكون لدي الحكمة التي أستطيع أن أفرق بها بين الحالتين .

تقول جيل ليندفيلد بأن ((الغضب شيء خطير , ولكن عدم الغضب وقت اللزوم قد يكون أكثر خطورة )) , وإذا خرج الغضب عن سيطرتك , فأنت أسير هذا الغضب , إنك في حاجة إلى علاقة جديدة مع عواطفك , علاقة تجعلك من يقود هذه العواطف وليس العكس , وكما يقول تيودور روبين بأن (( الشعور بالغضب والتعبير عنه بشكل صحي هو في الواقع نقيض الجنون )) , وكما يقول جوته بأن (( السلوك مرآة تعكس صورة الشخص)) , وفي كتاب إدارة الغضب , ورد بأنه (( لا أحد يحتمل أن يختنق غضبه بالعادات والتحامل , والغضب قد يكون قوة إيجابية بشرط أن نعبر عنه بحساسية وحسم )) , وكما يقول آن سكيف بأن (( الشخص الوحيد الذي لا يشعر بنار الغضب أو الغيظ تضطرم داخله في لحظة ما هو شخص ليست له مشاعر أو وعي )) .

وحسب فيثاغورس كلما تملك الغضب في قلبك أكثر على ما عانيته في الماضي كلما فقدت الفرصة في احتمال حصولك على حب جديد في المستقبل , وعند الغضب يجب أن نمتنع عن أربعة أشياء : الحكم على الآخرين , واتخاذ القرارات , والحديث مع الآخرين , واتخاذ الأفعال , ونختم مع محمود درويش : (( أنا عربي أنا اسم بلا لقب يعيش بفورة الغضب.. جذوري قبل ميلاد الزمان رست وقبل تفتح الحقب.. سجل أنا عربي )) .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة التحليل .
- مقامة السلمان .
- مقامة اللوحة الزيتية .
- مقامة الأكتراث .
- مقامة العبيد .
- مقامة نجيب محفوظ .
- مقامة البعث .
- مقامة فن الحكم .
- مقامة الشتيمة .
- مقامة الفردوسي ونصر بن سيار .
- مقامة الشوارد .
- مقامة الفساد .
- مقامة الحروب 2 .
- مقامة الذكريات .
- مقامة الشيطان يجكم .
- مقامة البومبيلي .
- مقامة العرافة كوماي .
- مقامة المشحوف.
- مقامة العصافير .
- مقامة الليلة الكبيرة .


المزيد.....




- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء أطفال غزة بقراءة أسمائهم في مدريد ...
- الفنان وائل شوقي : التاريخ كمساحة للتأويل
- الممثلة الأميركية اليهودية هانا أينبيندر تفوز بجائزة -إيمي- ...
- عبث القصة القصيرة والقصيرة جدا
- الفنان غاي بيرس يدعو لوقف تطبيع رعب الأطفال في غزة.. الصمت ت ...
- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الغضب .